- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
- أحمد سعيد
- محمد لطفي
- أ.د. عمرو حسن
- مصطفى صلاح
- اللواء - حاتم البيباني
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بعض الكتب تستعصي على الشرح، ومن ذلك كتاب سالي حجازي “ميكروفون” (كُتبنا، 2021) الذي يحمل عنوانا شارحا هو “مقالات عن الموسيقى يتخللها فاصل كوميدي”. بل إنها تضع أسفل هذا كله وسم “جوه_المزيكا_حكايات”، في إشارة إلى كتابة القصص غير المتداولة عن أشهر الأغاني التي ارتبطت في أذهان أجيال كثيرة، سواء في مصر أو خارجها.
فكرة الكتاب التي شغلت الكاتبة لأعوام طويلة، جعلتها تحرص على أن يكون الكتاب صغيرا في الحجم (114 صفحة من القطع الصغير)، حتى لا يشعر القارئ بالملل، حتى وإن كانت هناك قصص كثيرة غير متداولة عن أشهر الأغنيات سواء في مصر أو خارجها، بالإضافة لذلك حرصت أيضا على تصميم الغلاف بنفسها، وتعمدت إظهار شخصيات معينة لفتت أنظار بعض القراء، مثل مارلين مونرو.
الكتاب في مجمله حميمي ورشيق، والعنوان متناغم مع المحتوى، حيث يكتشف القارئ أن كلمة ميكروفون لا ترمز فقط للأغنية بقدر ما هي دليل على تألق الكاتبة في أسلوب تعبيرها عن الفكرة وكأنها هي من تمسك بالميكروفون لتشدو وتطربنا بمحتواها الرائع، كذلك وسم “جوه_المزيكا_حكايات”، فهو اسم مرتبط كليا بفكرة الكتاب الجديدة التي تناولت فيها الكاتبة مجموعة متنوعة من الأغنيات لتحللها وتتناولها بأسلوب مبتكر تربطه بحكايات حقيقية تزامنت مع هذه الأغنيات أو قصة فيلم الأغنية أو كما أبدعت.
اللافت للنظر هو تعبير الكاتبة عن هذه الفكرة بعدة أغنيات متنوعة الجنسيات ومختلفة في موسيقاها، حيث تجد أغنيات انجليزية وأخرى اميركية وهندية وعربية مختلفة وغيرها. ولم تكتف بأغان لمطربين بل هناك أغان خاصة بفرق غنائية عالمية، مما يدل على تنوع ثقافة الكاتبة في استماعها للموسيقى بصفة عامة، وهو أيضا ما أضفى ثراء حقيقيا على الكتاب.
يمكن الحديث عن سعة اطلاع الكاتبة وثقافتها والبحث التفصيلي الذي قامت به اعدادا وتجهيزا للكتاب. تقول سالي حجازي في مقدمة كتابها إن الموسيقى والسينما وجهان لعملة واحدة؛ إذ قد يضم الفيلم موسيقى، وربما يكون داخل الموسيقى فيلم، حيث تنجح موسيقى الفيلم لتصبح في حد ذاتها فيلما داخل الفيلم. وتضيف: “قد تختصر الموسيقى أحداثا وتفاصيل وكادرات استغرقت ما يتجاوز الساعة ونصف الساعة في دقائق معدودة، وقد تحكي كل تفصيلة في حدوتة الفيلم، وتصف مشاعر الابطال من دون حروف ابجدية، كأن ترى في موسيقى “الكيت كات” (بسكاليا) لراجح داود تجسد حيرة الشيخ حسني بين إصراره على إنكار الظلام الذي يغلف عينيه، وبين خطواته المتعثرة في الطرق الخالية أو المزدحمة. أو تشعر في موسيقى مودي الامام التي صاحبت فيلم “الهروب” بخوف البطل الهارب أحمد زكي، أو تسمع افيهات ضاحكة لم يتفوه بها عادل إمام في موسيقى “الارهاب والكباب”.
“قد تظل قصة أو اسم الفيلم عالقين بذاكرتك تحت تأثير الأغنيات والموسيقى التي صاحبته، فمن غير الممكن مثلا أن تنسى فيلما شاهدت فيه السندريلا سعاد حسني تغني “يا واد يا تقيل”، أو “بانو بانو”، أو “الدنيا ربيع”“ (ص 4).
تقول سالي حجازي:
“Supercalifragilisticexpialidocious كلمة غريبة النطق والايقاع من 34 حرفا، وهي من أطول الكلمات في اللغة الانجليزية، كما أنها عنوان لأغنية من أشهر الأغنيات التي قدمتها أفلام ديزني، جاءت الأغنية ضمن الفيلم الشهير ماري بوبينز Mary Poppins -1964 والمأخوذ عن سلسلة كتب الأطفال الأكثر مبيعا وقتها والتي كانت تحمل نفس الاسم للكاتبة P. L. Travers.
“ذلك العنوان الغريب للأغنية، والتي يقصد بها شيء جميل جدا، ويفترض أن تقال لوصف المواقف أو الأشياء الرائعة التي يصعب وصفها بكلمة واحدة. اختاره اثنان من أبرز موسيقيي هوليوود الاخوان روبرت وريتشارد شيرمان. وهما اثنان من أبرز وأشهر صانعي موسيقى أفلام الرسوم المتحركة، وفي رأيي من أفضل من صنع الأغنيات التي قدمتها أفلام ديزني على الإطلاق” (ص 9).
تحكي المؤلفة عن الفيلم المغربي La Source des Femmes “عين النساء” (2011) الذي يحكي قصة نضال النساء أمام العادات والأعراف الظالمة والفهم الخاطئ لتعاليم الدين بشكل يؤدي بالمرأة إلى حياة تعيسة. حين لا يكون هناك مجال لسماع شكاوى النساء، أو تقبل شعورهن بالظلم من هذه التقاليد، تظهر الثورة في صورة أغنية:
“حتى المية مش بتجيبوها، لما أكتافكوا أصبحت هشة وضعيفة
ماعادش في زراعة ولا أشجار وقريتنا بتموت
اسمع اسمع، اسمع لمراتك” (ص 20).
ينصت الرجال للأغنية بوجوه متعجبة متجهمة، يتبادلون النظرات من دون تعليق، ثم يصرون على الاستمرار في تجاهل معاناة نسائهم. وبعد الكثير من الصدامات والصراعات، تنتصر النساء في نهاية الفيلم بعد أن كتبت الصحافة عن القضية وحققت الحكومة والبرلمان في الأمر، ويتم بالفعل إدخال المياه للقرية لتحتفل النساء بنجاح الاضراب في المشهد الأخير من الفيلم احتفالا راقصا تحت قطرات المياه.
تغني إحداهن بصوت عذب في المشهد الأخير أغنية للرجل “راجل يا راجل”، تقول فيها إن المرأة مهما كانت قوية لا يمكن لحياتها أن تستوي بلا رجل، الرجل حاضر وغائب، تجف الأرض حين يجف قلبه، فالمياه لا تروي عطش النساء، بقدر ما يرويه الحب” (ص 20).
حين تفرغ من “ميكروفون” ستكتشف أنك في حالة هدوء وانسجام وراحة ممتعة وكأنك انتهيت من جلسة تأمل meditation رائعة.
في الكتاب سردت سالي حجازي قصص وحكايات تتعلق بفنانين ارتبطت أغانيهم بذاكرتنا مثل محمد منير، وعلاء عبد الخالق، لكن القصص لا تتعلق بهم في المقام الأول، بقدر ما هي متعلقة بشخصية المستمع، فهناك أغنيات تتحدث عنا، أشبه بمرحلة توثيق لذكرياتنا. تضمن الكتاب أيضا فصولا عن محمود شكوكو في “الحب بهدلة”، ومحمد فؤاد في “الفؤش”، وفضل شاكر في “ساعة مع نجم”.
البعض تساءل عن أسباب حديث الكاتبة عن مارلين مونرو، التي غنت في آخر ظهور لها قبل وفاتها بشهرين، وهي من أكثر الشخصيات أو الحالات التي أحبتها سالي بشدة، فمن سيقرأ ربما يجد تفاصيل لم يكن يعلمها من قبل.
من أفضل مقالات الكتاب مقال “جوه المزيكا أماكن” فهو مكتوب بحرفية شديدة، ومقال “إنهم لا يعرفون جورج خباز” الذي يضم معلومات فنية تخرج منها بمعنى فلسفي عن أحوالنا الآن. ويستوقفك مقال “بينظير بوتو الالماس والصدأ” بفكرته الرائعة، ومقال “فاصل كوميدي” الذي تثبت فيه الكاتبة بالدليل أنها تمتلك أيضا أدوات الروائية المحترفة.
الجزء الأخير من الكتاب عبارة عن نوستالجيا سريعة رائعة لبعض مطربي الثمانينيات والتسعينيات وهذا في حد ذاته أضاف للكتاب متعة خاصة.
تتخلل المقالات كوميديا، حيث يضم الكتاب مقالا متخيلا يحمل عنوان “فاصل كوميدي”، عن لقاء بين المؤلفة وبين تشارلي تشابلن وباستر كيتون، الذي لم يحظ بشعبية كبيرة مثل تشارلي على الرغم من كونه أحد أبرز نجوم السينما الصامتة ومن أبرع من مارسوا فن الإضحاك بالخدع البصرية والحركات البهلوانية. تشير سالي حجازي إلى أن قوائم أفضل أفلام صامتة -وهي عادة قوائم غير رسمية- تفرض حضورا طاغيا لأفلام باستر كيتون ضمن كل الأفلام الصامتة التي عرفها تاريخ السينما، حيث تضمنت بعض القوائم ستة أفلام لتشابلن مقابل 10 لكيتون (ص 62). لا أحد ينسى للأخير فيلمي Sherlok Jr “شيرلوك الابن” وThe General “الجنرال”.
تطرقت سالي حجازي أيضا إلى الارتباط أو العلاقة بين الكتب والموسيقى، وكذلك الأماكن، فمن يعشق الموسيقى بشكل عام يراها في الكثير من الأشياء.