إعلان

إلى الأمان: رعاية اليتيم.. أمن قومي

اللواء محسن الفحام

إلى الأمان: رعاية اليتيم.. أمن قومي

12:55 م السبت 27 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – اللواء محسن الفحام:

قد يرى البعض غرابة في توقيت هذا المقال.. ويرى البعض الأخر أن مناسبته يجب أن تكون في الاحتفال بيوم اليتيم خلال شهر إبريل من العام وأن هناك احداثاً أخطر منها وأهم حالياً .. ولكنني تعمدت أن أتصدى لهذه القضية وسوف أستمر في ذلك لأنها رسالة هامة أزعم انني اتحمل جزءاً منها.. وأنها تتعلق بالأمن القومي من وجهة نظري فلا يصح ولا يجب أن يكون اهتمامنا باليتيم قاصر على يوم واحد ونتجاهل طوال العام ما يحدث لهم أو منهم.

يأتي هذا على خلفية ما شهدته قرية الأطفال SOS الكائنة بمدينة نصر منذ عدة أيام عندما اقتحمت مجموعة من العاطلين والبلطجية بينهم فتاة تلك القرية وأقاموا بها ولم يتمكن الأمن الخاص بالقرية من إخراجهم وتم الاستعانة برجال الشرطة حيث تم القبض عليهم وتقديمهم للنيابة بتهمة إشاعة الفوضى والذعر بالقرية والتحرش بالعاملين بها وتعاطي البعض منهم المخدرات حال تواجدهم بها و قيدت الواقعة بالقضية رقم 2134 لسنة 2015 جنح مدينة نصر.

وعندما راجعت أقوال هؤلاء المتهمين هالني الخوف والجزع على مستقبل الايتام المنتشرين في العديد من الديار التي تأويهم و تشرف عليهم تحسباً من ان يلاقوا نفس مصير تلك المجموعة .

لقد جاء في اقوالهم إن منهم اليتيم ومنهم اللقيط وأنهم قد تربوا في هذه القرية منذ نعومة أظفارهم حيث أن مبادئ العمل بها تقوم على تبني الأطفال الايتام و رعايتهم صحياً وثقافياً واجتماعياً حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم وتأسيس حياة عائلية مستقلة تحت الرعاية والإشراف المباشر لإدارة القرية .. وهذا هو الهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله عام 1978.. وأنه قد توجب عليهم عقب بلوغهم السن القانوني ترك القرية والاندماج في المجتمع.. إلا انهم رفضوا ذلك واعتصموا بها و تجمهروا بداخلها بدعوى عدم التزام الإدارة بتوفير اماكن معيشية ملائمة لهم وكذلك إيجاد عملاً يتكسبون منه.

يأتي هذا في حين ان إدارة القرية اتهمتهم باقتحامها رغم بلوغهم السن الواجب اخراجهم منها و فشلوا في العثور على اي فرصة عمل حيث لم تكن لديهم الرغبة في ذلك و اقاموا بها لمدة اربعة أشهر كاملة حولوا فيها القرية إلى تجمع تمارس فيه كل الموبقات من تحرش جنسي بالفتيات اللائي يقمن بها.. إلى تعاطي المخدرات.. إلى ممارسة اعمال العنف و البلطجة على القائمين عليها لدرجة إحداثهم عاهة مستديمة لمدير أمن القرية .

وأياً ما كانت إحدى الروايتين هي الأصدق فإن الموضوع في يد القضاء ليحكم بما أنزل به الله في هذا الشأن.. فهذه ليست قضيتنا.. وهنا يجب الا ننسى دور الايتام التي اخرجت اطفالها ليسيروا في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر حاملين اكفانهم على أيديهم وأحسب انهم لم يعرفوا المغزى الحقيقي من وراء ذلك...ايضاً يجب الا ننسى ان هناك العديد من الشباب الذين تم القبض عليهم مؤخراً تم تأجيرهم للقيام بعمليات إرهابية وتخريبية مقابل حفنة من المال يستطيعون به الحياة و تعاطي المخدرات .. بل ان بعضهم قام بتلك العمليات مقابل اعطائه كميات من المخدر الذي اعتاد عليه فقط دون اعطائهم اي مبالغ مالية.

المشكلة يا سادة ليست في تربية اليتيم حتي يبلغ أشده.. المشكلة اعمق من ذلك وأهم.. تربية اليتيم ليست وجاهة اجتماعية أو وسيلة للاسترزاق من خلال المعونات والتبرعات.. كفالة اليتيم يجب ان تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد و الكراهية و تسوده روح المحبة والمودة وفي هذا يقول المولى تبارك و تعالى في سورة البقرة " يسألونك عن اليتامى.. قل إصلاح لهم خير وأن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح" صدق الله العظيم، ويقول رسولنا الكريم " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه " صدق رسول الله .

والسؤال هنا ماذا نفعل لنحقق لهؤلاء و لنا الاستقرار و الامان ؟

وأن نبعدهم عما قد يشعرون به من حقد وغل على المجتمع الذي فرح و احتفل بهم و هم صغار وتخلى عنهم وهم كبار.

نلتقي في الأسبوع المقبل بإذن الله لنكمل ما بدأناه وأرحب بأي مقترح في هذا الشأن لكي نحمي وطننا من أحد الموضوعات التي أرى أنها بالفعل تتعلق بالأمن القومي المصري.. وتحيا مصر

mohsenelfaham@outlook.com

إعلان

إعلان

إعلان