إعلان

في يوم اليتيم.. "الأزهر للفتوى" يفسر لـ مصراوي أحاديث شريفة تحث علي كفالة اليتيم

03:47 م الخميس 04 أبريل 2019

كفالة اليتيم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

أوصى الله سبحانه وتعالى برعاية اليتيم، وتقديم العون له ومساعدته، وتعهده بالعناية، وعدم التسبب بالظلم والقهر له، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ). [الضحى:9]، بالإضافة إلى الكثير من الآيات التي ذكر الله سبحانه وتعالى فيها اليتيم، وحذّر من الإساءة إليه كما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام، تعهد لكافل اليتيم بأن يكون جاره في الجنة، حيث يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا، وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّجَ بينَهما شيئًا).[صحيح البخاري] وهذا دليلٌ واضحٌ على عظمة الأجر الذي يناله من يُحسن إلى اليتيم، ويعوّضه عن فقدان والده، ويجبر كسر قلبه، ويعينه على الدنيا.

وقد رصد مصراوي بعض الأحاديث التي تحث على كفاله اليتيم والتعامل معهم ورعايتهم وتربيتهم والاهتمام بهم أخلاقيا وعلميا ونفسيا وجسديا وفكريا، والعناية بمصالحهم، ومعاملتهم بلطف ولين ورحمة.

وتم التواصل مع مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني ليوضح معاني وتفسير الأحاديث عن يوم اليتيم:

عَنْ سَهْلٍ بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. رواه البخاري.

ـ شرح الحديث:

الحديث يحث المسلمين على كفالة الأيتام ـ الذين فقدوا آبائهم قبل البلوغ ـ ورعايتهم وتربيتهم والاهتمام بهم أخلاقيا وعلميا ونفسيا وجسديا وفكريا، والعناية بمصالحهم، ومعاملتهم بلطف ولين ورحمة، والنفقة عليهم إذا لم يكن لديهم مال، والحفاظ على حقوقهم وأموالهم إذا كانوا أصحاب أموال، وتنميتها وتثميرها، وعدم الاعتداء عليها وأكلها بالباطل.

ومن فعل ذلك وراعى حق اليتيم في الدنيا فقد وعده البشير المصطفى بمنزلة رفيعة ومكانة سامية يوم القيامة، وهي أن يكون بجوار النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، شديد القرب منه، ملازما له، لينال من شفاعته، ورحمته، وبركته، وهل هناك منزلة أرفع وأسمى من تلك المنزلة

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ. رواه مسلم.

ـ شرح الحديث:

يحثنا النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على رعاية فئات من المجتمع قد لا يفطن إليهم كثير من الناس منهم الأرملة ـ وهي التي مات زوجها ـ ، والمسكين ـ وهو من ملك مالا لا يكفي حاجته ومعيشته ـ وذلك للنفقة عليهما، وسد حاجتهما، ورعاية مصالحهما، والاهتمام بشؤونهما، والسؤال عنهما؛ جبرا لخاطرهما.

ومن فعل ذلك فقد وعده النبي صلى الله عليه وسلم بالمساواة في الثواب والأجر بثواب أعمال صالحة أخرى أكثر مشقة وتعبا منه، كثواب المجاهد في سبيل الله، والقائم الذي يطيل القيام في الصلاة ليلا ولا يستريح، والصائم الذي يكثر من الصيام طوال العام ولا يفطر إلا قليلا. وما كانت هذه المساواة إلا لقيمة هذا العمل وعظمته ومكانته عند الله عز وجل.

ـ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ». صحيح مسلم.

ـ شرح الحديث:

هذا الحديث يبين أن كافل اليتيم والقائم برعايته ومصالحه، يستحق المنزلة الرفيعة والمكانة العالية والثواب الجزيل وهو القرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وملازمته له، سواء كان المتكفل باليتيم أحدٌ من أقربائه كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه أو كان المتكفلُ أجنبيا عنه.

وعَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ». رواه أبو يعلى والطبراني.

ـ شرح الحديث:

يبين الحديث جزاء من ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه، وتكفل به، ورعاه، ورباه تربية حسنة، وأنفق عليه كل ما يحتاجه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، حتى يستغني عن كافله وراعيه، ويعتمد على نفسه بعد الله عز وجل في شؤونه وتصرفاته، ومن فعل ذلك فقد وجبت له الجنة تفضلا من الله سبحانه، ولا يجب عليه شيء .

وفي حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةً وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْيَتِيمَ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ». رواه أحمد.

ـ شرح الحديث:

يبين الحديث أن المال مرغوب ومحبوب من قبل النفس البشرية، كرغبة النفس في الماء والخضرة، والمال يكون نعم الصاحب لمالكه، ويبارك الله له، إذا أدى حق الله فيه، بأن تصدق منه على الضعفاء في المجتمع، فأنفق منه على اليتيم والمسكين وابن السبيل.

فيديو قد يعجبك: