إعلان

 ترامب: العراق بريء من ضرب البرجين وأعلم من الفاعل!

محمد حسن الألفي

ترامب: العراق بريء من ضرب البرجين وأعلم من الفاعل!

محمد حسن الألفي
09:00 م الثلاثاء 18 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يعلم ترامب من ضرب أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وأعلن بنفسه أنه يعلم من الفاعل، ويدين بوش لتورطه في تدمير العراق وشن الحرب، وفي الوقت ذاته يتهيأ لضربة خاطفة ضد إيران.. تناقض أم خطة للخداع؟

تبدو خطة الخداع الاستراتيجي الأمريكية تجاه التعامل مع القوة الإيرانية في الخليج، وداخل الدولة الإيرانية ذاتها في مرحلة التبلور والتصاعد.

والمفارقة أنها خطة خداع، وبالتالي فإن رصد جنينها ينمو ويتشكل يمثل لأي ساذج فشلًا ذريعًا لمؤلفي حبكة الخداع لضرب طهران بغتة.

هذا ظاهريا، لأن قرار ضرب إيران على الطريقة الأمريكية لا يحتاج في الحروب الحديثة التي شنتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى مكر وتوقيت سرى مباغت، فقرار الحرب كان معلنا، وتوقيتاته حتى كانت معلنة وفيها عد تنازلي.

بالنسبة لخطة الخداع الاستراتيجي الأمريكية، فهي تنهض على فكرة التصعيد بالتسخين إلى أعلى درجة، ثم الهبوط إلى التبريد لأقصى درجة. التصعيد بالقول والتصريحات يتزامن مع الدفع ببوارج وقوات إضافية. يعقب ذلك بساعات تبريد بتصريحات وأن أمريكا لا تريد الحرب .

حسنا، فإن أمريكا قررت بالفعل إرسال ألف جندي إضافي إلى الخليج لمواجهة ما عادت إلى تسميته بالخطر الإيراني.

من ناحيتها، فإن خطط المواجهة من جانب إيران تجاه أمريكا تبدو متجهة إلى إسرائيل الأقرب جغرافيا واستراتيجيا وعاطفيا لواشنطن.

صعدت طهران من تخصيب اليورانيوم، وضاعفته، وتعرض بيع الماء الثقيل في الأسواق العالمية، لتتحلل خطوة بعد أخرى من الاتفاق النووي.

ألمانيا دخلت على خط التحذير، وحذرت إيران من عواقب الانسحاب والتحلل من التزامات الاتفاق الذي وقّعت عليه الدول الأوروبية الكبرى.

الصين طالبت طهران بعدم نقض الاتفاق.

موسكو اتخذت الموقف ذاته، بل اعتبرت رفع معدلات وسرعات تخصيب اليورانيوم أمرا يرفع مستويات التوتر.

اعتبرت موسكو- أيضا- أن إرسال قوات إضافية أمريكية للخليج توتر إضافي ومؤشر يبعث على القلق.

وليس سرًا ظهور عدد لا بأس به من القادة العسكريين الأمريكيين في مكاتب وردهات البيت الأبيض طوال الأسبوع الجاري، تزامنا مع تقارير في صحف أمريكية عن التخطيط لضربة أمريكية تكتيكية ضد إيران.

لن تكون حربا موسعة تستهدف القوات الإيرانية على التراب الإيراني، ولا في مياه الخليج، بل ستكون- وفق المعلن من توقعات حول هذه الضربة- جراحة استئصالية عاجلة وسريعة وباترة لمنشآت نووية إيرانية محددة بالفعل، وكذلك مواقع الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رءوس نووية أو القادرة على إصابة أهداف معادية بعيدة .

ما يعزز هذه التصورات، بالفعل، أن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، اجتمع، أمس، مع القائم بعمل وزير الدفاع، والتقى في ولاية فلوريدا بقائد القوات المركزية في الشرق الأوسط، وكذلك رئيس الأركان لبحث الموقف على الأرض والعمليات !

من ناحية أخرى، وفي خط معاكس تماما، يصرح ترامب لشبكة

تليفزيون ABC أن التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط كان خطأً فادحًا، وأن العراق ليس أبدًا من ضرب البرجين في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وقال: (أنا أعرف وكلنا نعرف من أسقط البرجين).

تصريح غاية في الجدية والخطورة، واعتراف من رئيس حالي بأنه يعلم تمامًا من شن هجمات ١١ سبتمبر على البنتاجون ونيويورك .

إذن، ما الذي يدفعه للتورط من جديد في جحيم الشرق الأوسط، ويفعل ما أنكره على سلفيه بوش وأوباما، بل حتى كلينتون؟

إسرائيل. وليس حماية دول الخليج. الحماية تقتضي فواتير وبوارج في حالة استعراض. التورط يعني تخليص إسرائيل من رعب النووي الإيراني! تلك هي القصة.

إعلان