"الفتوة".. لوحات فنية تحمل عبق التاريخ

كتبت- منال الجيوشي:

في القرن التاسع عشر، قدم عددًا من الفنانين الغربيين (المستشرقين) للقاهرة، وقاموا بتوثيق ورسم لوحات تظهر أدق تفاصيل الشوارع، الحارات، الأسواق، المساجد بالقاهرة القديمة.

هذه التفاصيل والسحر والغموض الذي تلمحه في هذه الصور، تعيشها بمجرد عرض الحلقة الأولى من مسلسل "الفتوة"، فالكادرات الفنية وكأنها لوحات رسمها فنان بعناية فائقة، تحمل مزيجا من السحر والأصالة، بفضل الدقة والاحترافية في نقل صورة عن القاهرة القديمة، أتقنها المخرج المتميز حسين المنباوي.

المشاهد والكادرات الساحرة، أضفت على المسلسل مصداقية، خاصة وأن التصوير تم في أماكن الأحداث الحقيقية من بينها شارع المعز، وباب الفتوح، كما تم بناء ديكور خاص للحارة بمدينة الإنتاج الإعلامي، وتم تصوير 70 بالمئة من المشاهد داخلها.

بينما قام المخرج بتصوير المشاهد ببيت ثريا –مي عمر- و"حسن"- ياسر جلال- داخل أماكن التصوير الحقيقية ببيوت حقيقية بشارع المعز لدين الله الفاطمي.

وعلى الرغم من ظروف التصوير الصعبة، إلا أن المخرج لم يغفل عن أي تفصيلة، فاهتم بكافة التفاصيل صغيرة كانت أو كبيرة، ليظهر الصورة بهذا الشكل الذي أشاد به الجمهور.

فعلق على المشاهد التي تظهر القاهرة القديمة عدد من الجمهور، وعلى سبيل المثال: "لا غنى عن مرجعية تاريخ الفن التشكيلي في الصورة الدرامية أو السينمائية أو المسرحية، دي لقطات من مسلسل الفتوة اللي أحداثه بتدور فى ١٨٠٠ تقريبا، لاحظ الكادرات وبالتة الالوان وتدريجاتها ونسبة وتناسب الشخصيات مع الخلفيات ومصادر الإضاءة، وافتكر رسوم كتاب وصف مصر وافتكر لوحات المستشرقين أيام الحملة الفرنسية على مصر، اللي كانت في نفس الفترة، هتحس أن اللقطات عبارة عن لوحات زيت أو اكواريل. مونوكروم، بالتة ألوان رائعة تحية كبيرة جدا للمخرج، أنا في غاية الاستمتاع بالجرعة الفنية الصورة فى كادرات المسلسل".

الإشادة بالعمل، جعلته "تريند" أكثر من مرة بمواقع التواصل، ويتصدر اسم "الفتوة" بعد عرض كل حلقة، نظرا لاختلافه سواء في التناول، أو في شكل الصورة التي تألق بها المخرج.

مسلسل "الفتوة" يعرض على شاشة الحياة، وهو من بطولة ياسر جلال، مي عمر، رياض الخولي، أحمد صلاح حسني، إنعام سالوسة، ومن تأليف هاني سرحان، وإخراج حسين المنباوي.