إعلان

من العريش للقاهرة.. شباب القدرات الخاصة يعرضون مواهبهم في ملتقى "أولادنا"

03:55 م الإثنين 30 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

على مسرح مركز التعليم المدني بالقاهرة، كانت فتاتان وأربعة شباب يتحركون بخفة، ينقلون التراث السيناوي للموجودين على وقع الموسيقى والغناء، لا يهابون الحضور الكثيف، فمن مدينة العريش أتى فريق شمال سيناء لذوي القدرات الخاصة، ليعبروا عن أنفسهم رغم الظروف.

السبت الماضي، بدأت فعاليات ملتقى "أولادنا" لذوي القدرات الخاصة، الذي تُشرف عليه عدة وزارات مصرية، بالإضافة لمؤسسة اليونيسيف، حيث يضم العديد من العروض والمعارض الفنية من 11 محافظة مصرية بالإضافة للمشاركين من 31 دولة أجنبية.

بينما كان فريق العريش يؤدي على المسرح، وقفت منار الكاشف بين الجمهور، تُساعدهم في تذكر الحركات، تتمايل معهم كأنها داخل الرقصة، فيما تبرر ذلك بأنهم "ولادي ولازم أدعمهم قد ما أقدر".

منذ 6 أعوام تتطوع منار في مكتب وزارة الشباب والرياضة بمدينة العريش، تساعد الشباب المصابين بالإعاقة الذهنية كي يخوضوا مجال الفن "عندهم مواهب عظيمة بس محدش شايفهم". لا شروط بعينها للانضمام لفريق العريش لذوي القدرات الخاصة "كون إن البنت أو الولد حابين يرقصوا أو يغنوا ويتدربوا دة كفاية".

داخل مدينة العريش لم تمنع الأحوال، منار من الذهاب إلى التدريب في أيام السبت، الثلاثاء، الأحد والأربعاء "حتى لو مفيش مواصلات بنروح مشي".. تقولها المدربة الثلاثينية بفخر، قبل أن تضيف "أحيانا بنروح نجيب الولاد من بيوتهم عشان التدريب".

تعرف منار أن التدريب على الفلكلور السيناوي، ربما يكون الوسيلة الوحيدة لهؤلاء الشباب للتعرف على العالم "بنخرج أحيانا نعمل عروض في المحافظات"، تذكر حين خرجوا منذ 6 أشهر للإسكندرية للمشاركة بأحد العروض التي نظمتها مؤسسة الحلم العربي "حصلنا على المركز التاني وقتها".

حين سافرت الفرقة إلى الإسكندرية، غمرت السعادة قلوب الشباب ومدربيهم، ليس فقط للخروج عن حدود مكانهم، لكن لقيامهم بشيء يجيدوه، وزادت الفرحة بتمكنهم من السفر مرة ثانية "أول مرة نيجي القاهرة" يقولها عمر مقبل بحماس.

منذ عام ونصف انضم مقبل إلى الفرقة "بحب الحالة دي وأحب أغني لمصر". يعاني الشاب العشريني من إعاقة ذهنية كما رفاقه، لكن بممارسة الاستعراض والغناء يشعرون بوجودهم، لاسيما حينما يقومون بهذا خارج مدينتهم السيناوية "بنبقى مبسوطين أننا بنروح أماكن تانية ونشوف الناس" لهذا لا تغادر الابتسامة وجه موسى فرج.

رغم عمله في مخبز بيومية 40 جنيهًا، غير أن فرج يخصص يومين للتدريب بالفرقة، يحب الشاب العشريني الرقص الاستعراضي، لم يحظ فرج بالتعليم، لكنه مثل مقبل لا يتمنى سوى وظيفة ثابتة بدلا من العمالة اليومية، التي يعانون منها "بشتغل على عربية زبالة شغلانة كده وخلاص" حسب تعبير مقبل.

8 شباب هم عدد الفرقة الواعدة "أعمارهم متفاوتة، فيه منهم حتى متجوز"، يجمعهم الفن و"الانبساط"، فرغم التعب، تشعر منار براحة شديدة "الولاد دول مبيكدبوش ولا بيزيفوا المشاعر، عشان كدة لما يقولوا إنهم بيحبوني بصدقهم علطول".

المصاعب التي تواجه الفريق كثيرة؛ لا تتوقف فقط على الوضع داخل العريش "الطريق نفسه صعب ومتعب"، استغرق الطريق 12 ساعة للوصول من المدينة الساحلية للقاهرة "احتاجنا ننسق قبلها بأسبوع عشان نعرف نتحرك"، تتفهم منار الوضع الأمني "كون إن معانا ولاد من ذوي القدرات الخاصة ده يخلي الاهتمام بينا وبتحركنا أكبر".

بعد العرض كان المرافقين للشباب المقدم للعرض، في حالة نشوة بعد احتفاء الحضور "سعيد إن بدأ يبقى في اهتمام بالاحتياجات ده بيرفع من شعورهم ويحفزهم" يقول خالد عبد السلام، مدرب الفرقة، مضيفًا أنهم يعملون على اختيار شخص يهوى ما يقومون به "عشان يظهر ويحس إنه بيعمل حاجة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان