إعلان

في ذكرى ميلاد ابن بطوطة: قصة 29 عامًا وأكثر من الترحال

04:05 م الأربعاء 24 فبراير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة بالمغرب، في مثل هذا اليوم من عام 1304م، وهو يسمى أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي، وإنما عرف بابن بطوطة وسمي به كغيره من أفراد اسرته فكان لقبًا تلقب به الأسرة، وهو ما ذكره ابن بطوطة بنفسه في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، إذ ذكر اسم ابن عمه، قاضي رندة، الفقيه أبو القاسم محمد بن يحيى بن بطوطة، فظل اللقب يطلق على أفراد هذه الأسرة، وعلى الرغم من أن أسرة ابن بطوطة اشتهرت بتولي منصب القضاء في بلادها وأنه تربى وتعلم كي يصبح قاضيًا إلا أنه آثر الترحل والتجوال.

في الثانية والعشرين من عمره بدأ ابن بطوطة رحلته بالحج، واستغرقت تلك الرحلة 29 عامًا ونصف تقريبًا، زار فيها كل بلاد العالم المعروفة في عصره تقريبًا، وطاف بقارتي آسيا وأفريقيا وجزء من قارة أوروبا أيضًا، وبدأت تلك الرحلة في الخميس الثاني من رجب عام 725 هـ، وحتى أواخر ذي الحجة عام 754هـ، وفي تلك الرحلة أدى ابن بطوطة فريضة الحج عدة مرات، ويروي المؤرخون أن ابن بطوطة لم يكن يدون تفاصيل رحلاته كيوميات، بل اعتمد فيها كلية على ذاكرته.

خط سير ابن بطوطة في رحلته

· بدأت رحلة ابن بطوطة بالذهاب إلى مكة، وانتهت بوصوله لمدينة فاس عاصمة السلطان ابي عنان المريني، زار فيها المغرب العربي كاملًا، من أقصاه، حيث المغرب ومورتيانيا، وأوسطه في الجزائر، وأدناه في تونس، وزار ليبيا ومصر التي دخلها من الإسكندرية ومر بشمال الدلتا ووسطها حتى وصل إلى القاهرة، ومنها دخل صعيد مصر وانتقل للبحر الأحمر ثم عاد مجددًا إلى القاهرة، ليرتحل باتجاه سيناء، وزار عقبها فلسطين وبيروت وطرابلس ودمشق وحمص وسائر مدن سوريا وساحلها، ثم ذهب إلى الحجاز ليؤدي الحج عام 726 هـ، ومر خلاله بالأردن.

· بعدما حج ابن بطوطة استقر قليلًا في الحجاز ثم غادر إلى اليمن، ثم انتقل إلى شرق افريقيا، فزار الصومال وكينييا وتانزانيا، وعاد عقبها إلى اليمن مرة أخرى، ثم رحل إلى عمان، ثم إيران والبحرين والقطيف، وعاد إلى مكة ليحج للمرة الخامسة في حياته، وبعدها توجه إلى الهند، وكرر زيارته لبلاد الشام ومصر، وبعدها زار القرم في جنوب روسيا، وزار بعدها بلغار، ثم القسطنطينية، ومنها إلى آسيا الوسطى ليزور عدد من الدول الإسلامية مثل خوارزم وبخارى وسمرقند، ثم اقام بالهند تسعة أعوام تقريبًا، حتى عين فيها قاضيًا للمذهب المالكي، ومنها تحرك ليزور الصين ثم جزر المالديف التي تزوج فيها وتولى فيها منصب القضاء لعام ونصف.

· ومن المالديف انطلق ابن بطوطة لزيور سيلان، ومنها زار عدة مدن ساحلية حتى رحل إلا بنجلادش وجبال كامرو الهندية، وبعد ذلك زار بورما ومنها إلى أندونيسيا، ثم إلى الصين ليزور مدن الجنوب كالزيتون وصين كلان، ليصل إلى عاصمتها ثم يعود عقب نشوب حرب أهلية بها إلى سومطرة ثم إلى قالقوط.

· وفي قالقوط قرر ابن بطوطة أن يعود إلى بلاده أخيرًا، فابحر منها ليصل إلى ظفار في المحرم عام 748هـ، ومر بسلطنة عمان ثم إيران والبصرة والكوفة إلى بغداد، مر ببلاد الشام حتى وصل إلى دمشق بعد غياب عشرين سنة كاملة، ومضى ابن بطوطة في رحلته مارًا بالإسكندرية ليصل لمكة المكرمة ليحج المرة السادسة والأخيرة في موسم الحج لعام 749 هـ، ليعود مجددًا إلى القاهرة ويقرر العودة إلى وطنه عام 750 هـ ليصل فاس في أواخر شعبان من هذا العام، وبعد مكوثه فيها فترة يقرر الذهاب إلى طنجة مسقط رأسه، لكنه يقرر الرحيل مرة أخرى.

· كانت آخر رحلات ابن بطوطة إلى اسبانيا ثم السودان والتي وصلها عام 1352 هـ ليقرر العودة إلى وطنه بشكل نهائي عام 1353هـ، وتولى هناك القضاء حتى نهاية حياته في طنجة بالمغرب عام 1368 هـ، وهناك في مسقط رأسه، دفن ابن بطوطة ومازال ضريحه موجودًا بالمغرب حتى الآن.

موضوعات متعلقة:

حصيلة 4 رحلات و7 حجات.. حكايات ابن بطوطة عن الحج ومكة ونسائها

فيديو قد يعجبك: