إعلان

البورميون ينزلون إلى الشارع مجدداً بأعداد أقل بعد انتشار الجيش

02:36 م الإثنين 15 فبراير 2021

متظاهرون مؤيدون للديموقراطية يتجمعون قرب آليات عسك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نايبيداو - (ا ف ب):

نزل متظاهرون مؤيدون للديموقراطية من جديد الاثنين إلى شوارع بورما، لكن بأعداد أقلّ من الأيام السابقة بعد تكثيف القمع من جانب الجيش الذي نشر قوات في البلاد.

في رانغون، العاصمة الاقتصادية للبلاد، جلس مئات المحتجّين قرب سياج المصرف المركزي في شمال المدينة داعين الموظفين فيه إلى الإضراب.

ولوّح بعضهم بالأعلام الحمراء وهو لون رمزي لحزب الزعيمة أونغ سان سو تشي "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية"، فيما هتف آخرون بشعارات تدعو إلى "طرد الدكتاتورية".

وقال نيين مو وهو مرشد سياحي إنه رغم التهديدات "لن تتوقف الحركات الشعبية. الخطوة الأولى كانت الأصعب. لسنا خائفين من توقيفنا أو إطلاق النار علينا".

لكن حجم الحشود كان أقلّ من الأيام الأخيرة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس، إذ إن بعض الشركات بعثت رسائل إلى موظفيها دعتهم فيها إلى عدم التظاهر.

ويحد وجود عناصر الأمن مجهّزين بخراطيم المياه إضافة إلى الآليات العسكرية من حماسة السكان.

وقالت هتيت أونغ التي كانت ترفع لافتة تدعو إلى "العصيان المدني" أمام سيارة مصفّحة، "يحاولون تخويفنا عبر نشر جنود".

وفي اليوم السابق، انتشر جنود في مدن عدة في البلاد.

وروى نيين مو "شعرنا بخوفٍ شديد. اعتقدنا أن الجيش سيطلق علينا النار كما حصل في الماضي"، في إشارة إلى الانتفاضتين الشعبيتين في عامي 1988 و2007 اللتين قمعهما الجيش بعنف.

ونظّمت تجمّعات أخرى في أنحاء البلاد كما في نايبيداو العاصمة الإدارية للبلاد، التي شيّدها الجيش. وأُوقف عشرات الأشخاص أثناء التظاهرة بينهم حوالى عشرين طالباً، وفق ما أفاد صحافي محلي.

- إبقاء سو تشي قيد الاحتجاز -

وأطاح انقلاب الأول من فبراير بالحكومة المدنية برئاسة أونغ سان سو تشي ووضع حداً لعملية انتقال ديموقراطي هشّة كانت تمتدّ على عشر سنوات.

وسو تشي متّهمة باستيراد أجهزة اتّصالات لا سلكيّة بشكل غير قانوني، وهي بصحّة جيّدة وقيد الإقامة الجبريّة في نايبيداو، العاصمة الإداريّة للبلاد، وفق حزبها.

وأعلن محاميها خين مونغ زاو أنها ستبقى قيد الاعتقال حتى يوم الأربعاء بعد إرجاء جلسة استماع كانت مرتقبة الاثنين.

ويسيطر الخوف من ردّ الجيش على الأهالي في بلد عاش قرابة 50 عاماً تحت حكم العسكر منذ استقلاله عام 1948.

وسبق أن فرّقت قوات الأمن بعنف تجمّعات عبر إطلاق أعيرة نارية على متظاهرين. ولا تزال شابة تبلغ 20 عاماً، أُصيبت بجروح بالغة الأسبوع الماضي، في حال حرجة.

وأُصيب عدد من الأشخاص بجروح الأحد في شمال البلاد. ولم تتمكن صحافية محلية من تحديد لوكالة فرانس برس ما إذا استُخدم الرصاص الحيّ أو المطاطي. وأُفرج الاثنين عن خمسة صحافيين كانوا قد أوقفوا أثناء هذا التجمّع.

ومنذ الانقلاب، اعتُقل حوالى 400 شخص بينهم مسؤولون سياسيون وناشطون وأطباء وطلاب.

- لجان حراسة شعبية -

نشر الجيش البورمي قائمة تضم أسماء سبعة ناشطين من الأشهر في البلاد مطلوبين بسبب تشجيعهم على التظاهر. وقال الأحد في بيان "إذا عثرتم على أحد الفارين المذكورين في القائمة أو إن توافرت لديكم معلومات عنهم بلغوا أقرب مركز للشرطة. من يؤوي هؤلاء سيواجه ملاحقات بموجب القانون".

رداً على موجات التوقيف الليلية، أُنشئت لجان حراسة شعبية بشكل عفوي عبر البلاد مكلفة حراسة الأحياء في حال قيام السلطات بعمليات لتوقيف معارضين.

ولا تزال التطوّرات في بورما في صلب الأجندة الدولية.

وطالب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الأحد المجلس العسكري بـ"ضمان الاحترام الكامل للحقّ في التجمّع السلمي وعدم تعرّض المتظاهرين لأعمال انتقاميّة". كما طلب من الجيش أن يأذن "بشكل عاجل" للدبلوماسيّة السويسريّة كريستين شرانر بورغنر بزيارة البلاد "لتقييم الوضع في شكل مباشر"، بحسب ما قال المتحدّث باسم غوتيريش.

وقال مقرر الأمم المتحدة الخاص لبورما إن قادة المجلس العسكري "سيحاسبون" على أعمال العنف في البلاد.

منذ بضعة أيام، وضعت واشنطن سلسلة عقوبات ضد جنرالات في الجيش البورمي، مطالبةً بإعادة الحكم إلى سو تشي لكن بدون جدوى.

ونزل مئات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في الأيام الأخيرة، في أقوى موجة غضب منذ "ثورة الزعفران" عام 2007.

وأضرب عن العمل عدد كبير من الموظفين الحكوميين هم عاملون في سكك الحديد وأساتذة وأطباء، لدعم الحركة المؤيدة للديموقراطية. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن عنصري شرطة منشقين.

وأمر الجيش الموظفين الحكوميين باستئناف العمل تحت طائلة فرض عقوبات عليهم. ومُنحت صلاحيات استثنائية للقوى الأمنية التي بات بامكانها القيام بمهمات تفتيش في المنازل من دون مذكرات رسمية أو توقيف أشخاص لفترة قصيرة من دون إذن قضائي.

ويندّد الجنرالات الانقلابيون وقائدهم مين أونغ هلاينغ المنبوذ على الساحة الدولية بسبب الفظائع المرتكبة ضد المسلمين الروهينغا عام 2017، بشرعية الانتخابات التشريعية التي أُجريت في نوفمبر وفاز فيها بشكل ساحق حزب أونغ سان سو تشي.

ويؤكدون أنهم استعادوا الحكم محترمين الدستور وأمروا الصحافيين بالتوقيف عن وصف ما حصل بـ"الانقلاب".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان