إعلان

بداية جديدة / التجاهل الإيجابي

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / التجاهل الإيجابي

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:00 م الأربعاء 23 مارس 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يمر علينا كثيرا مفهوم التجاهل وكل منا نترجمه إلى الابتعاد نهائي والتغافل والانسحاب من أي موقف أو كلام سيئ يضر بالاستقرار الداخلي للفرد أو بمدى سلامة الصحة النفسية لديه. تعريف بسيط وسهل وجميعا نتفاعل مع هذا المصطلح بهذه الطريقة ولكن هل سأل أي فرد نفسه ما معنى التجاهل الإيجابي؟ هل هو تجاهل بمفهومه الدارج أم له معنى آخر ومختلف تماما.... تعال معي عزيزي القارئ نتعرف على رأي علماء النفس والاجتماع بخصوص هذا المصطلح ....

التجاهل الإيجابي هو تدريب الفرد على عدة مراحل مختلفة ووقت زمني تختلف مدته من فرد إلى آخر بان يتم التعامل مع المواقف والأفعال والكلام التي تؤثر سلبيا على الفرد بكل هدوء وايجابية وثبات انفعالي (ولقد كتبت فيما مضى مقالين يناقشان تفصيليا معنى الإيجابية والثبات الانفعالي) أي العكس تماما وليس الانسحاب أو الابتعاد والتغافل .... بمعنى أوضح وأبسط أن يكون رد الفعل اتجاه أي فعل مؤذ عكس ما يتوقعه الشخص الذى يقوم بدور الأذى النفسي.. يجب عليك أن تتسم بكل صفات الهدوء والحكمة وتحكيم العقل والتفكير لبضع ثوان.. لماذا يقوم هذا الشخص بهذا السلوك العدواني؟؟ ماذا يريد أن يصل إليه؟؟ وما هو مردود هذا الفعل؟ إذا استطعت أن تجاوب على هذه الأسئلة سوف يختلف تماما رد فعلك وتصبح أكثر هدوءا بل سوف تقوم بردود أفعال تجعل من الشخص المؤذي مجرد نكرة او لا شيء ويصبح هو في حالة غليان وانكسار وهزيمة ويشعر بإهانة لأنه لم يشبع رغبته فيما يريد ان يصل إليه من أذى.. لقد قمت بتحطيم كل أسلحته النفسية التي يريد أن يستخدمها أو يهزم بها سلامك النفسي بمجرد تنفيذ عكس ما يريده من انفعال سلبي، كن دائما أنت المتحكم وأكبر من أي موقف تتعرض له.. لا تسمح لأي فرد أن يكون هو الفاعل وأنت المفعول به ...اجعل من ابتسامتك سلاحا يقتله ...اجعل من نجاحك وتفوقك رد فعل يثير نيران غضبه ...لأنه من الطبيعي أنه ينتظر أن يراك مهزوما غير قادر على الإنتاج، واقفا مكانك لم تتقدم خطوه واحدة.. سلامك واستقرارك النفسي تم العبث بهما وحصل خلل في وظائفهما ....عليك أن تجعله يفشل في تحقيق وتنفيذ خطته وأيضا كن على ثقة أنه لو فشل في ذلك سوف يقوم بتشويه صورتك وسُمعتك ... هنا يأتي أكبر اختبار لك أنت وحدك وهو التركيز دائما على شيء واحد فقط (التجاهل الإيجابي) بالاستمرار في العمل والنجاح وأن تنمي من قدرات نفسك وتكتشف إمكانيات جديدة في شخصيتك وتقوم بتدريب نفسك بنفسك على هذا .... ومن هنا إذا أدركت هذا المفهوم جيدا وفهمت الحرب النفسية التي يقوم الفرد باستخدامها اتجاهك واستوعبت وأدركت قيمة نفسك جيدا سوف تكون أنت المنتصر على نفسك قبل أي فرد آخر.

اجعل من كلام الناس وتشويه سمعتك وصورتك وأذاك النفسي تحديا أكبر وأكبر لكي تنجح وتتفوق على نفسك وتجعل بمن قام بهذه الحرب اتجاهك ومن صدقوه أيضا وسيلة وأداة تدفعك للأمام، ومع مرور الوقت ومع استمرارك في خطتك ونجاحك سوف تنحني هذه الرؤوس أمامك ويراجعوا أنفسهم ألف مرة والحق سوف يفرض نفسه وتتبدل الأدوار وأيضا سوف تقوم أنت بدور الرفض لمن حولك ولمن أذاك ومن قاموا بتصديق كلامه لأن نجاحك سوف يفرض نفسه... هل تستطيع عزيزي القارئ أن تقوم بهذه اللعبة جيدا؟؟ هل فهمت أبعادها ودورك فيها؟؟ عليك الآن أن تجاوب...

وإذا وصلت إلى هذه النقطة وأدركت تماما أن النجاح والعمل والتفكير بإيجابية هو سلاحك المنتصر دائما وتنمية مهاراتك هو بمثابة نقطة تحول في حياتك المستقبلية سوف تبدأ بداية جديدة ومختلفة ترضي بها نفسك أولا وتهزم بها أعداءك.. ثانيا ....اشتغل على نفسك وانجح واكتشف نقاط الضعف وحوّلها إلى نقاط قوة حتى تصل إلى درجة الثقة بالنفس التي تجعل منك شخصا غير قابل للهزيمة.. إنها حرب نفسية وأنت المسؤول والمتحكم فيها... هل ترضى أن تكون فاعلا أم مفعولا به؟؟؟

بداية جديدة .....

إعلان