فيديو مسرب للقاء بين راشد الغنوشي والسلفيين يثير ضجة في تونس

تونس - (د.ب.أ):

خفف مسؤول من حركة النهضة الاسلامية اليوم الأربعاء من وقع شريط فيديو تم تسريبه على موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' يدعو فيه رئيس الحركة راشد الغنوشي قيادات سلفية إلى توخي سياسة المراحل ، معترفا بسيطرة العلمانيين على مفاصل الدولة.

وتم تسريب فيديو اليوم الأربعاء سرعان ما انتشر على ''فيس بوك'' ويصور بكاميرا مختفية لقاء بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من القيادات السلفية في مقر حركة النهضة.

ولم يكن من الممكن التأكد من صحة الفيديو وما إذا كان المقطع مسترسلا أم طرأت عليه عملية تركيب.

واعترف عبد الحميد الجلاصي عضو المكتب السياسي في حركة النهضة ، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) ، بصحة اللقاء بين الغنوشي وقيادات سلفية غير انه أشار إلى تعرض الفيديو لعملية تركيب.

وقال الجلاصي ''اللقاء كان يهدف إلى حث السلفيين على العمل السلمي والمدني في الساحة السياسية لكن وقع التصرف في بعض المقاطع''.

وقال بيان صادر عن الحركة إن الفيديو ''يتعلق بمداخلة للشيخ راشد أمام مجموعة من الشباب السلفي في شهر شباط/فبراير 2012 خلال المناقشات الدائرة حول الفصل الأول من الدستور''.

وأضاف أن اللقاء ''تركز حول محاولة اقناع الجميع بالتزام العمل القانوني والمدني والتعايش السلمي وتبصيرهم بالتحديات والصعوبات المختلفة وتجنب الاستقطاب أو تقسيم المجتمع''.

وفي الفيديو دعا الغنوشي ، السلفيين إلى الصبر والروية والاقتناع بالمكاسب التي حققوها والعمل على تدعيمها باتباع سياسة المراحل كما حثهم على إطلاق الأنشطة في المساجد واستدعاء الدعاة وبعث مدارس وإذاعات.

واعترف رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم مع حزبي التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية أن العلمانيين مازالوا يسيطرون على مفاصل الدولة والإعلام رغم فوز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي (88 مقعدا).

وأردف الغنوشي قائلا ''الجيش والشرطة ليسا مضمونين''.

وأوضح عبد الحميد الجلاصي لـ(د.ب.أ) ''لم يكن المقصود التعميم في مؤسستي الجيش والشرطة وإنما القصد كان الإشارة إلى بعض العناصر التي يمكن ان تكون مصدر إرباك الدولة''.

وقال بيان الحزب 'إن قول الشيخ ان ''الشرطة غير مضمونة'' جاء في سياق الحديث عن احتواء كل المؤسسات على أقليات فاسدة مرتبطة بالنظام السابق وهي التي تعرقل بناء الأمن الجمهوري وهذا ما يقوله الأمنيون أنفسهم''.

واضاف البيان ''تؤكد حركة النهضة ثقتها في مؤسسات الدولة العسكرية والامنية وتدعو لمزيد تطويرها وتوفير الامكانيات للارتقاء بأدائها''.

ودعا رئيس الحركة من خلال الفيديو إلى الإتعاظ من التجربة الجزائرية عندما فازت جبهة الانقاذ الاسلامية بأغلبية الأصوات في انتخابات 1989 واعتقدت انها سيطرت على أجهزة الدولة لكن الجيش تدخل وألغى الانتخابات وحل الحزب.

وقادت مجموعات سلفية في تونس أحداث عنف متكررة في عدد من المحافظات كان آخرها الصدامات التي اندلعت في محيط ومقر السفارة الأمريكية في 14أيلول/ سبتمبر الماضي وأوقعت أربعة قتلى وعشرات من الجرحى.

وجددت تلك الاحداث انتقادات سابقة للمؤسسة الأمنية في تونس والتي يشغل فيها علي عريض عن حركة الاسلامية منصب وزير الداخلية، حول مدى استعدادها للتصدي الى العنف السلفي ومدى جدية السلطة السياسية في احتواء تلك الجماعات المتشددة.