إعلان

استمر الجدل بعد افتتاحه.. التسلسل الزمني لإنشاء متحف نجيب محفوظ

03:43 ص الخميس 18 يوليو 2019

متحف نجيب محفوظ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عاطف:

ارتبط الجدل بمتحف نجيب محفوظ، منذ اللحظة الأولى للفكرة التي نادى بها عشاق أديب نوبل الراحل وحرافيشه، ولم ينته الجدل بافتتاح المتحف، وإنما تواصل حتى بعد ما أثير بشأن غياب بعض مقتنيات صاحب "ميرامار".

السطور القليلة التالية، نستعرض فيها أهم التواريخ المهمة خلال رحلة التجهيز لمتحف نجيب محفوظ:

الفكرة

في 29 أغسطس 2006، أفاقت الأوساط الأدبية على فاجعة رحيل صاحب نوبل الأدب نجيب محفوظ، ما دفع الكثير من المثقفين المصريين، للمطالبة بإقامة متحف لمقتنيات ومؤلفات الأديب الراحل، واستجاب فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك، وكانت تكية محمد أبو الدهب أنسب الأماكن من وجهة نظره لإقامة المتحف، نظرًا لتوسطها منطقة القاهرة التاريخية التي استوحى منها نجيب محفوظ شخصيات وأماكن الكثير من رواياته.

الثورة

وضعت وزارة فاروق حسني خطة لافتتاح المتحف خلال خمس سنوات من العمل على إنشائه وكان يتوقع أن يتم افتتاحه أواخر عام 2011، لولا اندلاع ثورة يناير في بداية العام، ودخول مصر في دوامة الثورة التي لم تفق منها إلا بعد عدة أعوام، لم يكن للمتحف خلالها نصيب من الاهتمام، بسبب تسارع الأحداث السياسية التي كانت تشغل الجميع، وتغير فاروق حسني وجاء من بعده محمد الصاوي ثم الدكتور جابر عصفور ثم الدكتور عماد أبوغازي ثم الدكتور شاكر عبدالحميد ثم الدكتور صابر عرب الذي وعد فور توليه حقيبة الثقافة أن يعمل جاهدًا لكي يتم افتتاح هذا المتحف، بالتزامن مع ذكرى ميلاد نجيب محفوظ في ١١ ديسمبر ٢٠١٢، لكنه لم يستطع أن يفي بعهده.

عودة الحلم

مع عودة الدكتور جابر عصفور لمنصب وزير الثقافة للمرة الثانية، عاد الحلم مرة ثانية بافتتاح المتحف، عندما أكد على أنه اعتمد ميزانية صندوق التنمية الثقافية لعام ٢٠١٤ ٢٠١٥، وضمنها ميزانية إنشاء متحف نجيب محفوظ بتكية أبوالدهب، إلا أن شيئا لم يتغير على أرض الواقع، وظل عدد من المثقفين يعتقدون أن الأزمة وراء تأخر افتتاح المتحف أزمة مالية مما دعا الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر السابق، ليطالب المجتمع المدني لتمويل المتحف.

أزمة جديدة

لم يتأخر وزير الثقافة الجديد عبدالواحد النبوي، الذي حمل حقيبة الثقافة خلفا للدكتور جابر عصفور، في أن يضيف وعدا جديدا لم يتحقق بافتتاح المتحف في ١١ ديسمبر ٢٠١٥ بالتزامن مع ذكرى ميلاد صاحب الثلاثية، وهنا ظهر سبب جديد من الأسباب الكثيرة التي عرقلت مسيرة افتتاح المتحف على مدار ١٣ عامًا، تمثل في اعتراض وزارة الآثار على بعض الأعمال الخاصة بالعرض المتحفي، لأنها لا تناسب المبنى الأثري المقام فيه المتحف.

وهذا الاعتراض الذي لم يكن ليظهر لولا فصل وزارتي الآثار عن الثقافة، ومحاولة بعض المسؤولين في الوزارة الأولى التأكيد على أنهم باتوا يمثلون جهة مستقلة ولا يتبعون الوزارة الأم وهو ما زاد من تفاقم المشاكل التي طاردت تحقق حلم كثير من حرافيش محفوظ، وأخرت افتتاح المتحف كثيرا، نظرا لتعطل الإنشاءات ما أدى إلى زيادة التكاليف ورفع ميزانية الإنشاء خاصة مع زيادة الأسعار عاما بعد عام.

وعد جديد

وعد جديد قطعه على نفسه الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة السابق، بأن يتم الافتتاح بالتزامن مع ذكرى وفاة صاحب "السكرية" ، في ٣٠ أغسطس عام ٢٠١٧، ولكنه لم يختلف عن الوعود السابقة في شيء، ولكن النمنم لم يستسلم ووعد المثقفين أن يتم الافتتاح في ذكرى ميلاده من نفس العام، مؤكدا أنه توصل إلى حل مع وزارة الآثار عبر دراسة جديدة لتلافي كل الملاحظات التي أبداها المسئولون الأثريون، ولكن الوقت داهمه ولم يتمكن من إنهاء كل الأعمال العالقة، رغم أنه قطع

شوطا كبيرا في رحلة المتحف.

صهريج أثري

خلقت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، تفاهما جديدا مع الدكتور خالد العناني وزير الآثار، بعد أن غادر الكاتب الصحفي حلمي النمنم الوزارة، وسار العمل على ما يرام، إلى أن جاءت مرحلة تركيب الأسانسير، وأثناء الحفر اكتشف العمال صهريجا للمياه أسفل تكية أبوالذهب، فأوقفت الآثار جميع الأعمال مرة أخرى ظنا منهم أنه صهريج أثري، ورغم أنه كان واضحا من البداية عدم أثريته إلا أن المشرفون الأثريون عملوا جاهدين على أن يخلوا مسئوليتهم بأن يطالبوا بموافقة كتابية من اللجنة الدائمة للآثار، وهو ما حدث بعد عدة أشهر من المناقشات، ليتم الافتتاح منذ أيام مضت، دون أن يتم تركيب الأسانسير رغم توريده وقيام الثقافة بحفر البئر الخاص به، ويتوقع أن يتم تركيبه خلال الأيام المقبلة.

ويتكون المتحف من ثلاثة طوابق لتضم بعض مقتنيات عميد الرواية العربية الشخصية، بالإضافة إلى مكتبه تضم مؤلفاته بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، وأخرى للإعارة الخارجية، وعدة قاعات للندوات والمؤتمرات، والعرض السينمائي، ومتعددة الأغراض، والسمعية والبصرية، وجاليري، وأخرى للتسجيلات الفنية، وفصول لدراسة السيناريو والكتابة الإبداعية، وكافيتريا مكشوفة، ومن بين القاعات: "قاعة نوبل، تجليات، أحلام الرحيل، الرثاء، والسينما، أوسمة ونياشين"، إلى جانب مقهى الحرافيش، وتشمل تلك القاعات العديد من مقتنيات الراحل، إلا أنه ينقصها ميداليا نوبل، التي تسعى الوزارة إلى إضافاتها لمقتنيات المتحف.​

فيديو قد يعجبك: