إعلان

محمد كمال يكتب: وزير الداخلية دماء فتية

محمد كمال

محمد كمال يكتب: وزير الداخلية دماء فتية

محمد كمال
11:32 م الخميس 21 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

المهنية الصحفية تقتضي على الصحفي أن يكون راصداً جيداً لمصدره، وأنا بدوري كمتخصص في التغطية الصحفية لوزارة الداخلية قرابة عشرة أعوام كان أول اهتماماتي البحث عن شخصية قيادية.. أطمئن بها على أخطر مؤسسة أمنية في مصر.. وهي وزارة الداخلية.. ونما إلى مسامعي اسم "الثعلب" فأدخلني هذا الاسم الزمن الجميل للأمن المصري المذهل على الصعيدين الدولي والمحلي.. كلما تطرق الكلام بين الضباط.. تردد اسم "الثعلب" وجدتني بحسي الصحفي أترقب هذا الاسم.. وأتابع أخباره بشكل خاص.. حتى وجدت هذا الاسم يتردد في أروقة وزارة الداخلية خاصة قطاع الأمن الوطني.. وعقب حركة التنقلات العامة في شهر أكتوبر عام 2016 جاءت بشكل مباشر لأول مرة عن طريق القيادة المحترمة اللواء طارق عطية الذى كان يشغل منصب مساعد الوزير لقطاع الإعلام والعلاقات، وكنت كلما أجلس وأتحدث معه كان لا يخلو حديثه دائما عن ضابط يعمل داخل جهاز مباحث أمن الدولة سابقاً "الأمن الوطني حالياً" مُلقب "بالثعلب" بين زملائه نظراً لكفاءته المعلوماتية غير المسبوقة، وكان يرى فيه النموذج المثالي لضباط مباحث أمن الدولة، وكان دائما يقول لي "ياريت الضباط تبقى زيه" وكان يقول "في يوم من الأيام هيبقى رئيس الجهاز" وكان هذا الضابط هو اللواء محمود توفيق.. الذي تدرج في عدة مناصب مهمة وحساسة.. داخل أقوى الأجهزة الأمنية بالشرق الأوسط.. بداية من دوره بجهاز مباحث أمن الدولة، وقدرته على قيادة أكثر الأنشطة تعقيدا داخل الجهاز.. وهو مجال مكافحة الإرهاب.. الذى أداره بأسلوب متميز وغير مسبوق.. ما جعله مُلماً ومدركاً لكافة الأبعاد السياسية الداخلية والخارجية فى جميع مجالات العمل الأمني، الذى ينعكس على قدراته القيادية.

ومن عصارة هذه الخبرات المتراكمة، في شتى الأنشطة والمجالات الأمنية، كان من الطبيعي أن تسفر قرارات القيادة السياسية عن اختيار اللواء محمود توفيق وزيراً للداخلية، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر.. التى تتطلب رجلاً يجمع بين الصفات: القيادية الأمنية.. المعلوماتية.. الإنسانية.. والحقوقية.. في آن واحد.. فالرجل على دراية مهنية بملفات العمل الأمني.. وعلى مستوى أخلاقي وإنساني.. سيجعل رجال الشرطة شعاراتهم المثالية.. والأخلاق.. وذلك سيكون له عظيم الأثر في التحام الشرطة والشعب.. و"لأن الجواب بيبان من عنوانه".. فسارع اللواء محمود توفيق إلى إصدار حزمة قرارات ليعلن فلسفته في إدارة وزارة الداخلية فى المرحلة المقبلة.. والذى أكد فيها على مساعديه.. أن أولوية اهتماماته هي توطيد العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة.. وإعادة بناء جسور الثقة بينهما.. من خلال الاهتمام بالمواطنين في الخدمات الجماهيرية المقدمة لهم من جهاز الشرطة.. ولأول مرة يتطرق وزير داخلية في أول اجتماع له عقب توليه المسؤولية إلى حراس الداخل والساهرين علينا حراسة.. وأمناً.. إنهم ضباط مصر.. وأبطالها.. وكان الوزير يشعر بما فى نفوس الضباط.. فأعطى أوامر صريحة واضحة.. بتدعيم أوجه الرعاية المختلفة لجميع أبناء جهاز الشرطة.. والوقوف على احتياجاتهم لما يمثله ذلك من أهمية فى تفعيل الأداء الأمني.

وعلى رأس أولوياته أيضا، وما يمتاز به طيلة مشواره المهني.. توجيه الضربات الاستباقية للإرهاب ودحره.. حتى لا يحقق أي شيء من أحقاده تجاه الوطن.. وهذه حرب معلومات.. مؤكدة مسبقة.. والمعلومات أحد أهم أسلحة أجهزة الأمن في العالم.. وهكذا يعلي الوزير قيمة المعلومة.. والتحري.. والاستباق.. حماية للوطن ومواطنيه.

وتلازماً مع ذلك.. ركز الوزير على حتمية الاستقرار الآمن.. ليزحف خلفه الاستثمار.. في كل مجالات الحياة.. في بقاع أم الدنيا الآمنة.. ثم ركز الوزير في أول اجتماعاته على إعلاء قيم حقوق الإنسان.. وقيم المواطنة.. وهذا ما بين الشعب وشرطته من عقد اجتماعي.. حتى نعيش كراماً تحت مظلة الدستور والقانون.

علينا واجبات ولنا حقوق.. إن مجرد اختيار الضابط المثالي.. الخلوق في قمة الهرم الأمني يعني أننا بفضل الله على قيم الأخلاق والمهنية والتميز.. وهذا ما ظهر جليًا في اجتماع التكليفات الأول.

وما زالت الأيام تبين أن هناك رجالاً صنعوا التاريخ.. ورجالاً صنعهم التاريخ.. واللواء محمود توفيق ممن صنعوا تاريخاً لأنفسهم..

دعواتنا بالتوفيق لجهاز مصر الأمني، وبالأمن لمصرنا وبالاستقرار والأمان لشعبنا.. وكل عام ومصر وشعبها وجيشها وقائدها ومحبوها بخير... آمين.

إعلان