إعلان

سارسجارد وكريب يطالبان بوقف الحرب ودعم السينما بافتتاح فاري الـ٥٩

د أمل الجمل

سارسجارد وكريب يطالبان بوقف الحرب ودعم السينما بافتتاح فاري الـ٥٩

د. أمل الجمل
03:06 م الأحد 06 يوليو 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

هل يمكن فصل السينما عن الحياة؟ هل يمكن أن نستمتع بالسينما بينما هي معزولة عن واقعنا وحياتنا اليومية؟ هذا ما أجابت عنه كثير من التفاصيل واللقطات الفنية والخطابات في الساعة من مساء ٤ يوليو الجاري حيث كانت ليلة افتتاح مهرجان كارلوفي فاري السينمائي التاسع والخمسين شديدة التميز فنيا، إنسانياً، مثلما كانت تعبيراً واضحاً رافضاً لما يحدث على الساحة العالمية حاليا، فليس أبداً مصادفة أن يقف اثنين من أبرز نجوم السينما العالمية، ليعبرا عن رأيهما، وعدم رضاهما عما يحدث في خطاباتهما - على خشبة مسرح القاعة الكبرى بفندق ثيرمال بمدينة كارلوفي فاري - ليتحدثا عن أهمية السينما ويشجعا الجمهور على دعمها، وضرورة إيقاف الحرب.

الإيمان بالحلم والسينما

الممثلة فيكي كريب - التي تحمل في عروقها مزيجا ثقافيا واختلطت دمائها اللوكسمبورغية مع الألمانية ثم انطلقت للسينما العالمية لتقدم أدوارا مهمة في هوليوود - والتي يتم تكريمها في هذه الدورة حيث يتم منحها جائزة رئيس المهرجان، تطرق خطابها على خشبة المسرح بعد تسلم الجائزة إلى قضية الشؤون الجارية الشائكة، قائلة: «أشكركم على هذه الجائزة، وأنا حقيقة أُقدّرها كثيرًا، إضافة لذلك أود أن أقول: أنني أحب مهرجانات السينما. أعتقد أنها، إلى جانب السينما، أفضل ما في العالم، وإذا لم يُساء استخدامها، يُمكنها أن تعبر الحدود وتنقل أقوى الرسائل. فالسينما لا تُسأل عن جواز سفر، فتعبر إلى الجميع، من دون أن تسألهم: من أين أنت، أو عن مقدار أموالك، أو إن كنتَ رائعًا أم لا؟

رغم أنها في بداية كلماتها اعترفت أنها لم تُعد خطاباً، وأنها سيئة في مثل هذه المناسبات، وأن ابنها الحاضر معها قال لها: «سوف تنجزين المهمة وترتجلي، لا تقلقي»، لكنها أكدت عدة مرات: إن كنتم تنتظرون مني خطابا مهما جيداً منمقاً فأخبركم أنني لا أجيد هذا، أنا سيئة.»

لكن المفاجأة أن فيكي كريب كانت ساحرة، أسرت القلوب بكلماتها البسيطة والعميقة في آن حين قالت وسط ضحكاتٍ غامرة: «لم أكن أبدًا رائعة. لم أكن دائمًا كذلك. لم أكمل دراستي. لكنني هنا، وكل ما فعلته هو أنني كنت مؤمنة بالحلم. كما تعلمون، تمنحنا الأفلام مساحةً للحلم والتأقلم. نأتي إلى هذا الكوكب بلا شيء، وسأغادر بلا شيء. لذا، للأسف، حتى هذه الجائزة الجميلة لن ترافقني إلى حيث أذهب. لكنني سآخذ معي كل ذكرياتي وكل أحلامي، وهذا ما تفعله الأفلام. لذا، علينا أن نحاول إنقاذ الأفلام، حتى تستمر في الوجود، وتستمر في نشر الحب والسلام، والأهم من ذلك، التسامح.»

أمريكا انقسمت فصائل داخل فصائل

الممثل الأمريكي بيتر سارسجارد، كان ثاني المكرمين في تلك الليلة التشيكية بمذاق عالمي إنساني بامتياز، بدوره حين صعد إلى خشبة المسرح وبعد عرض لقطات متنوعة من أدواره المتباينة شديدة الاختلاف والتي تؤكد على موهبته في فنون الأداء، بعدها أدلي برأيه الذي بدا للبعض أنه أكثر جرأة، إذ قال بابتسامة ساخرة،: «صناعة الأفلام عمل جماعي، وأنا فخور ببعض الأعمال التي شاهدتموها للتو. ربما ليس كلها، لكن أي ممثل يعلم جيداً أن العمل الجيد لا يمكن أن يُنجز إلا في بيئة تدعمه. هناك كثيرون دعموني، وذكرت بعضهم منهم ميشيل فرانكو. تيم فيلباوم. بيلي راي، كيم بيرس، تيم روبنز، وبالطبع زوجتي ماغي جيلنهال. لم يكن ممكنا أبدا أن أمضي قدما بمفردي.»

من تلك النقطة الفردية انطلق سارسجارد بذكاء للحديث عن دوره بلاده قائلاً: «بينما تتراجع بلادي عن مسؤولياتها العالمية، وتحاول المضي قدمًا بمفردها، فإنها تنقسم أيضًا إلى فصائل داخل فصائل، على أساس السياسة، والجنس، والتوجه الجنسي، والعرق... اليهود منقسمون بشأن الحرب. لكن عندما يكون هناك عدو مشترك، لا يمكن أن نواجه الأمر بمفردنا. الأعداء هم القوى التي تفرقنا، والتي تسعى لجعلنا أفراداً. جميعنا نعرف من هم. العمل الجماعي هو السبيل الوحيد للتقدم في الفن وفي سعادتنا. لذا، شكرًا لكم على هذا. ما كنت لأتمكن من تحقيق ذلك لولاكم جميعًا. وكما قال: الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافيل: «لا يمكن لنصف الغرفة أن يبقى دافئًا إلى الأبد بينما النصف الآخر بارد.» شكرًا لكم."

تفاصيل حفل الافتتاح كانت عديدة وموجزة رغم أنها تضمنت فقرة لشكر الرعاة والداعمين في كلمات مقدم الحفل مارك ابن، وكل من كريستوف موخا المدير التنفيذي للمهرجان وكذلك كارل أوخ المير الفني، ودعوتهم للرعاة وتمنياتهم بتنفيذ وعودهم للرئيس الراحل ييري بارتوشكا بتجديد عقود دعمهم للمهرجان.

إضافة لما سبق: كانت رقصة حفل الافتتاح تجريدية مبهرة شديد الجمال والأناقة بالتشكيل البصري واللعب بالإضاءة بأسلوب ساحر، حيث تم استخدام المرايا وفلاتر الألوان لتحقيق انعكاس الضوء بواسطة الراقصين. كان ذلك العرض المسرحي الراقص من تصميم ميشال وسيمون كاباني. تميز بطاقة تُشع بقوة على المسرح، تحرك الراقصون داخل وخارج وحول أشعة الضوء. أما الموسيقى فراوحت بين الشجن وأجواء تراجيدية بها هالة قداسة من دون أن يتخلى عن الحيوية، وقد تضمنت لحن فيلم «بين النجوم» لهانز زيمر.

وإحياءاً لذكرى رحيل رئيس المهرجان السابق ييري بارتوشكا أسطورة التمثيل التشيكي، عن عمر ناهز 78 عامًا، تم عرض فيلم «علينا أن نُؤطره!» (حوار مع جيري بارتوسكا في يوليو 2021)، وهو حوار ظريف جدا مع بارتوشكا جعل قاعة العرض تنفجر بالضحك مرات عدة.

ثم، في الساعة الحادية عشرة مساءً، كان موعد صعود إيلي جاكسون، من فرقة لا رو، إلى المسرح لتقديم حفل الافتتاح المجاني للجمهور والضيوف كما هو المعتاد، والذي استقطب حشدًا كبيرًا من المعجبين ورواد المهرجان وضيوف ليلة الافتتاح إلى الساحة خارج فندق ثيرمال. أشعلت أغاني ناجحة، مثل "Tropical Chancer" و"Otherside" و"In for the Kill" وأغنية "Bulletproof" الشهيرة، إلى جانب أغاني من ألبوم استوديو La Roux الرابع الذي سيصدر العام المقبل، مما ألهب حماس الجمهور الواقف ملتحفاً بالسماء.

إعلان

إعلان