إعلان

اكتشاف أثري مهم.. كيف عاقب المصري القديم الطلاب الذين يسيئون الأدب؟ (خاص)

11:55 م الأحد 20 فبراير 2022

كيف عاقب المصري القديم الطلاب الذين يسيئون الأدب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

كشف المؤرخ وعالم الآثار الشهير بسام الشماع، في تصريحات خاصة، تفاصيل جديدة حول عثور بعثة أثرية ألمانية مصرية مشتركة على عدد كبير من القطع الفخارية المنقوشة بنصوص كاشفة عن الحياة اليومية في العصرين البطلمي والروماني، تضم أكثر من 18000 قطعة فخارية تسمى ostraca تعود إلى العصر البطلمي وبداية العصر الروماني.

جاء هذا الاكتشاف، الذي أعلن عنه في 8 فبراير ، خلال أعمال تنقيب في منطقة الشيخ حمد بالقرب من معبد أتريبس غربي محافظة سوهاج.

وفقًا للباحثين في جامعة توبنغن بألمانيا، فإن النقوش التي تعود إلى 2000 عام على شظايا خزفية من جرار مكسورة تقدم تفاصيل عن الحياة المصرية القديمة. وهي تشمل قوائم بالآلهة والقوائم والمعلومات التجارية، بالإضافة إلى تمارين القواعد والمسائل الحسابية للأطفال، بما في ذلك الأسطر المكتوبة على ما يبدو كعقاب من قبل الطلاب الذين يسيئون التصرف.

تمت كتابة أكثر من 80٪ من النقوش المكتشفة بالخط الديموطيقي (شكل متصل من الكتابة الهيروغليفية المصرية) ، وهو أحد النصوص الثلاثة القديمة الموجودة على حجر رشيد، وشملت أخرى الهيروغليفية والهيراطيقية والعربية القديمة والقبطية.

يعود أصل العديد من القطع الفخارية إلى مدرسة قديمة، وفقًا للأستاذ بجامعة توبنغن كريستيان ليتز، الذي قاد الحفريات جنبًا إلى جنب مع فريق من وزارة السياحة والآثار المصرية.

من جانبه قال الباحث في علم المصريات والمرشد السياحي بسام الشماع: إن هذه النقوش تفوق آثار المعابد من حيث الأهمية التاريخية.

وأوضح أن المعبد لن يكشف التفاصيل اليومية لعادات ومعاملات ومشاكل المجتمع المصري القديم، على الرغم من أهميتها الفنية والمعمارية، إلا أن المعابد تظل لسان حال ملكية لهذه الفترات، والغرض منها في الغالب هو تمجيد الملوك ، في حين أن الأوستراكا هي دفاتر ملاحظات.

ووفقًا للبيان الصحفي للبعثة، تشاركت مئات القطع الفخارية في رمز واحد متكرر. يعتقد علماء الآثار أن هذا دليل على أن "الطلاب الذين أساءوا التصرف" أجبروا على الكتابة كعقاب.

تضمنت النتائج الأخرى رسم طفل لثلاث شخصيات بشرية بالإضافة إلى تمثيلات مصورة للآلهة والأشكال الهندسية والمخلوقات مثل العقارب والسنونو.

وقال الشماع: "قد لا تكون هذه القطع الفخارية مثيرة للإعجاب من حيث الشكل مقارنة بالاكتشافات الأثرية الأخرى، لكنها غنية بالمعلومات عن الحياة المصرية القديمة".

وتابع: يأتي هذا الاكتشاف في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في القرن الحادي والعشرين، بعد اكتشاف وادي الجرف للبرديات بالقرب من الشاطئ الغربي لخليج السويس، لأنها تكشف النقاب عن تاريخ مصر القديمة وشعوبها أكثر من البرديات.

وأضاف الشماع: "لقد حان الوقت لإعادة كتابة التاريخ على أساس النقطتين وليس على المعابد. أعتقد أن النصوص المكتوبة على النقش صحيحة لأن كل من كتبها لا يحتاج ، في رأيي ، إلى الكذب لأنه لم يكتبها لغرض توثيق التاريخ ".

وأكمل الشماع: إن اكتشاف ١٨ ألف شقافة (كسر الفخار) فى أتريبس، عليها كتابات أغلبها مكتوب بالديموطيقية والهيروغليفية والقبطية والعربية، نصوص حياة يومية، تجارة، ونصوص قوائم شهور وأرقام ومسائل حسابية، نصوص مدرسية، دروس نحو للمدرسة وأبجدية الطيور حيث كتابة أول حرف هيراطيقى له علاقة باسم طائر مرسوم، شقافة بها تكرار على الوجه والظهر مئات السطور، ربما نوع من العقاب التأديبي الكتابي لطالب فى مدرسة.

واستطرد: ضمن الشقافات أيضا معبودات مثل أبومنجل والقرد وكان لهم علاقة بالحكمة والكتابة، أسماء، فواتير شراء طعام، يرجع الاكتشاف إلى حوالى ٢٠٠٠ سنة، وسوف يكشف عن معلومات حول الحياة اليومية لفترة حكم البطالمة اليونان المتأخرة والرومانية، اكتشاف رائع فى تل أتريب ببنها، التاريخ الصحيح ليس فى المعبد بل على الشقافات لأن بها كتابات الشعب والمجتمع الأصلية خالية من شوائب منافقة الملك بواسطة الكهنة وهذا ما يجعل هذا الكشف هام جدا، وأتوقع ظهور أسرار كثيرة سوف نتعرف عليها من هذه الشقافات.

يقع معبد أتريبس بالقرب من مدينة سوهاج الحالية على الضفة الغربية لنهر النيل، بدأت جامعة توبنغن ووزارة السياحة والآثار المصرية العمل هناك في عام 2003، للبحث عن معبد بناه الفرعون بطليموس الثاني عشر. يتضمن الموقع الأثري الأوسع بقايا قبر ومحاجر ومستوطنة.​

فيديو قد يعجبك: