إعلان

بداية جديدة / كثرة العطاء احتياج

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / كثرة العطاء احتياج

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

08:24 م الأربعاء 30 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

البعض من غير ما يكون لديه إدراك أو وعي كافٍ يبدأ في منح الآخرين بعض العطاء بزيادة وبكثافة عن اللزوم أو من غير سؤال الآخر هل تريد من المزيد أم لا أو حتى سؤاله عن احتياجاته؟؟ ويكون ذلك ليس على المستوى الإنساني فقط أو من خلال العلاقات الإنسانية ولكن تظهر في كل مواقف حياته سواء في المحيط الاسري أو المجال العملي أو في دائرة الاصدقاء بمعنى أبسط وأوضح أنه يبدأ دائما بالمبادرة لمساعدة الأفراد وإعطاء المعلومة ومنحهم رعاية وثقة وتعاملا طيبا دون حتى ما يطلب منه أي فرد هذا العطاء..... دائما هو المعطي والمبادر هل هذا أمر طبيعي؟؟ هل هذا شخص طيب ومسالم لأبعد الحدود؟؟ أراك عزيزي القارئ تجاوب الآن بنعم، ولو اختلفت إجابتك قليلا سوف يكون الرد انه إنسان ساذج.... اني آسفة اذا كنت سوف أصدم سيادتك بالإجابة وهي ليس لأنه شخص ساذج أو مسالم أو طيب بزيادة.....هو شخص متعطش للاحتياج بزيادة.....

يقول علماء النفس والاجتماع إن أي فرد يمنح اهتماما وعطاء ومساعدة بزيادة فهو في أشد الحاجة اليها.... انه يرغب في تعامل الأفراد معه من منظور هذا المنطق دائما منتظر العطاء بمثل الطريقة التي أعطى بها فهو في أشد الحاجة للمعاملة بالمثل يعطي اهتماما لأنه مفتقد الاهتمام، يعطي حبا لأنه مفتقد الحب، يعطي مساعدة لأنه يفتقد في حياته من ساعده هذا الشخص المفرط في مشاعره يعبر عنها بطريقة ما يحاول أن يوصل للآخرين انه متعطش لهذه المشاعر ويرغب فيها....و كل ما كان عطاؤه زائدا كل ما كانت رغبته أشد...هناك صوت داخله يصرخ انه متعطش للمشاعر الإنسانية وطبعا نتيجة لفقدانه هذه المشاعر وفي نفس الوقت هو لا يعلم انه مريض ومحتاج إلى العلاج النفسي يبدأ في رسم مواقف وخيال وقصص وحكايات من وحي خياله هو فقط بأن جميع الاطراف لابد من معاملته بنفس الطريقة وليس هذا فقط ولكن يريد دائما المزيد يريد من الأفراد المحيطين به التعامل بمشاعر مفرطة مثله ويمكن اكثر كمان... انه يعطي لأنه محتاج وهذا النوع من الأفراد يحتاج أن يحب نفسه هو اولا قبل أي فرد آخر محتاج أن يقدر قيمة نفسه ويشعر بأهميتها ولكنه ضل الطريق ويبحث عن نفسه في عيون الآخرين ويبحث عن قيمته في تعاملاتهم وللاسف تكون هنا الصدمة لأنه بالتالي لا يلقى ذلك الاهتمام الذي رسمه في خياله وبالطبع ليس كونه إنسانا معطاء وطيبا محبا للخير انه إنسان مريض ويحتاج للمساعدة ولكن اذا كان هذا الافراط في غير محله ومع كل البشر وبزيادة ويكون في المقابل تم ايذاؤه اكثر من مرة وهو لم يتغير ولم يحاول سؤال نفسه لماذا يحدث ذلك معي واستمر على صفاته.. هنا تدق أجراس الخطر لابد أن ينتبه... انت ليس بفرد طيب انت محتاج ومتعطش للاهتمام وتحاول أن تحصل عليه بأي طريقة.

وهنا نلاحظ أن طرق العلاج بسيطة جدا وسهلة ولكن من الصعب على هذا النوع من الأفراد اكتشافها... وهي أن تكون معتدلا في مشاعرك أو بمعنى أوضح ليس المبادر في كل موقف.. انتظر قليلا وأعط فرصة لنفسك اولا ولعقلك ثانيا أن يأخذ قسطا من الراحة والتأمل والبحث عن اسعاد نفسك....يطلق عليها البعض (استراحة محارب) لا تحارب لكي تصل إلى مشاعر إنسانية معينة من أي شخص....المشاعر الإنسانية لا اجتهاد فيها ولا حيلة واذا كنت ترغب حقيقة في الحصول عليها ابدأ بنفسك انت.... أعط نفسك الحب واعرف قيمتها واعمل دائما على علو شأنها والترفع عن أي مضايقات أو مشاحنات تقلل من سلامك النفسي وهدوئك وتسامحك مع ذاتك.. إذا وصلت لهذه النقطة وتفهمتها جيدا سوف تلقى كل الاهتمام والحب والعطاء والمساعدة من الآخرين دون أن تطلب أو تمنحهم اياها.... انت من تجعل من شأنك إلى الأفضل وليس أي فرد آخر.... ومن هنا تأتي البداية الجديدة في تعاملك مع نفسك أولا وبالتالي سوف تنعكس على طريقة تعامل الآخرين معك.

بداية جديدة....

إعلان