إعلان

15 عاما على وفاته.. محطات في حياة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات

06:55 م الإثنين 11 نوفمبر 2019

ياسر عرفات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت

بزيه العسكري و"الحطة الفلسطينية" الشهيرة وعلامة النصر التي اعتاد أن يرفعها في المحافل الدولية، حُفرت صورته في ذاكرة العرب والفلسطينيين، وتزينت بها جدران البيوت والأسوار في فلسطين وعدد من عواصم الدول العربية. إنه ياسر عرفات الملقب بـ"أبو عمار" الرئيس الفلسطيني السابق والقيادي والسياسي البارز ومؤسس منظمة التحرير الفلسطينية.

تحل اليوم الذكرى الـ15 لوفاة ياسر عرفات، الذي لا يزال حاضرًا في عقول المناضلين الفلسطينيين والمدافعين عن القضية الفلسطينية.

نشأته

ولد محمد ياسر عبد الرؤوف داوود سليمان عرفات القدوة الحسيني، في 4 أغسطس 1929، بالقاهرة حيث كان يعمل والده في تجارة الأقمشة بحي السكاكيني، وأرسل وهو في الرابعة من عمره إلى القدس للعيش مع عمه، ويذكر عرفات عن تلك السنة التي قضاها مع عمه في القدس قبل عودته للقاهرة، اقتحام الجنود البريطانيين لمنزل عمه في منتصف الليل وتحطيم الأثاث والاعتداء على أسرة عمه، شكلت تلك الواقعة الملامح الأولى لشخصيته المقاومة المناهضة للاحتلال.

عقب عودته لمصر قضى فترات تعليمه الأساسي بالمدارس المصرية، والتحق عقب ذلك بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد "القاهرة حاليًا" وشارك منذ صباه في بعث الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال نشاطه في صفوف اتحاد طلبة فلسطين، الذي تسلم زمام رئاسته لاحقا بعد انتخابه في 1952.

محطات في حياته

تخرج عرفات في كلية الهندسة عام 1956، وانضم كضابط احتياط في الجيش المصري فور اندلاع حرب العدوان الثلاثي، وحارب مع الجيش المصري العدوان، قبل أن يسافر للعمل في الكويت عام 1957.

في عام 1959، وبمشاركة خليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق القدومي أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي كانت سرية وتهدف لتفكيك دولة إسرائيل ودعت للكفاح المسلح، وأطلقت مجلتها تحت اسم "فلسطينيًا" ونفذت أول عملية لها في 31 ديسمبر 1964، حيث فجرّ عناصر يتبعون للحركة نفق "عيلبون" داخل إسرائيل، ما أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين.

وفي عام 1964، أنشأ عرفات منظمة التحرير الفلسطيني تحت رعاية الجامعة العربية، بهذا كسبت منظمة عرفات عددًا من المجموعات التي تعمل على القضية الفلسطينية بالدول العربية.

عقب النكسة في 1967، انقتلت حركة فتح إلى الأردن وأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة، في منطقة غور الأردن، وانتقلت الحركة إلى لبنان متخذة منها قاعدة للهجوم على الإسرائيليين، بعد قيام بعض التنظيمات الفلسطينية بخرق السيادة الأردنية دفع عرفات للانتقال بنشاط الحركة إلى لبنان.

وفي عام 1973، بعد نصر أكتوبر، أعلن عرفات انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967، وانتخب رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته.

في 1974، ألقى خطبته الشهيرة من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مسمعًا العالم مطالب الشعب الفلسطيني، وكسب تأييد الرأي العام الدولي، وأطلق المراقبون الأمريكيون على ذلك اليوم اسم "يوم عرفات"؛ لأنه نجح خلال ساعات في تركيز الاهتمام على مشكلة ظل الأمريكيون يجهلونها أو يتجاهلها قادتهم عقودًا عديدة، حيث قال: "لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون مع بندقية ثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

وفي 1988، تغيرت لغة خطاب ياسر عرفات بالأمم المتحدة، وألقى خطابًا أعلن خلاله طموحاته وأمنياته في تشكيل دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في الأراضي التي احتلت في 1967، ودخل في مفاوضات سرية مع الجانب الإسرائيلي وبرعاية أمريكية استمرت حتى عام 1993، حيث وقعت اتفاقية "أوسلو" بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي بموجبها اعترف الطرفان ببعضهما رسميًا.

عاد عرفات إلى فلسطين مرة أخرى في 1994، واستقر في غزة، وانتخب بعد عامين وتحديدًا في 20 يناير 1996، رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية بنسبة تجاوزت الـ88% من إجمالي الأصوات.

حصل عرفات على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، في 1995، بعدها وقعوا اتفاق "أوسلو الثاني"، وضع أساسًا لسلسلةٍ من معاهدات السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، وبروتوكول الخليل 1997، ومذكرة واي ريفر 1998، واتفاقات كامب ديفيد 2000، وخارطة الطريق للسلام 2002.

زواجه

وصل عرفات إلى الـ61 من عمره دون زواج، ليفاجئ الجميع بزواجه من أمينة مكتبه سها الطويل فلسطينية كانت تعيش في فرنسا، وتصغره بـ34 عامًا، حيث كانت في الـ27 من عمرها، وكلل زواجهما ببنت أسموها "زهوة" نسبة إلى جدتها لوالدها.

وفاته

في أكتوبر من عام 2004، ظهرت أولى علامات التدهور الصحي لياسر عرفات، وظهر على شاشة التلفاز مصحوبًا بطاقم طبي، قبل سفره إلى فرنسا.

وعقب أيام من نقله إلى فرنسا، أعلن التليفزيون الإسرائيلي في الرابع من نوفمبر 2004، وفاة الرئيس الفلسطيني "سريريًا" وأن وظائف الحيوية تعمل من خلال الأجهزة فقط، قبل أن ينفي تلك الأنباء.

وجاء الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. ودفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله، بعد أن تم تشييع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس، كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

فيديو قد يعجبك: