إعلان

"كافيه إسلامي لبول الإبل" يثير جدلاً واسعًا في السعودية

05:30 م الإثنين 01 فبراير 2021

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– إيمان محمود:

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فيديو يعلن عن "تدشين أول كافيه إسلامي متخصص في بول الناقة"، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا بين معارضين اعتبروا الأمر إساءة للإسلام، ومؤيدين يؤكدون فوائد المشروب.

بدأت الشرارة من صفحة عبر "تويتر" تحمل اسم "معًا ضد تجار الدين"، حينما نشرت فيديو لرجل يقف في منطقة صحراوية –لم يتم تحديدها- وأمامه عربة يحمل عليها مشروبا يبيعه لمجموعة من المُلتحين، وكتبت الصفحة أعلى الفيديو "تم بعون الله تدشين أول كافيه إسلامي متخصص في بول الناقة الطازج..".

الكاتب والمحلل السياسي السعودي، تركي الحمد، كان أبرز المُعلّقين على الفيديو والمهاجمين للأمر، قائلاً: "بوجود مثل هؤلاء، فإن الإسلام في أزمة فعلا".

وأضاف الحمد في تغريدته: "يعني لم يبق من هذا الدين العظيم إلا هذه الجزئية المشكوك في صحتها أصلا؟.. نعم.. نحن في أزمة وجود خانقة".

وردّ أحد المتابعين للمحلل السياسي، قائلاً: "أزمة خانقة سببها من يريد فرض بعض الأحاديث على عقول الناس"، وأضاف المواطن السعودي: "بول الناقة علاج غصبًا عنك وإذا قلت شيئًا تعتبر كافرًا".

كما ردّ آخر مستنكرًا: "ماذا تقول في الحالات التي شفيت من السرطان بسببه وهي كثيرة؟ وما رأيك في تأكيد أطباء على جدارته في محاربة السرطان؟!".

وعلى الجانب الآخر، اعترض أحد المتابعين قائلاً: "هذه نجاسة ومرض وسقم وشي مخالف للفطرة السليمة".

كما قال آخر: "المشكلة أننا نستهزئ بالصين عندما يأكلون الخفاش. الخفاش أرحم ألف مرة من البول. بعدين اللي يقولون إن هناك بحوث أن بول الناقة يشفي مرض السرطان عطونا شخص واحد تشافي من بول الناقة. صحيح العقل نعمة".

وبحسب "سي إن إن" فإن قضية شرب بول الإبل، كانت ولا تزال تثير تفاعلا وانقساما في المجتمع السعودي، حيث سبق وأعلن مركز سعودي للأبحاث الطبية عام 2009 أن هناك توجها للبدء في إنتاج كبسولات طبية تحوي بول الإبل لاستخدامها في علاج أمراض السرطان والأمراض المرتبطة بها.

في حين قالت الدكتورة خولة الكريع، العالمة السعودية في مجال جينات السرطان، في فبراير عام، 2019 إنه لا يوجد إثبات علمي على أن بول أو لبن الإبل يعالجان السرطان، مؤكدة أن هذه الأقاويل ما هي إلا ادعاءات فقط، وليس لها أساس من الصحة.

وفي السياق، أثبتت دراسة أن الإبل يمكن أن تتسبب في مرض "ميرس"، إذ تقول ميليسينت مينايو، مسؤولة الرصد بدراسة أجرتها جامعة واشنطن في مقاطعة مارسابيت: "كل من يخالط الإبل قد يصاب بهذه العدوى".

وهذه العدوى هي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، التي يسببها أحد فيروسات كورونا، لكن ثبت أنه أشد فتكا بعشر مرات على الأقل من فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19. واكتشف هذا الفيروس في عام 2012 في المملكة العربية السعودية، بحسب ما نقلته "بي بي سي".

وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية في عام 2016، أكدت الفحوصات المعملية إصابة 1761 شخصا بعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتوفي منهم 629 شخصا على الأقل لأسباب لها علاقة بالمرض.

وفي العام نفسه، دق تفشي العدوى في أحد المستشفيات ناقوس الخطر بشأن احتمالات انتقال العدوى إلى جميع الناس، وليس رعاة الإبل فحسب.

وبحسب "بي بي سي"، فإن ثمة عوامل أخرى تسببت في مفاقمة مخاطر انتشار "ميرس" بين البشر. فزيادة تواتر موجات الجفاف بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، وشدتها وطولها دفع رعاة الماشية إلى تربية الإبل بدلا من الأبقار والأغنام؛ لأنها يمكنها تحمل العطش لأسابيع. ولهذا زادت أعداد الإبل وزادت فرص مخالطتها، ومن ثم تهيأت الظروف لانتشار المرض الفتاك.

فيديو قد يعجبك: