إعلان

"كأنها نهاية العالم".. "الأسطى جمعة" يروي تفاصيل 4 ساعات قضاها محاصرًا بمياه السيول- فيديو وصور

11:25 م الجمعة 13 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية– محمد عامر: (تصوير- فريد قطب):

في لمح البصر، أظلمت السماء وتساقطت الأمطار بشكل غير مسبوق، وتدفقت السيول عبر الأودية الجبلية، وغمرت المياه سيارته العملاقة من كل جانب.. "كأنها نهاية العالم" هكذا وصف السائق جمعة مسعود لحظات رأى فيها الموت بعينيه، وروى السائق كيف نجا من الموت غرقًا داخل سيارته على الطريق الأوسطي الجديد.

دقات الساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهرًا، غادر صاحب الـ 47 عامًا العاصمة الإدارية الجديدة، بعدما أفرغ حمولة سيارته من مستلزمات الكمبيوتر بإحدى الشركات، قاصدًا العودة إلى منزله بمنطقة القباري غرب الإسكندرية.

12 عامًا قضاها "الأسطى جمعة" أو "أبو محمد" كما يناديه زملائه، خلف "دركسيون" سيارات النقل الثقل، عرف خلالها الطرق "القديم منها والجديد"، إلا أن ما تعرض له في أول أيام العاصفة، أمرًا لا تنفع فيه المهارة ولا الخبرة، وكما يقول "جمعة" : "إنه لطف الله".

عبر الطريق الأوسطى الجديد، انطلق "جمعة" بسيارته التي يزيد طول مقطورتها على 14 مترًا، تحت الأمطار، حتى اقترب من "كارتة حسن علام" بين السخنة وطريق السويس، وقتها ازدادت شدة الأمطار وغطت الغيوم السماء.

"10سم كان منسوب مياه الأمطار على الطريق.. وشاهدت سيارة تمر أمامي دون أي مشكلة.. لكن فجأة انهمرت السيول من الجبل وتعطلت سيارتي.. وخلال نصف ساعة ارتفع منسوب المياه لأكثر من مترين من كل جانب".

ويضيف "جمعة":"ظللت أردد الشهادة واستغفر.. السيارة كانت في منطقة مائلة من الطريق تحولت إلى بحر بفعل السيول التي لاتتوقف.. محدش يقدر يوصل لي وأقرب يابسة من الطريق على بعد 50 مترًا".

غمرت المياه كابينة السيارة رغم ارتفاعها، عندها أرسل "جمعة" صورًا لزملائه عبر"واتس آب" طالبًا منهم انقاذه، عرفت الصور طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتسجل نحو 20 ألف مشاركة خلال ساعة واحدة.

"أنت فين وأيه الوضع عندك؟".. اتصال هاتفي تلقاه السائق من منظومة الشكاوى بمجلس الوزراء، وبحسب "جمعة" "وصلت النجدة في حدود السادسة مساًء لكن مش عارفين يوصلوا للعربية، فالمياه لا تزال تنهمر من الجبل".

قبل دقائق من آذان العشاء، نجحت المحاولات أخيرًا في إنقاذ "الأسطى جمعة" بعدما قفز في "كفة" لودر عملاق – يطلق عليه 960- تاركًا السيارة ووصل إلى بر الأمان.

وتابع "جمعة" حديثه لـ"مصراوي": "في أحد نقاط الجيش بمنطقة القطامية أحضروا لي وجبة طعام.. كنت صائما.. وتركت السيارة محدش يقدر يوصل لها.. مسئولي الطرق قالوا لي مش قبل 5 أيام علشان نقدر نسحبها".

90 ألف جنيه هي تكلفة الإصلاح التي تحتاجها السيارة بعد احتراق الماكينة وتلف الكهرباء بالكامل.. ويضيف: "الحمد لله على كل شيئ.. كنت على يقين أن الله سينجيني لأعود إلى أبنائي سالما".

"الدنيا لسه بخير".. قالها "جمعة" عندما تذكر سائق ملاكي توقف له على الطريق وأقله معه إلى الإسكندرية، بعدما كتب له النجاة من الموت غرقًا في السيول بعد 4 ساعات كاملة قضاها بين أحضان الموت.

فيديو قد يعجبك: