إعلان

الدعوة مفتوحة.. والقلوب مغلقة ولكن!

محمد حسن الألفي

الدعوة مفتوحة.. والقلوب مغلقة ولكن!

محمد حسن الألفي
10:00 ص الأربعاء 23 سبتمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هي ليست دعوة إلى ليلة زفاف، تمد فيها الموائد، وتتلوى الراقصة، ويغني المطربون، ويفرح العروسان!

هي دعوة متجددة للتخريب، تحدد المواعيد كل بضعة أشهر، على منصات التواصل الاجتماعي، وفي المرة قبل الأخيرة، كانت الموجة عالية، استقبلها الناس بالتجاهل الجماعي إلا بعض المأجورين في المنصورة وفي أحياء من القاهرة.

كان الداعي شخصا صائعًا شماما، باعتراف أبيه، أمس، على الهواء في صدى البلد، وقبل يومين تجددت دعوة الصائع الشمام إلى الشعب المصري أن ينزل لتخريب الوطن، فلما لم يعره أحد أي اهتمام وصف الناس بالبقر والمتخلفين!

بغض النظر عن سفالته وعدم ربايته، فإن ما يعنينا في الأمر، هو التكرار. كل مدة تتكرر الدعوة. لماذا الأخذ بمنهجية الزنّ المتواصل؟
الهدف النهائي من دعوات النزول هو إحداث فوضى، وتعجيز السلطات الأمنية عن السيطرة، مما يمهّد لعودة الارهاب الإخواني جنبا إلى جنب مع الخونة والعملاء. كلاهما من رحم جهات في أجهزة الولايات المتحدة!

نعود للسؤال: لماذا التكرار؟ ببساطة لأن الفشل حليفهم كل مرة. وهذا جربوه، وعرفوه. وثانيا لأن الأمل في أن تصادف الدعوة قبولا عاما هو ما يحرك عملاء قطر وتركيا.

لا ننسى أبدا ان النار اشتعلت ضد نظام الرئيس الراحل مبارك من خلال بؤرتي سخط: التوريث وإذكاء الشائعات عنه بصفة مستمرة، والفساد والغلاء.
استغلوا السخط العام، وأشعلوا النار في البلاد حتى بعد سقوط النظام. لم يكن مبارك هو الهدف. كان الدولة.
سنقول الحق؛ لأن مصر هي الحق. لا تزال التربة السياسية والاجتماعية في مصر غاضبة، وفيها سخط. ولا نتصور أن هذا الاتجاه العام غائب عن الأجهزة المعنية.

ونتذكر أنه لم يكن كذلك وقت حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك. القراءة شيء والتحرك شيء آخر. لقد نجح الرئيس السيسي بجدارة في قيادة الشعب نحو التحمل في معركة الإصلاح الاقتصادي، ثقة به وبوطنيته وبشرف ضميره ومقاصده، ويتحمل الشعب كل الأعباء معه، لإحساسه بأنه صاحب رؤية وحامل حلم وطني عظيم.

وإذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق النجاح المشهود له عالميا وداخليا بإصلاح اقتصاد مصر، فإن المأمول أن يبدأ الرئيس فعلا عملية إصلاح سياسي عميقة، من الجذور.

لا توجد حياة سياسية حاليا. يوجد حزب واحد لا يحبه الناس، بغض النظر عن اسمه، فإن الناس فعلا يتشككون في أدائه، ويريدون وضع مسافة بينه وبين نظام الحكم؛ لأن الرئيس أرفع مكانة وسلوكا ولسانا مما يأتي به هذا الحزب.

يثق الشعب كل الثقة بقدرة رجل افتدى وطنه بروحه وعنقه، ويقوده نحو المجد، على إعادة هيكلة الحياة السياسية، ومنح الأحزاب قبلة الحياة والحرية في إطار الدستور والقانون. ولن تستقيم حياة سياسية دون إعلامٍ يقوم على أمره مهنيون لا نشطاء زاعقون.
بغير ذلك، ستتواصل دعوات النكرات والخونة كل شهرين ثلاثة، على أمل أن تصادف موجة سخط عاتية يركبونها، ويقودون السفينة وسط بحر متلاطم من الغباوة والغشامة والظلمات.
يشهد الله على نقاء سريرتي في كل حرف كتبته، حبا وعشقا وخوفا عليه وثقة بقيادته ومؤسساته.

ابدأ يا ريس معركة بث الحياة في التربة السياسية المصرية وإعادة الحيوية، وبناء جدران عالية تصد، وتحمي، وتنشر الوعي، بدلا من إعلام الطبول تتنادي بالقرع كالقبائل القديمة.

إعلان