إعلان

طمنونا أو امنعوه.. اللقاح المريب!

محمد حسن الألفي

طمنونا أو امنعوه.. اللقاح المريب!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 06 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تغيرت حياتنا إلى حد كبير بسبب موجات كورونا، الأم ومواليدها من التحورات المتلاحقة. وكلما اجتزنا موجة داهمتنا موجة تالية، ومع ذلك فإن الطريقة التي نتعامل بها مع أرقام الوفيات والإصابات تقول إننا شعب لا يكترث بالكارثة وتوابعها. نعيش خائفين- حقا- لكن لا بأس من تصدير الوجه في الوجه، والرذاذ ينتشر وينتعش...!

ومع نزول اللقاحات، تردد الناس، وصارت الحكمة "لننتظر لنرى من سيموت أو من سيصاب"، ومع الوقت اكتسب اللقاح الصيني ثقة الناس، ومن بعده اللقاح الروسي الذي هو أول لقاح طور في العالم، وتجاهله الغرب، ويلهث الآن لإدخاله لمواطنيه.

لكن اللقاح الروسي في مصر ليس له من أثر ولا خبر، رغم عرض روسيا مرات تصنيعه لمن يطلب وتقديم جرعات بأعداد كبيرة.

وإذا كان لقاحا الصين والروس مطلوبين وفيهما مأمونية، فإن الشك في مأمونية اللقاح البريطاني أسترازينيكا يستبد بعقول المصريين. من الصحيح أن نقول إن بريطانيا طعّمت ما يزيد على 17 مليون مواطن بهذا اللقاح، لكنه اللقاح الذي منعته فرنسا عن كبار السن ثم أجازته، ثم منعته ألمانيا، ثم ظهرت حالات وفاة بسبب جلطات إثر تعاطيه، في المخ، وفي غيره من الأعضاء.

دول كثيرة في أوروبا تتريث في تعاطيه، والأبحاث على قدم وساق لمعرفة مدى الترابط بين اللقاح والنتيجة القاتلة!

من الصحيح أيضا أنها عشرات الوفيات نتيجة التجلط، من بين ملايين، ووصفت حالات التجلط بالنادرة، لكن كل مواطن سيكون في شك أنه هذه الحالة النادرة، ويتجلط الدم في مخه، ويموت أو يصيبه الشلل، لو تعاطى أسترازينيكا.

مفهوم بالطبع أن هنالك حرب لقاحات وقيودا على التصدير الخارجي، وحتى الهند قررت، أمس، وقف التصدير، وهي تعتبر المنتج الأول في العالم للقاحات بأسعار معتدلة للدول الفقيرة والمتوسطة. تعللت الهند بالسبب ذاته الذي تعلل به الاتحاد الأوروبي: نحن أولا... في المحن والكوارث تنحط أخلاق البشر، وتصبح النجاة بالنفس مقدمة على النجاة بمكارم الأخلاق!

ولأن الروح غالية، فإني أدعو وزارة الصحة إلى النظر بعين الاعتبار والفحص والمراجعة لمأمونية تلقيح المصريين بهذا اللقاح الذي تحيط به الاتهامات، وتلاحقه مطاردات الدول له وتحريمه أو تأجيله. وبصراحة، فإن كثيرين يتبادلون التحذيرات من تعاطيه، وقصص عن وفيات مقترنة بحالات الوفاة في أوروبا.

بالطبع يوجد مصريون تلقحوا أسترازينيكا، وأعرف منهم كثيرين، ولم يقع لهم تجلط، وحين تواترت أنباء جلطات المخ تسرب الخوف، واستقر الشك بالنفوس.

كل ما نطلبه توفير اللقاح الروسي، حصلت الجزائر على ملايين الجرعات منه، ومراجعة شحنات أسترازينيكا. سيكون الرد الرسمى أن هيئة الدواء تراجع مأمونية أي لقاح، ولا تسمح بطرحه إلا بعد تجارب سريرية. نعم هذا صحيح... لكن خلاص الناس صارت تشك في هذا اللقاح شكا عظيما، فإما أن تطمئنوهم أو تتوقفوا عن استيراده.

بالمناسبة، سجلت اسمي، وحصلت على رقم قيد، ولو صينيا أو روسيا، فنعم... أما لو... فلا...!

إعلان