"نوبات انخفاض السكر".. الأسباب وطرق الوقاية

كتب ـ مصطفى الجريتلي:
إذا كنت تُعاني مرض السكر و(تتعرق، وتشعر بالرعشة، والجوع، والقلق، والعصبية، وسرعة ضربات القلب، وشحوب الوجه)، أو (ضعف التركيز، واضطراب في الرؤية، ودوخة، وعدم قدرة على الوقوف، وصعوبة في الكلام، وتشنجات، وفقدان للوعي)، عليك الذهاب إلى طبيبك لاستشارته؛ فالأولى أعراض غير مقلقة لنوبات السكر والثانية أعراض شديدة تستوجب التدخل العلاجي السريع.

نوبة انخفاض السكر في الدم:
تحدث نوبة انخفاض السكر في الدم عندما يكون قياس السكر في الدم أقل من 70ميلليجرام / ديسيلتر.

أسباب نوبة الانخفاض:
يعود التعرض لنوبة انخفاض السكر بنوعيها لعدة أسباب: أدوية السكر، أخذ جرعة الأنسولين في التوقيت الخاطئ أو أخذ جرعات خاطئة، وعدم تناول الطعام في الأوقات المناسبة، بالإضافة إلى أخذ الجرعة في مكان خاطئ.

وتشير إحدى الدراسات الصادرة لمرض السكري إلى أن تكرار الإصابة بنوبات انخفاض السكر في الدم يؤدي لعدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية والتعامل مع نوبات انخفاض السكر في الدم، وعدم قدرة المريض على إدراك إصابته بانخفاض مستوى السكر في الدم ما يؤدي إلى زيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة وإمكانية تطور الحالة إلى دائرة مطولة من نوبات انخفاض السكر في الدم وتسوء حالة المريض.

وتوضح الدراسات المتخصصة في مرض السكر أن 50-80% من المرضى لا يمكنهم التحكم بشكل كاف في مستويات السكر بناءً على تحليلات السكر الخاصة بهم (HbA1c >7.0%).

الوقاية
تعتمد الوقاية على العادات الشخصية للمُصاب:
قياس مستويات السكر في الدم- ويتضمن ذلك المحافظة على قياس مستوى السكر في الدم بصورة منتظمة والتعرف على توقيت بدء الأعراض.
تناول الطعام بصورة منتظمة- يجب على المريض الالتزام بنظام وتوقيتات تناوله للوجبات الغذائية.
ممارسة التمارين الرياضية- يجب على المريض تناول مواد غذائية غنية بالكربوهيدرات قبل قيامه بممارسة أية تمارين رياضية.
كن مستعدًا- يجب على الأطفال المصابين بالسكر من النوع الأول الاحتفاظ معهم بكيس ملئ بالحلوى والسكاكر والعصائر السكرية ليكونوا مستعدين عند حدوث أية أعراض لنقص مستوى السكر في الدم.
اخبر الناس بحالتك- إذا كنت من الأشخاص المعرضين للإصابة بنوبات نقص مستوى السكر في الدم، يجب على أصدقائك ومعارفك وأفراد عائلتك أن يعرفوا حالتك. ويجب عليك أن توضح لهم الأعراض التي تظهر عليك عند الإصابة بتلك النوبات، وما يجب عليهم فعله عند حدوثها.
تأكد من استخدام الأنسولين المناسب.
تأكد من تغيير موضع الحقنة بشكل متواصل لتفادي ظهور أية أنسجة متورمة تحت الجلد.
استخدم مستحضرات الأنسولين الحديثة التي تقلل من احتمالات حدوث نوبات نقص مستوى السكر في الدم.

نصائح الجمعية الأمريكية لمرض السكر
تنصح الجمعية الأمريكية لمرض السكر والجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكر بأن يكون لمريض السكر هدف شخصي يسعى للوصول إليه، وهو أن يصل مستوى السكر في الدم إلى HbA1c of ≤ 7.0%ويُعد ذلك هدفاً شخصياً مثالياً للعديد من مرضى السكر البالغين.

العلاج
علاج نوبات السكر غير الشديدة
شرب العصير ـ ملعقتان من السكر - أو زيادة النشويات في الوجبات التالية
علاج النوبات الشديدة:
في حالة وعي المريض: يحتاج المريض المساعدة في تناول العصير، معلقتان السكر، زيادة النشويات في الوجبات التالية.
في حالة فقدان الوعي: عدم إدخال أي شيء في فم المريض حتى لا يتعرض للاختناق، والاتصال بالطوارئ فورًا.

وأعلن سوق الدواء العالمي مؤخرًا عن جيل جديد من الإنسولين لتفادب تلك النوبات وهو "ديجلوديك"، لعلاج السكر من النوع الأول والثاني حيث يمتد مفعوله لأكثر من ٤٢ ساعة، ما يؤكد ضبط مستوى السكر أثناء النوم وفترات ما قبل الوجبات.

ويمتاز إنسولين "ديجلوديك" بفاعليته في التحكم في مستوى السكر بالدم، و يقلل من خطورة التعرض للانخفاض في سكر الدم، ويساعد على تحسين الأداء الوظيفي للبنكرياس، مما يسمح بزيادة إفراز الإنسولين مع الاحتفاظ بعدم حدوث هبوط شديد لمستوى السكر في الدم وبالتالي التقليل من احتمالية الوقوع في غيبوبة.

ويساعد ديجلوديك في معالجة الجوانب السلبية لحقن الانسولين اليومية، حيث لا يضطر المريض لاستخدام الحقن أكثر من مرة واحدة يوميا، كما أن مفعوله طويل المدى مما يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم في حالة التأخر البسيط عن موعد الجرعة لانه طويل المدي.

أرقام عن مرضى السكر
يقوم 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثاني بالتحدث مع طبيبهم عن اصابتهم بنقص مستوى السكر في الدم خلال زيارتهم التالية له.
يقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثاني بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر في الدم.
يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر في الدم.
يُعاني من مرض السكر حوالي 415 مليون شخص في العالم.
من المتوقع وصول عدد المصابين به إلى 642 مليون شخص بحلول عام 2040.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص.
وتأتي مصر في المركز الثامن دوليًا في معدلات المصابين بمرض السكر والمقدر عددهم بنحو 7.8 مليون شخص.
ويعد مرض السكر من الأمراض المزمنة في مصر والتي تسفر عن وفاة نحو 78.184 مريض بالسكر سنويًا أي ما يعادل وفاة 214 يوميا. ووفقًا للإحصائيات، فإن عدد مرضى السكر من مستخدمي الإنسولين في مصر لا يتعدى المليون ونصف شخص.