تقنيات تُجسّد روح المقبرة الأصلية.. تفاصيل جديدة عن قاعتي توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير
كتب : محمد شاكر
تفاصيل جديدة عن قاعتي توت عنخ آمون بالمتحف المصري
كتب- محمد شاكر:
أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الذي ينتظره عشاق الحضارة المصرية القديمة في العالم كله، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر انطلاقه في الأول من نوفمبر المقبل، وسط استعدادات غير مسبوقة.
ويتوق عشاق الحضارة المصرية القديمة لمشاهدة قاعتي الملك «توت عنخ آمون»، صاحب الشهرة العالمية الواسعة، بما تحتويانه من كنوز أثرية معروضة تقترب من 5390 قطعة فريدة، منها قطع يشاهدها المتخصصون لأول مرة.
ومن جانبه كشف الدكتور حسين عبد البصير المشرف العام الأسبق على المتحف المصري الكبير ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، تفاصيل جديدة حول قاعتي الملك توت عنخ آمون، في المتحف المصري الكبير.
وقال عبدالبصير في تصريحات لمصراوي: تُعد قاعتي الملك توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير أيقونة العرض المتحفي في القرن الحادي والعشرين، وأحد أكثر المشاريع الثقافية انتظارًا على مستوى العالم. فهما ليستا مجرد قاعتين للعرض، بل تجربة متحفية متكاملة تمزج بين عبقرية الفن المصري القديم وأحدث ما توصل إليه علم المتاحف في العالم، لتقدما قصة الملك الذهبي في مشهد مهيب يأسر الأبصار والعقول.
وأضاف: ستضم القاعتان الكنوز الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي يبلغ عددها أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، تُعرض مجتمعة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بالأقصر عام 1922 على يد هوارد كارتر.
وتابع: خُصصت القاعتان لتأخذ الزائر في رحلة بصرية وسردية تحاكي حياة الملك الشاب من طفولته على العرش إلى موكب جنازته ورحلته الأبدية نحو الخلود، عبر تصميم علمي دقيق وإضاءة ذكية وتقنيات عرض تُجسّد روح المقبرة الأصلية.
وأكمل: صُممت القاعتان لتُظهرا روعة الفن والرمزية في حضارة مصر القديمة، من العرش الذهبي الشهير، والقناع الأسطوري الذي أصبح رمزًا عالميًا للحضارة المصرية، إلى العجلات الحربية وأدوات الحياة اليومية والتمائم والمجوهرات الملكية التي تكشف عن عالم من الدقة والرفاهية والجمال لا مثيل له. كل قطعة تُروى داخل سياقها الأصلي بما يحافظ على هوية المقبرة وخصوصية صاحبها.
وأضاف: القاعتان تمثلان قلب المتحف المصري الكبير النابض، ورسالة فخر حضاري من مصر إلى العالم أجمع. فهما تعكسان كيف استطاعت مصر أن توظّف أحدث الوسائل التكنولوجية في خدمة تراثها العظيم، لتؤكد أن الماضي لا يزال حيًّا في وجدان الحاضر، وأن الحضارة المصرية القديمة قادرة على إبهار الإنسانية مجددًا.
وواصل: من المنتظر أن تُحدث قاعتا توت عنخ آمون تحولًا كبيرًا في خريطة السياحة العالمية، إذ يُتوقع أن تستقطبا ملايين الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم، ممن ظلّ اسم الملك الذهبي يثير فيهم سحر المجهول وإعجاز التاريخ المصري القديم، لأنهما ليستا مجرد وجهة سياحية، بل تجربة إنسانية وجمالية تُعيد تعريف العلاقة بين الزائر والحضارة المصرية.
وأكمل: إن افتتاح قاعتي توت عنخ آمون سيكون احتفالًا عالميًا بمجد مصر وحضارتها الخالدة، ودليلًا على قدرة المصريين على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الحلم والإنجاز.
وختم الدكتور حسين عبد البصير بقوله: "إن قاعتي توت عنخ آمون ليستا مجرد عرض لكنوز، بل هما قلب المتحف المصري الكبير وروح مصر القديمة التي تبعث من جديد، لتُعيد للعالم الدهشة الأولى حين أُزيح الستار عن مقبرة الملك الذهبي قبل أكثر من قرن."
اقرأ أيضاً:
"مدبولي" يُغير مسار جولته بالسويس ويتفقد مدرسة "محمد حافظ" الابتدائية
بعد استغاثة والدها.. نقل طالبة تُعاني "أنيميا البحر المتوسط" لمدرسة قريبة من سكنها