إعلان

دار كتب قطاع خاص

دار كتب قطاع خاص

محمد شعير
09:00 م الخميس 23 نوفمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أثناء عملي في بحث أدبي، احتجت الذهاب إلى دار الكتب والوثائق للاطلاع على بعض المجلات. هناك طلبت مجلة "القصة" وهى مجلة أصدرها الكاتب الساخر محمد عفيفي على مدى ثلاثة أعوام (1945-1947)، أحضر الموظف المسئول المجلد الأول لأجد نفسى أمام مجلة نادرة، هي مجلة "عشرية" كما كتب عفيفي في مقدمة العدد الأول، أي تصدر كل عشرة أيام، على خلاف المجلات المصرية التي تصدر إما شهرية أو أسبوعية.

وتسعى المجلة، حسب افتتاحية العدد الأول، إلى "مكافحة الديكتاتورية السائدة في عالم الكتابة والأدب في مصر، والتي تأبى الاعتراف بالنبوغ والعبقرية أو القدرة على التأليف والكتابة إلا لأفراد قد لا تحتاج في عدّهم إلا لأصابع اليدين فقط". تحمل محمد عفيفي عبء تحرير المجلة منفردا، يصاحبه كاتب آخر هو "حسين عفيفي"، وقدمت المجلة عشرات الترجمات المتميزة لقصص قصيرة لموبسان وتشيكوف، وتورجينيف، وإدجار آلان بو، وعشرات آخرين.

وكان من تقاليد المجلة إصدار عدد شهري يضم نصا واحدا يحتل كل صفحات العدد، فقدم مسرحية "أهمية إرنست" لأوسكار وايلد، ورواية "آسيا" لإيفان تورجينيف. بعد ساعتين من الاستمتاع بالمجلد الأول، طلبت المجلد الثاني لتأتى الإجابة: غير موجود للأسف، والثالث كذلك.

حدث الشيء نفسه عندما طلبت الاطلاع على أعداد مجلة "المعرفة" التي كان يصدرها في الثلاثينيات عبد العزيز الإسلامبولي، وهى إحدى المجلات التي اشتغل فيها نجيب محفوظ مترجما وكاتبا للمقال في سنوات دراسته الجامعية وبعد تخرجه، أيضا كانت الإجابة أن المتوافر بعض الأعداد وليس كل الأعداد. (على الموقع الهام "أرشيف المجلات الثقافية" الذى أسسه محمد الشارخ توجد بعض أعداد المجلة وليس جميعها للأسف)!

منذ فترة أشار الصديق المترجم بشير السباعي على صفحته الخاصة في "فيس بوك" إلى فقدان الدار بعض المجلدات الخاصة بمجلة " المجلة الجديدة" وتحديدا سنوات (1942-1944) وهى الفترة التي ترأس تحريرها رمسيس يونان، بعد أن ترك تحريرها سلامة موسي! فضلا عن ذلك، هناك اختفاء كامل لبعض المجلات والجرائد من "الدار" رغم أنها مسجلة بأرقام في سجل الاستعارات.

أين ذهبت المجلدات الناقصة؟ هل سرقت؟ أم تم الاستغناء عنها بحجة "الهالك" التي يمكن أن نقتنع بها في مكتبات المدارس لا في دار الكتب والوثائق؟

أم أن هذه المجلدات لم تكن مكتملة في أي يوم منذ تأسيس الدار؟ وإذا كانت كذلك لماذا لا تسعى الدار بكافة الوسائل إلى استكمال ما لديها من نواقص؟ هل تنقصها الميزانية؟ وإذا عجزت "دار الكتب" عن توفير الناقص من تراث مصر.. فإلى أي جهة يلجأ الباحثون؟ هل إلى مكتبات بعض الدول العربية أو الأجنبية التي يسهل العثور لديهم على الكثير من المجلات والجرائد غير المتوفرة لدي "دار كتب ووثائق مصر"!

أم علينا البحث في أسواق الكتب القديمة عسى أن نجد ما نبحث عنه، أو ربما المغامرة إلى تأسيس دار كتب جديدة " قطاع خاص" بمغامرة وردية من الباحثين بالتبرع ببعض ما لديهم من مجلات وجرائد ووثائق، مع حفظها بأحدث وسائل الحفظ وإتاحتها للباحثين؟ 

إعلان