إعلان

نتائج جولة إعادة الانتخابات.. الحقيقة تحاصر الأحزاب!

عمر النجار

نتائج جولة إعادة الانتخابات.. الحقيقة تحاصر الأحزاب!

عمر النجار
07:00 م الأربعاء 10 ديسمبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

الاعتراف بالحقيقة لا يكون بتجزئتها ولا بمحاولة تقسيمها إلى فصول عدة بل بضرورة الاعتراف بها بكل مصداقية وقناعة تامة، مثل حقيقة الموت التي لا يُنكرها أحد من مختلف الأديان.

ومثلما نقول في المثل الشهير «أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا» ينطبق أيضًا على مقولة «أن تظهر الحقيقة كاملة مع مرور الوقت أفضل بكثير من ألا تظهر أبدًا»..

لكون إنكار الحقيقة صعب وتجاهلها أصعب والأثمان المترتبة عليهما ربما تكون أكثر كلفة في الحالتين، لذلك علينا الاعتراف بأنَّ الحقيقة دائمة لا تغيب مهما طال الوقت أو قصر.

ولا يُمكن الاعتقاد بأن الزمن قَلّاب فقط لأنه قد يتحول في أغلب الأحيان إلى السخرية، وهذا ما رأيناه في نتائج جولة إعادة الانتخابات عندما انتشرت «الكوميكسات» الساخرة على السوشيال ميديا من هذه النتائج ومقارنتها ما بين الجولة الأولى وجولة الإعادة، والذي كان فيها الفارق ضخمًا في أعداد التصويت..

وعلى سبيل المثال لا الحصر، مرشح حزب مستقبل وطن عن دائرة مركز نجع حمادي، اللواء خالد خلف الله، الذي حصد في الجولة الأولى على 78 ألف صوت تقريبًا وبعد جولة الإعادة حصد على 28 ألف صوت تقريبًا.. والمرشح المستقل على نفس الدائرة أيضًا، فتحي قنديل، الذي كان قد حصد في أول مرة على 18 ألف صوت وبعد جولة الإعادة حصد على 56 ألفا تقريبًا، وغيرهم كثر من أحزاب مؤيدة ومعارضة مصطنعة كانت على نفس هذه الفروقات الضخمة أيضًا.

لا يُمكن التصور بأن شعبية هذه الأحزاب انخفضت على مدار أيام معدودة ما بين الجولة الأولى وجولة الإعادة للانتخابات بفارق يتعدى الـ 80%، لكونها لم تُصرِّح بشيء مخالف يُنسف شعبيتها في يوم وليلة.

ولطالما تَغنّى الكثير من قيادات هذه الأحزاب المؤيدة والمعارضة المصطنعة بشعبيتها الجارفة كانت الانتخابات على النظام الفردي وتحديدًا في جولة الإعادة هي من كشفت شعبية هذه الأحزاب على أرض الواقع، الأمر الذي فتح الباب أمام مراجعة نظام القائمة المغلقة المطلقة، غير المعمول بها إلا في 5 أو 6 دول في العالم فقط وبنسب محدودة لا تصل إلى 50%، مثلما قال أستاذ العلوم السياسية، علي الدين هلال، مع الإعلامي شريف عامر منذ أيام مضت.

ارتفعت علامات الاستفهام حول شعبية هذه الأحزاب المؤيدة والمعارضة المصطنعة في النظام الفردي عندما أُعيدت الكثير من الدوائر الانتخابية بل وفتحت الأبواب على شعبية معظم الأحزاب المعارضة المصطنعة التي لم ينجح لها إلا مرشح واحد على أقل تقدير من خلال ترك الدائرة لهم من خلال التنسيق مع الأحزاب المؤيدة.

يبقى السؤال العالق في أذهان الكثيرين: «كيف تشارك أحزاب في القائمة الانتخابية ولم ينجح لها أي مرشحين على النظام الفردي.. كيف تمثلنا هذه الأحزاب وهي منعدمة الشعبية»،.. الأسئلة كثيرة لكن ربما ليس لها أي إجابات.

كلنا نعلم أنَّ الأسئلة التي لا تجد ردًا واضحًا تتحول في نهاية الأمر إلى ألغام تكون في منتصف الطريق، لأنه من حسنات الاعتراف بالهزيمة من جانب هذه الأحزاب الفاقدة للشعبية يتحول الأمر إلى البدء نحو مسار الإصلاح لتغيير قانون الانتخابات قبل البدء في إجرائها.

لا تفسير حتى الآن صدر من هذه الأحزاب يُوضح أين ذهبت شعبيتهم في نتائج جولة الإعادة، لأن الناخبين وضعوا هذه الأحزاب في مرحلة اختبار لكن ليس لأدائها الضعيف بل لمصداقيتها التي تَبخّرت في كشوف النتائج الانتخابية.

وفي الختام، لن يكون أمام هذه الأحزاب فرصة للبقاء إلا بضرورة الاعتراف الكامل بنتائج جولة الإعادة، التي كشفت عن حجم تواجدهم في الشارع ومدى مصداقيتهم بينهم وبين أنفسهم، لأن الاستمرار في الحياة السياسية شرطه الوحيد هو ابتكار الجديد في عالم السياسة.

حفظ الله مصر وشعبها ومؤسساتها.

إعلان

إعلان