إعلان

لندن وبروكسل تصعدان لهجتهما قبل استئناف مفاوضات مرحلة ما بعد بريكسيت

11:10 م الإثنين 07 سبتمبر 2020

الاتحاد الأوروبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (أ ف ب)

صعدت بريطانيا والاتحاد الأوروبي لهجتهما، اليون الاثنين قبيل استئنافهما المفاوضات الخاصة بملف مرحلة ما بعد بريكسيت، إذ هدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بإغلاق باب المفاوضات في منتصف أكتوبر.

وردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، باعتبار بريطانيا ملزمة بموجب القانون احترام اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي وهو شرط أساسي لأي شراكة مستقبلية.

تصاعدت حدة اللهجة بين لندن وبروكسل الإثنين عشية استئناف المفاوضات بشأن علاقتهما ما بعد بريكسيت بعد تهديد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بإغلاق باب المفاوضات في منتصف أكتوبر والاستعداد، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز"، للعودة عن بعض الالتزامات السابقة.

وحدّد رئيس الوزراء البريطاني الأحد، يوم الخامس عشر من أكتوبر المقبل موعدا نهائيّا لإبرام اتفاق لمرحلة ما بعد بريكسيت مع الاتّحاد الأوروبي، مكرّرا قبل افتتاح جولة ثامنة من المفاوضات هذا الأسبوع في لندن أنّ المملكة المتّحدة لن تساوم على استقلالها.

وأضاف جونسون أنّ "الاتّحاد الأوروبي كان واضحا جدّا بشأن الجدول الزمني. وأنا أيضا. يجب أن يكون هناك اتّفاق مع أصدقائنا الأوروبيين بحلول موعد انعقاد المجلس الأوروبّي في 15 أكتوبر إذا كان سيصبح ساري المفعول بحلول نهاية العام".

وإذا لم يحصل ذلك، ستنسحب لندن من المفاوضات و"تقبل" هذه النتيجة التي تخشى أوساط الأعمال من عواقبها الاقتصادية الكارثية المحتملة في فترة صعبة أصلا بسبب فيروس كورونا.

وفي إشارة إلى تزايد مخاوف المستثمرين، انخفض الجنيه الإسترليني بشكل حاد الإثنين في الأسواق المالية.

وكانت بروكسل من جانبها قالت إنه يجب التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أكتوبر للسماح بمصادقة أوروبية عليه في الوقت المحدد.

وقد زادت المعلومات التي أوردتها "فايننشال تايمز" حدة الأجواء التي كانت متوترة.

وبحسب الصحيفة، ستقدم الحكومة البريطانية الأربعاء مشروع قانون "من شأنه أن يلغي" النطاق القانوني لبعض أجزاء الاتفاق الذي حدد الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، بما في ذلك القواعد الجمركية في إيرلندا الشمالية.

وبموجب بروتوكول إيرلندا الشمالية، سيتعين على هذه المقاطعة البريطانية اتباع بعض قواعد الاتحاد الأوروبي بعد الفترة الانتقالية اللاحقة لبريكسيت من أجل ضمان عدم وجود حدود مادية وتجنب عودة التوتر في هذه المنطقة التي شهدت نزاعا دمويا استمر ثلاثة عقود.

وأكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني اتخاذ إجراءات "محدودة" تهدف إلى "توضيح" هذا البروتوكول، من أجل "إزالة أي غموض" وتجنب "العواقب غير المقصودة" للنص على عملية السلام أو السوق الداخلية للمملكة المتحدة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن بريطانيا ملزمة بموجب القانون احترام اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي وهو شرط أساسي لأي شراكة مستقبلية.

وأوضح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكسيت ميشال بارنييه، لإذاعة "فرانس أنتر": أنه "يجب احترام كل ما وقّع في الماضي. إنه ضمان للثقة في المستقبل".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني إن مشروع القانون هذا سيكون "طريقة غير حكيمة للمضي قدما".

"لا إرادة"

خرجت المملكة المتّحدة رسميّا من الاتّحاد في 31 يناير، بعد نحو أربع سنوات من استفتاء تاريخي طبع نهاية حوالى خمسين عاما من العضوية في الاتّحاد، لكنّ القواعد الأوروبية لا تزال تُطبّق في المملكة حتّى 31 ديسمبر، في وقت يحاول الطرفان التوصّل إلى اتّفاق للتجارة الحرّة.

وتتعثّر المفاوضات خصوصا بسبب مسألة الصيد البحري وشروط التنافس العادل. ويفترض أن تُستأنف الثلاثاء في لندن علما أن الاجتماعات السابقة لم تحرز أي تقدم يذكر في هذا الصدد.

وشهدت الأيام القليلة الماضية اتهامات متبادلة بين المفاوضين، واتهم بارنييه لندن بعدم إظهار "أي استعداد لتقديم تنازلات"، كما أكد البريطاني ديفيد فروست خلال عطلة نهاية الأسبوع أن المملكة المتحدة لن تصبح "دولة تابعة".

وحذر بوريس جونسون "حتى في هذه المرحلة المتأخرة، إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعدا لإعادة التفكير في موقفه فسأكون سعيدا"، قائلا إن المملكة المتحدة لن تتنازل "بشأن أساسياتها كدولة مستقلة للوصول إلى اتفاق".

وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، سيتم تطبيق قواعد منظمة التجارة العالمية مع تعرفات مرتفعة وضوابط جمركية واسعة النطاق، وهو أمر يزيد من إضعاف اقتصادات تضررت بشدة جراء الوباء.

وقال جونسون "سيكون لنا اتفاق تجاري مع الاتّحاد الأوروبي شبيه" بالاتّفاق مع أستراليا، أو مشابه للاتّفاق مع كندا ودول أخرى.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل "إذا أراد رئيس الوزراء القفز من جرف بريكسيت لأسباب إيديولوجية، فلن يكون لدى الاتحاد الأوروبي أي وسيلة لمنع ذلك. في المقابل، إذا أصبح نهج المملكة المتحدة أكثر واقعية، ستكون هناك على الأرجح فرصة جيدة لإنقاذ المفاوضات والتوصل إلى اتفاق في أكتوبر".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: