إعلان

ثورة الجمهور وأزمة السلطة في الألفية الجديدة

د. عبد الهادى محمد عبد الهادى

ثورة الجمهور وأزمة السلطة في الألفية الجديدة

د. عبد الهادى محمد عبد الهادى

كاتب وأكاديمي مصري

09:00 م السبت 06 يوليه 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

"عندما تتجاهل دروس التاريخ تفقد ذاكرتك، تتصرف كما لو كنت مصابًا بجلطة دماغية، وتتحدث كما لو كنت تهذي، وهذا هو ما يوصف –أحيانا- بالجنون".
في عام 2014 صدرت الطبعة الاولي من كتاب "ثورة الجمهور: أزمة السلطة في الألفية الجديدة" لمؤلفه "مارتن جوري" الذي أمضى مسيرة مهنية طويلة محلل بيانات في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وفي 3 مارس الماضي نشر موقع "ذا إنترسبت" الإلكتروني مقابلة مع المؤلف دارت حول الآثار المتوقعة لثورة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي على العلاقة بين النخب والجمهور، كانت المقابلة تحت عنوان: "ترامب والبريكسيت برهنا على نبوءة هذا الكتاب- ما الكارثة التي ستحل بنا؟".
عمل "جوري" لسنوات في وظيفة محلل وسائل الإعلام العالمية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في بداية عمله كانت الأمور بسيطة وعدد المصادر المفتوحة قليلا، ولم يكن هناك الكثير من المعلومات التي يتوجب عليه متابعتها وتحليلها، في كل بلد كان هناك مصدر واحد -أو اثنين على الأكثر- هو من يضع أجندة العمل ويصنع جدول أعمال الأخبار، مثلما كانت تفعل صحيفة "نيويورك تايمز" في الولايات المتحدة الأمريكية. عندما كان الرئيس يسأل كيف سيتعامل مع فرنسا -مثلا- كان كل ما عليك هو أن تستشير هذا المصدر أو تلك الصحيفة لتعرف الإجابة. لكن مع مطلع الألفية الجديدة، زادت المعلومات واتسعت لدرجة جنونية وظهرت "تسونامي" من المعلومات في مجلدات ضخمة لم يسبق لها مثيل في التجربة الإنسانية، ففي عام 2001 تضاعف حجم المعلومات مقارنة بما توفر في تاريخ البشرية السابق، وفي العام التالي تضاعفت عما كانت عليه في العام السابق، وما زالت الزيادة مستمرة حتى الآن.
ومع اجتياح "تسونامي" المعلومات نرصد قدرا متزايدا من الاضطرابات السياسية والاجتماعية المصاحبة في مناطق مختلفة من العالم، واستمعنا فجأة لأصوات الغاضبين في مناطق حكمها الصمت لزمن طويل، وهنا برز سؤال حول مآلات وتفاعلات الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان يمكن أن يؤثر على السياسة في العالم الحقيقي.
أظهرت الأحداث التي أعقبت ظهور الطبعة الأولي من الكتاب أنه ربما كان بمثابة "نبوءة" برهنت الأحداث اللاحقة على صحتها إلى حد كبير، وصدرت الطبعة الثانية في ديسمبر الماضي متضمنة فصلا إضافيا تناول فيه الكاتب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أوصلت "دونالد ترامب" لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي- "بريكسيت".
يتوقع "جوري" في كتابه أن ثورة المعلومات التي أطلقتها الإنترنت وفيضان المعلومات وحرية تدفقها عبر شبكة الإنترنت، إلى جانب الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، والحروب الفاشلة، سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة الاستقرار في كثير من دول العالم، واستنزاف شرعية مؤسسات النخب الحاكمة وممثليها في نظر الجمهور، وهو الاستنزاف الذي قد لا يمكن إصلاحه خلال عقود قادمة.
بفضل أدوات مثل الوسائط الاجتماعية- سوشيال ميديا- أصبح الجمهور "النشط" قريبا جدا- وأكثر قربا- من هذه النخب أكثر من أي وقت مضى، وكشفت نتائج هذا الاقتراب الحميم عورات تلك النخب، فظهر أن كثيرا من أولئك الذين يتم تقديمهم لنا نخبًا في مجالاتهم، ويتحصنون خلف أسوار القصور والحراس الشخصيين، عندما أتيح للجمهور النشط أن يتابعهم عن كثب وأن يتفحص ملفاتهم بالتفصيل تبين له أن بعضهم لا مبالون، وكثيرا منهم متوسطو الكفاءة أو غير أكفاء، وبعضهم مدعون، أو فاسدون أو معتوهون. وفي الوقت نفسه، اكتشف الجمهور أنه عرضة لكل نظريات المؤامرة وحملات التضليل والمعلومات الكاذبة.
غيّرت بيئة المعلومات الجديدة العلاقة بين مؤسسات النخبة والجمهور، مؤسسات المجتمع الحديث هي مؤسسات هرمية تنحدر من أعلى إلى أسفل، تحتل النخب الصناعية قمة الهرم فيها، وعلى مسافة كبيرة جدا منها تجد غالبية الجمهور، وهي مؤسسات تم تأسيسها في العصر الصناعي، ومع ثورة المعلومات الجديدة صارت النخب قريبة من الجمهور ومعرضون للتدقيق المستمر من جانبه. كان تدفق فيضان المعلومات عبر شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة قد منح الجمهور-أو الرأي العام- وصولا غير مسبوق وإحاطة أوسع بمعلومات وتفاصيل حياة أفراد النخب الحاكمة في الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية والدينية، وكذلك الفنية والأدبية والرياضية، وحتى العلمية والأكاديمية. وكانت المحصلة أن سمعة النخب الحاكمة ومؤسساتها أخذت تتداعى في كل مكان تقريبا وعلى نحو متسارع.
قبل نصف قرن تقريبا تم تنظيم المجتمعات وفقا للنموذج الصناعي، كان نظامًا هرميا يتدرج من أعلى إلى أسفل، وكانت الخيارات محدودة جدا، يمكنك شراء نوعين أو ثلاثة فقط من السيارات، أو تختار بين صحيفتين اثنتين أو ثلاث قنوات تليفزيونية على الأكثر. هذا التنظيم أنتج جمهورا مناسبا لاحتياجات المجتمع الصناعي، الناس مجرد متلقين سلبيين للمعلومات، كتل وجماعات ضخمة متجانسة ونمطية إلى حد بعيد. لكن بيئة المعلومات الجديدة غيرت الجمهور، وكانت وفرة المعلومات وسرعة وسهولة انتشارها مدمرة، ليس لسمعة وشرعية الحكومات فحسب، بل كل المؤسسات الحديثة مثل وسائل الإعلام والمؤسسات العلمية والجامعات والشركات، جميع المؤسسات تقريبا تعرضت للحصار والانكشاف، وتدريجيا تكشف للجميع أن سلطة النخب الحاكمة تتآكل، وأن شرعية مؤسساتها بدأت في التدهور.
تدرك النخب الحاكمة أسباب غضب الجمهور، ويدركون تماما أنهم فقدوا السيطرة تقريبا على مجال المعلومات، وكانت النتيجة ذعر النخب الحاكمة ونزيف مستمر في شرعيتهم وسلطاتهم، وثبت بالتجربة أن عام 2011 كان عاما فاصلا ولحظة تغيير نوعية في التاريخ، عندما تحول الغضب الرقمي إلى عمل سياسي حقيقي، فشهد ذلك العام انتفاضات عربية في كل من تونس ومصر واليمن وسوريا، كما شهد أيضا حركة احتجاجات واسعة في إسبانيا، وفلسطين، وكذلك حركات "احتلوا" الشركات والبورصات في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأت كل هذه الحركات الغاضبة على شبكة الإنترنت، كان "جوري" لا يزال يعمل في المخابرات المركزية حينها، وشاهد لأول مرة الجمهور الغاضب يطيح بالحكام الديكتاتوريين في أكثر من بلد، ويتجاوز الأحزاب السياسية التقليدية، وينتخب شعبويين- مثل الإخوان المسلمين وترامب- في المناصب العليا.
حتى تعمل الحكومات والمؤسسات الصناعية بطريقة صحيحة وآمنة تحتاج إلى أن تسيطر على ما ينشر- أولا ينشر- عنها من المعلومات، ومع فقدان هذه السيطرة يصبح من المتاح نشر وتداول عدد من الروايات المتنافسة والمتناقضة، لتبدأ بعدها ثقة الجمهور في التبخر. وهذا ما نراه الآن في كل مكان تقريبا، أزمة هائلة في السلطة وشرعيتها. ما نراه يحدث أمام عيوننا -الآن- هو أن فقدان السيطرة على المعلومات يؤدي إلى انهيار كامل لهذا النظام، انهيار أيديولوجيات قديمة، وتفتتت الجماهير الضخمة التي كانت يوما ما تلتف حول راية واحدة، وظهر "جمهور" أكثر تنوعًا أيديولوجيًا.
الجمهور –هنا- ليس مرادفا لـ "الشعب" أو "الجماهير"، بل هو جمهور عارض ومؤقت، يمكن أن يتشكل في أي وقت، وفي أي ركن من العالم، هو ليس مجموعة ثابتة من الأفراد، بل جماعة مؤقتة، يفتقرون غالبا إلى التنظيم والقيادة والبرامج والأيديولوجيا المتماسكة، إنهم جمهور "سلبى"، بمعنى أنهم متحدون –فقط- في معارضة النظام القائم، يعرفون جيدا ماذا يرفضون، لكنهم لم يتفقوا أبدا على ما يريدونه غدا..
تستجيب النخب الحاكمة لأزمة السلطة بالعمل في اتجاهين متعاكسين، فعلى الرغم من أنهم يعرفون أسباب الغضب ويمكنهم العمل على إعادة التوفيق بين الجمهور والنظام، إلا أن هذا الحل ينطوي على تسطيح للهرم السياسي، ويقلل المسافة بينهم وبين الجمهور، ويمنح الجمهور مزيدا من المزايا، وهذا لسوء الحظ لا يحدث. وما يجعل الأزمة تستفحل هو أنهم يلجأون لحلول أقل ذكاء، فالنخب الحاكمة بدلا من إصلاح النظام يعملون على إعادة تأسيس المسافة الفاصلة بينهم وبين الجمهور، والابتعاد عنه، ويرفضون تماما التنازل عن أي جزء ولو ضئيل من امتيازاتهم وسلطتهم، يتشبثون بقمة الهرم، ويرون القرب من الجمهور مخيفا ومقيتا: لا يريدون الاقتراب من "الفقراء"، ويفضلون أن يعيشوا في مدن بعيدة مغلقة ومحاطة بأسوار عالية تراقبها الكاميرات وآلات كشف المعادن والحراس الشخصيين.
يستخلص "جوري" من ذلك أن السلطة لن تعود إلى المؤسسات الديمقراطية حتي يتم استبدال طبقة النخبة الحالية - التي يطلق عليها اسم "النخب الصناعية"، لكنه لا يكتفي بتوجيه النقد إلى النخب الحاكمة، بل هو متشكك تماما في أصوات الجمهور الحديث- الغاضب- التي تتصاعد في كل مكان تقريبا. ويقول: "عندما بدأت هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات، اعتقدت في البداية أنني أقف إلى جانب الجمهور، لكن عند تحليل التصريحات والمواقف الخاصة بكثير من هذه الحركات الشعبية الجديدة ، بدأت أري أنه ليس لديهم أية خطط واضحة عن المستقبل، لقد انغمسوا تماما في نقد الوضع الراهن، لكنهم نادراً ما يقترحون بدائل واضحة لما يرفضونه، في الربيع العربي وحركات "احتلوا" وغيرها من الحركات، كان الجمهور موحدا –فقط- في مواجهة ما لا يريد، ولم يتفقوا على ما يتوجب عليهم القيام به في اليوم التالي".
قدم استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، اللذان استندا في المقام الأول على عواطف الجمهور الغاضب والرافض للوضع الراهن- دليلين إضافيين على صحة الاتجاه العام للكتاب.
يري الفيلسوف "خوسيه أورتيجا يا جاسيه" "الرجل الحديث" أو "الرجل الجماعي" باعتباره منتجا نهائيا لعملية تاريخية طويلة ناضلت الأجيال السابقة من أجل أن يحتل مكانا متميزا بالتعليم والثراء النسبي وتوفير وسائل الراحة وكثير من الحريات المادية التي تم تحقيقها بتكلفة هائلة عادة ما انطوت على إراقة الدماء في مرحلة ما من تاريخنا. لكن هذا "الرجل الجماعي" لا يري الأمور بهذه الطريقة، هو يظن أن كل هذه الحقوق هي منح طبيعية مجانية مثل الهواء الذي يتنفسه، ويعتبر كل الأشياء الجيدة في الحياة أمراً مفروغاً منه، وأقل رغبة لا يتم الوفاء بها تصبح مصدرا للغضب. ويعتقد أن الكثير من مشاعر الرفض لدي الجمهور اليوم دافعها الأساسي هو الفشل في فهم أو تذكر التاريخ، وإذا كان هناك شيء واحد أود أن أطلب من الناس القيام به، سيكون هو دراسة التاريخ، لأنه عندما تتجاهل دروس التاريخ تفقد ذاكرتك، وتتصرف كما لو كنت مصابًا بجلطة دماغية، وهذا يمكن أن يدفعك إلى القيام بأشياء مجنونة.
يعتقد "مارتن جوري" أن صيغة الأحزاب السياسية التقليدية يمين-يسار، لم تعد صيغة صالحة للعمل مع جمهور العصر الرقمي، ويعتذر لاضطراره إلى استخدام هذه المصطلحات واللغة السياسية العتيقة التي جاءت من الثورة الفرنسية لكنها فقدت الكثير من قيمتها التحليلية الآن، حتي مصطلحات مثل المحافظين والليبراليين نشأت في خضم تفاعلات السياسة البريطانية في القرن التاسع عشر. ويتساءل: هل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" على اليسار أم على اليمين؟ من يعرف؟ وفي أي جانب من الطيف تصنف حركة "السترات الصفراء" المضادة لماكرون؟ مرة أخرى، لا أحد يعرف. كان ترامب شعبويا، ولم تكن اقتراحاته مناسبة لأي فئة أو فريق، تراجعت الأيديولوجيات الكلية المتماسكة إلى المركز الثاني، وحل الغضب وكراهية النظام القائم والرغبة في تدميره في المركز الأول.
خلال حملته الانتخابية وقف كثير من الجمهوريين المحافظين ضده، لكنه وبعد وصوله للسلطة أخذ يتصرف كجمهوري محافظ، وفشل في التوفيق بين مكونات هذا الطيف الواسع من الجمهور الغاضب.
ويرصد "جوري" أنه على الرغم من الاستياء الواسع من المؤسسات السياسية في العصر الحديث يبدو من المفارقة أن الناس في الولايات المتحدة ما زالوا متحمسين للانتخابات. كان لدينا في الماضي عائلات أكبر وكنا أكثر ارتباطا بها، واعتاد الكثيرون منا أن يذهبوا إلى دور العبادة والمناسبات الاجتماعية، أما اليوم فلدينا- بدلاً من ذلك- كثير من المساحات الفارغة في حياتنا، لذلك نلجأ إلى السياسة لنبحث فيها عن معنى ما لحياتنا، ويعتبر الجمهور مطالبه السياسية قضايا وجودية، مع أن المؤسسات السياسية أظهرت مراراً وتكراراً أنها لا تستطيع تحقيق تلك الأهداف العملية التي صممت من أجلها. المجتمعات الحديثة معقدة للغاية، ولا أحد يتوقع أن تكون السياسة قادرة على التغلب على كل هذه التعقيدات وتحقيق النتائج المأمولة، وفي نفس الوقت منح الناس شعورا بالمعنى والهوية، وهو ما لا يمكن لرجال السياسة تحقيقه.
المعضلة الحقيقية هي أن معظم السياسيين ما زالوا يتحدثون كما لو كانوا يستطيعون تحقيق كل ما يطلبه الجمهور، إنهم يريدون الحصول على أصواتنا، ونحن نجبرهم أن يتعهدوا لنا بما لا يستطيعونه، وأن يقدموا لنا المدينة الفاضلة "يوتوبيا". بعد انتخابهم يمر الوقت ونكتشف أن المدينة الفاضلة لا تأتي، وهنا يشعر الجمهور بالخيانة ويتجه إلى التمرد والرفض. إننا نعامل الحكومة مثل آلهة فشلت، ومع ذلك فإننا نستمر في إفسادها بطلب المدينة الفاضلة التي لا تستطيع تحقيقها، والنتيجة النهائية هي خيبة الأمل في كل صور الحكومات الحديثة.
يميل الكثير من الناس إلى رؤية باراك أوباما ودونالد ترامب على أنهما معارضان لبعضهما البعض من حيث الخطاب، لكن مارتن جوري في كتابه يري أنهما لا يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض. ويفسر ذلك قائلا: "إن أوباما استجاب لشروط بيئته، مثلما فعل ترامب، ينظر الكثيرون إلى الحكومة على أنها فاسدة وفاشلة، ويرد "أوباما" على ذلك بمناورة سياسية أصيلة، حيث فصل فصلا بينا بين ما يقوله في خطبه، وما يفعله في الواقع، فصل الخطابي عن الرسمي، يصف المظالم ويدين الشرور في خطبه، ويتحدث عن حقوق المرأة وعدم المساواة الاقتصادية التي قال عنها إنها أسوأ مما هي عليه في العديد من دول العالم الثالث، وكأنه بعيد عن القرار، نبيا في البرية، لا دور له في هذا النظام الفاشل، ودون أن يلزم نفسه بتقديم أي التزامات بتحسينه.
الرئيس ترامب يقوم بنفس الشيء بدرجة أو أخرى، لكن من الواضح أنه يفعل ذلك بأسلوب أكثر ابتذالا وتطرفا. يتخذ كلاهما -ما يسميه جوري- نهجًا طائفيًا تجاه الوضع الراهن.
وصف "ترامب" النظام القائم في واشنطن بأنه "المستنقع" وقدم نفسه كما لو كان دخيلا عليه، وهذا نهج شائع في السياسة في جميع أنحاء العالم اليوم، فيدرك السياسيون أن الجمهور يشعر بالغضب والسخط من الأوضاع والمؤسسات القائمة. ويرى جوري أن تأثير السياسيين الشعبويين على الجمهور قد بولغ في تقديره إلى حد كبير، ويرى أن هؤلاء الساسة الشعبويين هم في الغالب أدوات جمهور غاضب متمرّد، وليسوا السبب في هذا المزاج العام الغاضب.

إعلان