إعلان

"عباءة سوداء وحقيبة موت".. كيف أنهت سيدة حياة الشاب "أحمد" حرقًا في الهرم؟

07:51 م الجمعة 01 أكتوبر 2021

لحظة إشعال السيدة النار في جسد الشاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

لم يكد يفرغ المصلون من أداء صلاة العصر بمسجد المنطقة حتى جلسوا على أريكة لطالما شهدت تجمعهم لمناقشة أحوال البلاد والعباد إلا أن جريمة مؤسفة تقمصت فيها سيدة دور البطولة تبدلت معها الأجواء رأسا على عقب.

الرابعة إلا عشر دقائق مساء أمس الخميس، وقفت سيدة ترتدي عباءة سوداء أمام عقار بشارع عمار بن ياسر بحي الهرم. طرقت بابه مرات عدة حتى فتح لها شاب يدعى "أحمد".

"فين أختك أسماء ناديها لي" بادرت السيدة بسؤال الشاب الذي طالبها "خبطي على باب شقتها مشيرا بيده نحو وحدة سكنية بالطابق الأرضي وصعد بعدها إلى الطابق العلوي لاستئناف حديثه مع جاره في العقار المواجه.

بعد مرور دقيقة ونصف تنامى إلى مسامع "أحمد" صراخ أخته فهرع لمعرفة ما يدور في الأسفل. وقعت أنظاره على السيدة غريبة الأطوار على بعد خطوات من باب شقة أخته المغلق بينما صوتها يعلو من الداخل "إلحقني يا أحمد الست دي رمت عليها بنزين وعايزة تولع فيَّ".

وقعت مشادة كلامية حادة بين "أحمد" والضيفة غير المرغوب فيها. أمسك زجاجة البنزين. أبعدها عن مدخل المنزل لحماية أخته.

لم تغادر السيدة محيط العقار. 7 ثوان فقط احتاجتها لتتخذ خطوتها التالية. اقترتب من مدخل المنزل وأخرجت عود ثقاب -كبريت- من طيات ملابسها موجهة حديثها للشاب "انت بتزقني طب خد".

ألقت عود ثقاب على مدخل المنزل مستغلة تشبع أرضيته بالبنزين وامتداد جزء منه إلى ملابس الشاب حسن السمعة لترتفع ألسنة النيران وتتصاعد الأدخنة.

همت السيدة بالهرب إلا أن مسنًا طاردها وتمكن من ضبطها وحقيبة يدها السوداء على ناصية الشارع، رغم مناشدتها له "سبني أنا خدت حقي".

بالعودة إلى المنزل، تجمع الجيران من كل حدب وصوب لتقديم يد العون. أحضر أحدهم طفاية حريق كبيرة استخدمها في إخماد الحريق الذي امتد إلى جسد "أحمد" ودراجة نارية.

بتفتيش الحقيبة عُثر على كمية من القطن وزجاجة بها مُخدر "بنج" وزجاجة مياه غازية مكسورة إضافة إلى زجاجة البنزين وعبوتي كبريت مخبئتين في الجزء العلوي من جسدها في دلالة على أنها كانت تخطط للانتقام من "أسماء" التي كانت تجمعها بها علاقة جيرة سابقة.

تمت المهمة بنجاح. بدا "أحمد" بحالة جيدة. ترجل على قدميه وصولا إلى سيارة إسعاف أقلته إلى المستشفى بينما استدعى الأهالي شرطة النجدة لاستلام المتهمة.

طوال الطريق من مسرح الحادث إلى المستشفى، لم يتوقف "أحمد" عن تلاوة آيات من الذكر الحكيم مرددا عبارة "راضي بقدرك يارب" كما لو أن قلبه يحدثه بأنها لحظاته الأخيرة في الدنيا.

حاولت الأطقم الطبية بقسم الاستقبال إنقاذه لكنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته بحروق من الدرجة الثالثة خاصة بالجزء السفلي من جسده.

اصطحبت قوات الشرطة المتهمة إلى ديوان قسم الهرم تحت إشراف العقيد محمد الصغير والرائد أحمد عصام؛ للوقوف على طبيعة الخلاف بينها وبين شقيقة المتوفى وعرضها على مستشفى للأمراض النفسية والعقلية للتأكد من سلامة قواها العقلية.

فيديو قد يعجبك: