إعلان

مستقبل الصحافة

محمد حلمي

مستقبل الصحافة

محمد حلمي
11:28 ص السبت 22 مايو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كانت صدمة كورونا حافزًا للتغيير في صناعة الإعلام؛ فسرّعت بشدة من التحول نحو مستقبل رقمي بالكامل.

ماذا نتوقع هذا العام؟

الذكاء الاصطناعي يصبح حقيقة. بدأت شركات الإعلام في التعامل بشكل متزايد مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي (Machine Learning – ML)، وتوليد اللغة الطبيعية (Natural Language Generation – NLG)، والتعرف على الكلام (Speech Recognition)، للمساعدة في العثور على قصص وجمهور جديدين، وتسريع الإنتاج، وتحسين التوزيع.

ويقوم مركز POLIS للأبحاث بكلية لندن للاقتصاد بالكثير من النشاط في مجال الذكاء الاصطناعي للإعلام، لتنبيه المؤسسات الإعلامية بالإمكانيات التي توفرها هذه التقنيات.

توليد اللغات المختلفة تلقائيا Automation of new languages

أدى التطور في التعلم الآلي إلى إدخال تحسينات على الترجمة الآلية، بما في ذلك النماذج العصبية Neural Models التي مكّنت من الحصول على ترجمات، بتعليق صوتي حقيقي عالي الجودة، بأكثر من 100 لغة.

وتعمل مؤسسات إخبارية حاليا على الاستفادة من هذه التطورات؛ بحيث يمكنها تقديم محتواها بلغات وتعليق صوتي مختلفين، وبأقل تكلفة ممكنة.

ويتم الآن دمج التعلم الآلي بشكل متزايد في تطبيقات مختلفة؛ ما يسمح بترجمة منشورات منصات التواصل والمقالات الإخبارية بشكل تلقائي.

تحويل النصوص إلى صور مرئية بشكل أتوماتيكيAutomation of Multi-Media formats from text

من أكثر المجالات إثارة للاهتمام هذا العام هو إمكانية تحويل النصوص المكتوبة إلى صور مرئية (فيديو) بشكل أتوماتيكي أو نصف أتوماتيكي؛ ما يعتبر ثورة في غرف الأخبار.

تقوم هيئة الإذاعة البريطانية حاليا، بتجربة برامج تُحول قصة إخبارية نصية إلى "قصة مرئية" مناسبة للهواتف المحمولة مع اقتباسات بألوان زاهية، ورسوم متحركة.

هذه التقنية قد تساعد الشركات الإعلامية على تلبية تفضيلات القصص المرئية بالنسبة للصغار وللكبار.

شبكات الجيل الخامس

شبكات الجيل الخامس من المحمول (5G) ليست مجرد جيل آخر من الاتصال اللاسلكي، فهي يمكنها نقل البيانات أسرع بعشرات المرات من شبكات الجيل الرابع التي تستخدم حاليا، كما يمكنها تصفح المواقع، وتحميل الفيديوهات عالية الجودة بسرعة فائقة، وستتيح توصيل المزيد من الأجهزة في نفس الوقت، الأمر الذي يعد العمود الفقري للمنازل والمدن الذكية، وسيارات المستقبل ذاتية القيادة.

وبالنسبة للمؤسسات الإخبارية، ستتيح شبكات الجيل الخامس إعداد تقارير موثوقة، وعالية الدقة عبر الهواتف الذكية، وستسهل إرسال الصور والفيديوهات من أي مكان بسرعة فائقة.

أيضا، سرعة الإنترنت الأعلى والشاشات الأفضل، ستعملان أيضا على تسريع وتيرة قراءة الأخبار، ومشاهدة التقارير المصورة عبر الهواتف الذكية، ما يعني مزيدا من الازدهار للصحافة المرئية.

التكنولوجيا الصحية القابلة للارتداء Health-focused wearables

أسهم الوباء في زيادة الوعي بالصحة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي لم تغفل عنه شركات التكنولوجيا العملاقة، واستغلته لزيادة مبيعاتها هذا العام.

عملاق التكنولوجيا "أبل" أضاف في النسخة السادسة من ساعته الرقمية مستشعر الأكسجين في الدم لاكتشاف مستويات التشبع، وبالتالي تحديد كفاءة عمل الجهاز التنفسي، بينما أضافت Fitbit في نسختها الجديدة من ساعاتها الرقمية، مستشعرًا كهربائيًا للجلد، يستخدمه علماء النفس لتحديد مستويات التوتر والقلق.

وتعمل مؤسسات إخبارية الآن على تطوير أشكال جديدة من محتواها تتناسب مع هذه المنصات القائمة على معصم يدك.

الجمع بين الأجهزة التي تحتوي على أجهزة استشعار واتصال دائم بالإنترنت (Internet of Things)، ووسائل اتصال أفضل- يبشر بعالم أكثر ذكاءً، يتم فيه تعزيز الذكاء البشري بواسطة الآلات، لكن على الجانب الآخر، يجلب الأمر اعتمادًا كبيرا على التكنولوجيا، ما يطرح تساؤلا حول إمكانية تقليص أعداد الصحفيين وتبديلهم بأنظمة إنشاء المقالات الإليكترونية.

الفكرة ليست مشجعة؛ لأن الجمهور يريد قراءة الرأي والتحليل الذي يكتبه بشر مثلهم، وليس مجرد تحليل للبيانات والأخبار المولدة بواسطة خوارزميات حتى وإن كانت أكثر دقة.

محمد حلمي

صحفي

إعلان