إعلان

موجة الحر في البوسنة تزيد من معاناة آلاف المهاجرين

03:48 م الأحد 07 يوليو 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

ساراييفو- (أ ف ب):

مع موجة الحر الخانق لصيف البلقان، تُضاف إلى معاناة آلاف المهاجرين العالقين في البوسنة مشكلة أخرى في رحلتهم المضنية باتجاه الاتحاد الأووربي.

وتحت شمس حارقة يسارع صالح الحسن ورفاقه الخطوات باتجاه الغابة طلبا للاحتماء بظل أشجارها. وكانوا فشلوا للتو في محاولتهم المتجددة للعبور بعد طردهم من الشرطة الكرواتية التي تكثف جهودها في قطع الطريق الى الاتحاد الاوروبي امامهم.

ويقول الحسن، وهو مهندس معماري سوري عمره 33 عاما: "حاولت أكثر من 15 مرة وأنا أحاول منذ عشرة أشهر المرور، لن أتخلى عن الأمر. أرغب فقط في رؤية ابني المولود في السويد". ويضيف "لم أره إلا في الصور".

وكانت زوجته بين مئات آلاف المهاجرين الذين سلكوا طريق البلقان في 2015 قبل إغلاق حدود الاتحاد الأوروبي.

ويتقدم الحسن ورفاقه على درب معفر غير بعيد من لافتات حمراء معلقة في الأشجار تحذر من وجود ألغام في المكان من مخلفات المعارك في منطقة بيهاتش (شمال غربي) أثناء حرب البوسنة (1992-1995). وهم لا يتوقفون إلا عند رؤيتهم جدول ماء يحمل بعض الطراوة للاجساد المنهكة من المشي في حرارة تبلغ 35 درجة.

وما عاد هؤلاء الهائمون على وجوههم يعرفون أين يرتاحون. فقد امتلأت مراكز ايواء المهاجرين في بيهاتش وفيليكا كلادوسا قرب الحدود مع كرواتيا التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة. وتبلغ طاقتها 3500 شخص.

لذلك هم يقيمون في أماكن عشوائية غير صحية. وينوي الحسن التوجه الى ساراييفو "حيث توجد خيارات أكثر" لمحاولة جديدة للوصول الى الاتحاد الاوروبي.

توتر مع الأهالي

بعد تباطؤ في الشتاء، استؤنف تدفق المهاجرين مع "100 مهاجر يصلون يوميا إلى كانتون" بيهاتش، بحسب علي سيليديديتش المتحدث باسم الشرطة المحلية.

ويضيف المتحدث "لكن في الآونة الأخيرة قل عدد من يتمكنون من عبور الحدود. فقد عززت كرواتيا بشكل كبير الوجود الأمني في هذه المنطقة".

وبحسب وزارة الأمن البوسنية، دخل أكثر من 34 ألف مهاجر آسيوي وأفريقي بشكل غير قانوني البلاد منذ بداية 2018. ويوجد نحو 8 آلاف منهم حاليا في البوسنة، بحسب المفوضية الأوروبية.

وهذا ما قد يؤدي إلى توتر مع اهالي هذه المنطقة الفقيرة التي تعاني صعوبات اقتصادية. ويحتل مئات المهاجرين أماكن عامة في بيهاتش التي تضم 65 الف نسمة.

وخوفا من غضب الأهالي أقامت السلطات في بداية يونيو بمساعدة فرع الصليب الأحمر، مخيما في فوتسياك في منطقة غير مأهولة تبعد 10 كيلومترات من الحدود يتم فيها إيواء المهاجرين الذين لا يجدون لهم مكانا في مراكز منظمة الهجرة.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن المنطقة المحيطة بالمخيم تحوي ألغاما مع مخاطر انفجارها حيث كان الموقع مصبا سابقا.

"الغابة"

رفض الاتحاد الأوروبي، الذي يمول مراكز الإيواء التابعة لمنظمة الهجرة، تمويل هذا المخيم. ويقول رئيس بلدية بيهاتش سوهرات فضليتش أن السبب هو أنه قريب جدا من الحدود أيضا.

ويقول نيكولا بيزيل رئيس العمليات في بعثة الاتحاد الأوروبي بالبوسنة "القرب من الحدود من الاتحاد الأووربي يمكن أن يكون احد العوامل لكن في هذه الحالة كان عاملا ثانويا والمحدد كان العامل الإنساني".

وكما هو حال موقع كاليه في شمال فرنسا، أطلق سكان هذا المخيم في البوسنة عليه اسم "الغابة". ويؤوي مئات من الشبان في ظروف صحية مزرية إذ ينامون على فرش وبدون رعاية طبية ولا اماكن استحمام او مراحيض. وزود المخيم بعدة براميل من الماء لا تتيح إلا الحد الأدنى من النظافة.

ويقول سليمان أشرف، وهو باكستاني في الـ29 من العمر يسعى للانضمام إلى شقيقه في إسبانيا: "الطقس حار جدا. لا يمكن ان نبقى في خيام. الغذاء الذي ياتي مرتين يوميا هو كل ما نحصل عليه هنا. اضافة الى بعض الماء، ما يتيح لنا البقاء احياء".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان