إعلان

لماذا أخفيت ليلة القدر؟.. حكمة إلهية وحديث نبوي

07:30 م الإثنين 18 مايو 2020

ليلة القدر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب- عـلي شـبل:

قبل ليلة القدر وفي العشر الأواخر من رمضان ينشغل كثير من المسلمين في شتى بقاع الأرض بتحديد وترجيح أى ليلة هي؛ ليجتهدوا فيها ويخصوها دون غيرها بمزيد من العبادة والصلاة والقيام والذكر، محاولين ربطها بالعلامات التي تشير إليها.

ويقول كثير من الفقهاء بأن الأَوْلى أن ينشغل الناس بشيء واحد وهو الاجتهاد في كامل العشر الأواخر من رمضان، فإن تحديد ليلة بعينها بالنصوص أو العلامات يُضاد الحكمة من إخفائها، وهي توسيع دائرة التعبد في كامل العشر، وإنه لو علم الناس أى ليلة هي لما أحيوا غيرها في كامل الشهر، استنادا إلى ما يدل عليه حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: «خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ، وَالسَّابِعَةِ، وَالخَامِسَةِ» البخاري.

فالحديث يدل على أن تحديدها والقطع به قد رُفع بسبب الخصومة والتشاحن، ويقول الإمام الحافظ - رحمه الله - في "فتح الباري":
قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها. اهـ.
وفى الحقيقة أنه على الإنسان أن يهتم بما طلبه الله منه وهو العبادة في ذلك الشهر عامة، والمزيد منها في العشر الأواخر خاصة، ولا يشغل نفسه بما طواه الله عنه، فما كان الله ليخفي عنا شيئًا ثم يطالبنا بإفراغ الوقت في تحديده.

فيديو قد يعجبك: