إعلان

سمعة نوبل

سليمان جودة

سمعة نوبل

سليمان جودة
07:00 م الأحد 12 أكتوبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

كان هناك جدل كثير منذ بدء الحرب الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين في غزة، وكان الجدل الأهم حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على وقف الحرب أم لا؟

كان هناك فريق يقول إنها لا تستطيع، وأن الدليل على ذلك أنها وقفت عاجزة أمام الحرب طوال عامين كاملين، وإذا شئنا الدقة قلنا إن الحرب استمرت عامين ويومين، لأنها بدأت في السابع من أكتوبر من السنة قبل الماضية، ثم جرى الاتفاق على وقفها في التاسع من الشهر نفسه ولكن في ٢٠٢٥!

وهناك فريق آخر في المقابل يرى أنها كانت قادرة على وقف الحرب منذ يومها الأول، وأن هناك فرقاً بين أن تستطيع وبين أن تريد.

ففي أيام الرئيس جو بايدن كانت واشنطن مستطيعة كما عهدناها دائماً أمام مشكلات وأزمات كثيرة، ولكنها لم تكن تريد وقف الحرب، ولو أرادت لأوقفتها في لحظتها، غير أنها بكل أسف كانت تفعل العكس، وكانت تمد الإسرائيليين بكل ما يحتاجونه من السلاح وغير السلاح!

وعندما غادر بايدن وجاء ترمب، كان وقف الحرب في مقدوره لا شك، ولكنه لسبب ما كان يتعامى عن المطالبات بوقفها، وكان يتعامى عن ضحاياها من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمدنيين عموماً. ليس هذا فقط، ولكنه ذهب لما هو أبعد من التعامي، فكان يتحدث عن أنه يستطيع أن يحول غزة إلى منتجع مثل الريفييرا الفرنسية، وأن في مقدور الغزاويين أن يجدوا أرضاً أخرى يعيشون عليها، وأنه يمكنه أن يساعدهم في ذلك!

وعندما وقف في الثالث من أكتوبر يعلن خطته لوقف الحرب، كان قد أدرك أن تهجير الفلسطينيين غير ممكن، وأن وقف الحرب لا بد منه، وأن الحرب لو دامت عشر سنوات لا عامين فقط، فسوف لا يغادر الفلسطينيون أرضهم المحتلة.

أما لماذا أكتوبر بالذات، فلأنه شهر الإعلان عن جوائز نوبل بما فيها نوبل للسلام التي عاش الرجل يتهافت عليها منذ دخل مكتبه أول السنة.

ورغم أن جوائز نوبل ستة فروع، ورغم أنها في الطب، والفيزياء، والكيمياء، والأدب، والاقتصاد، والسلام، إلا أن الأخيرة يجري الإعلان عنها في العاصمة النرويجية أوسلو، على عكس الخمس الأخرى التي يتم الإعلان عنها في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما أن الإعلان عن الفائز بنوبل للسلام يتم في العادة بعد الإعلان عن الجوائز الخمس الأخرى.

ومن حسن الحظ أن نوبل للسلام ذهبت هذه السنة إلى السيدة ماريا كورينا ماتشادو، التي تعارض ظلم الحكم في فنزويلا وتقف ضده بقوة، ولو فاز بها ترمب لكانت جائزة غير مستحقة، ولكان قد حصل عليها بالضغوط التي لا مثيل لها في تاريخ جوائز نوبل على امتداده، ولكان ذلك نال من سمعة الجائزة ومكانتها.

وسوف يعيش ترمب من هنا إلى أكتوبر المقبل عندما يحين موعد منحها من جديد، وفي نفسه شيء منها لا ينساه.

إعلان

إعلان