إعلان

انفجار دولي وشيك!

محمد حسن الألفي

انفجار دولي وشيك!

محمد حسن الألفي
09:00 م الثلاثاء 07 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

فيما كنا نترقب صيفًا ساخنًا، في أغسطس كالعادة، إذا بالأحداث تتصاعد حرارتها بأعلى من حرارة الجحيم السياسي الآخذ بتلابيب المنطقة.

ليس الأمر متعلقًا فحسب بحرب الانتحار التي تشنها مواسير حماس عبثا، فما أصابت أو قتلت إلا حفنة أشخاص، لكن الأمر يتعلق بمنطقتين مرشحتين لانفجار وشيك، ومن المفارقات أن المنطقتين تمثلان مناطق مميزة للثروة العربية.

المنطقة الأولى شرقي المتوسط، تخص مصر بالذات ومعها قبرص واليونان.

والمنطقة الثانية الخليج العربي ومضيق هرمز، يمر منه خمس النفط العالمي.

وبينما كانت التحذيرات تذهب إلى تركيا من مصر وأوروبا وقبرص واليونان من البحث عن الغاز في مياه غربي قبرص، وتأتي من تركيا، متحدية التحذير المصري الأوروبي، وتعلن حق أنقرة بالقوة في البحث عن الغاز في قبرص الشمالية، حيث الأغلبية أتراك!

الولايات المتحدة دخلت على خط الغاز، خط الأزمة، وأصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا، لأنقرة من الاقتراب من غاز قبرص.

لكن أنقرة أعلنت رفضها التحذير الأمريكي وأنها ستنقب عن الغاز وتحصل عليه.

التصريح الأمريكي جاء في وقت مناسب ردا على تهديدات أردوغان في لقائه، أمس، بأمين عام حلف الأطلنطي، والتي طالب فيها بمساندة تركيا بوصفها عضوا بالحلف، للدفاع عن مصالحها الاقتصادية!

الناتو رد بأن الدول الأوروبية أصلا غير مرتاحة لدرجة القلق لضم تركيا منظومة الصواريخ الروسية إس إس ٤٠٠ في ترسانتها الدفاعية الهجومية.

اليونان التي تسعى تركيا لنهب غازها هي أيضا عضو بالناتو.

وفيما أنظار العالم متجهة إلى شرقي المتوسط؛ حيث مصالح مصر في حقل ظهر الضخم، إذا بحاملة الطائرات الأمريكية الهجومية إبراهام لينكولن تبحر بأقصى سرعة تحيط بها كوكبة من السفن الحربية والزوارق، وعلى متن الحاملة بالطبع قاذفات قنابل وصواريخ.

لماذا هذا الإجراء غير المتوقع في السرعة وفي التوقيت؟

جاء التحرك الأمريكي استجابة لمعلومات مخابراتية من إسرائيل ودول عربية بأن إيران تجهز لتنفيذ مخطط عسكري ضد إحدى القواعد الأمريكية في العراق.

وسوف يتم الهجوم بقوات إيرانية أو بالوكالة عنها ميليشيات موالية لإيران، أو الحرس الثوري الإيراني ذاته.

لم يصدر بيان التحرك العسكري من البنتاجون، ولا من الخارجية، لكنه صدر من البيت الأبيض، لتتضاعف دلالاته الإجرائية.

العالم، إذن، يواجه تدهورًا إقليميًا خطيرًا في الشرق الأوسط المنكوب بثرواته وتطرفه وضعفه معًا .

المحللون يرون إرسال هذه المظاهرة العسكرية الأمريكية سوف تحقق عنصر الردع، وتلقن طهران درسا في الالتزام بأدب الخطاب السياسي المنطوي على سلسلة من التهديدات الخاوية على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، المصنف إرهابيًا على القائمة الأمريكية .

هل تبتلع إيران الطعم، وتبادر بالضرب؟

هل المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية صحيحة وموثقة ومحققة، أم هي خدعة لدفع الولايات المتحدة لضرب طهران، ومن ثم تشترك إسرائيل في الضربة مع التركيز على عناصر البرنامج النووي الإيراني الذي يقض مضاجع تل أبيب؟

ما موقف الدول العربية الخليجية، وما موقف مصر؟

هل ستلجم واشنطن أنقرة خلال فترة التجهيزات الإجرائية، فلا تواصل تصعيدها ضد مصر وقبرص واليونان؟

اعتدنا السعير السياسي والعسكري في شهر أغسطس، لكن إعصار الأحداث المجنون يتقدم بسرعة، ليلقي بالمنطقة كلها في عين النار والفوضى.

اللهم احفظ مصر... الخطر حولنا، وتحتنا، وقريبٌ منا .

إعلان