إعلان

هيكل: مبارك كان يحج في أمريكا.. مكتفيًا بـ ''النميمة والسخرية'' – الحلقة التاسعة

12:44 م الخميس 02 فبراير 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- قال الكاتب الكبير، الأستاذ محمد حسنين هيكل، مواصلا شهادته على عصر الرئيس السابق حسنى مبارك، إن تمرد الأمن المركزي عام 1986، كان علامة حاسمة في حقبة النظام البائد، وأنه – أي هيكل- سأل مبارك ذات يوم: ماذا لو تمرد الجيش على سلطته؟ فأجابه مبارك قائلا: ''زمن الانقلابات العسكرية انتهى''.

وأضاف هيكل في الحلقة التاسعة من كتابه ''مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان'' التي تنشرها جريدة الشروق في عددها الصادر صباح الخميس، إن نشاط مبارك الخارجي في حقبة التسعينات، كان موجهًا للولايات المتحدة فقط، حتى أصبحت زيارتها بالنسبة له ''حجًا'' سنويا منتظمًا إلى واشنطن، موعده الربيع مع كل رئيس أمريكي.

وحكى هيكل أنه قال لـ''أسامة الباز'' مستشار الرئيس السابق، أن عددًا من ساسة أوروبا لم تريحهم زيارات مبارك لعواصمهم، وأنه –أي هيكل- طالب''الباز'' بأن يقول لمبارك إنه سمع الرئيس الفرنسى ''ميتران'' يعبر عن شعوره بهذا الموضوع، وأن باريس أهم من أن تكون محطة على الطريق إلى واشنطن، بمعنى أن زيارة مبارك لفرنسا يجب أن تكون زيارة رسمية، وليس كمحطة استراحة على الممر إلى أمريكا.

يضيف هيكل: ''سمعت الرئيس الفرنسى يقول إنه يريد أن يرى لهذه اللقاءات جدول أعمال مفيدًا للبلدين، بحيث يجرى الترتيب له قبل أي لقاء بدراسات خبراء ومناقشات وزراء خارجية''.

قال هيكل –في كتابه- إن الرئيس الفرنسى اشتكى من أن معظم لقاءاته مع مبارك، لم تكن جلسات سياسية، وإنما مجرد مناسبات اجتماعية تحكى فيها الحكايات، وتطول الروايات، ومعظمها مما يدخل في باب ''النميمة'' عن ساسة عرب آخرين، يحكيها مبارك من باب التندر والسخرية.

تحدث الكاتب الكبير عن أجواء فترة الرئاسة الثالثة، حيث انفجر تمرد الأمن المركزي يوم 25 فبراير عان 1986، وانفلت الأمن، وانكشف الساتر عن المستور، واضطر مبارك إلى الاستعانة بالقوات المسلحة لاستعادة زمام السلطة.

ببعض من التفسير حول هذا الموقف في حقبة مبارك، قال هيكل: ''صحيح أن استعادة السلطة تحققت في ظرف أسابيع، لكن النتائج التي ترتبت على واقعة تمرد الأمن المركزي، أحدثت شرخًا أكبر من مجرد تمرد قوات نظامية على سلطة الدولة، كما أنها –في آثارها- أبعد من أن تنتهى بنزول القوات المسلحة إلى الشوارع، وأن هذا الموقف أوضح للولايات المتحدة، ولدول أخرى، أن مركز مبارك في السلطة ليس بالثبات الذى تصوروه بعد فوزه بالرئاسة مرتين.

ووفقا لهيكل، فإن مبارك أجرى اتصالا هاتفيا به، بعد أن كتب مقالا في جريدة ''أخبار اليوم'' ذكر خلاله أن تمرد الأمن المركزي يعكس أحوالا، لا يصح النظر إليها باعتبارها قضية أمن، وإنما لا بد من النظر إليها كقضية أوضاع اجتماعية أكثر بعدًا وعمقًا، لكن مبارك خلال اتصاله الهاتفي مع هيكل، لم يكن من أنصار هذا الرأي، قائلا له: ''أنت علّقت على هذه الحادثة بأكثر من حجمها.. وأنا شخصيا لم أقلق، وكنت أعرف من أول لحظة في مقدوري أن أطبّق'' هذا الوصف الذي استعمله مبارك'' تمرد الأمن المركزي بالقوات المسلحة'' لكن حين سأله هيكل: وماذا لو تمردت القوات المسلحة، فكيف يمكن تطبيق تمردها؟ أجابه مبارك بعد تردد قائلا: ''زمن الانقلابات العسكرية انتهى''.

تطرق هيكل إلى الخلاف الذى وقع بين مبارك والمشير عبدالحليم أبو غزالة وزير الدفاع وقتها، وقائد القوات المسلحة، بعدما شعر مبارك بأن أبو غزالة يرى نفسه أجدر منه بالرئاسة، لكن الأخير نفى لهيكل صحة هذه المعلومات التي يبلغها البعض لمبارك، وأن رئاسة الجمهورية ليست ضمن اهتماماته، وأنه لو كان الاستيلاء على السلطة مطروحًا بالنسبة له، لما احتاج الأمر أكثر من ضابط، ولو حتى برتبة ملازم، يذهب إلى استديوهات الإذاعة والتليفزيون، ويلقى بيانا باسمه –أي باسم

أبو غزالة- وتنتهى القصة في خمس دقائق، ووقتها الشعب سيرحب، وكان العالم عليه أن يقبل ذلك.

تذكر هيكل حين كتب مقالا في ''أخبار اليوم'' تحت عنوان ''صُنع القرار السياسي المصري الآن''، لكن مبارك انزعج من مما كتبه هيكل، حيث أبلغ المهندس حسب الله الكفراوى آنذاك هيكل، بأنه وضع مبارك في موضع التلميذ، وأنه ''قرمع'' أصابعه بسن المسطرة، وبهذه الكلمات أنهى الكاتب الكبير حلقته التاسعة، منوهًا عن الحلقة القادمة بأنها ستسلط الضوء على حرب الخليج، وعلاقة مبارك بها.

اقرأ أيضا:

اهتمام إعلامي كبير بحوار هيكل الجريء مع مصراوي

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان