الحج عند غير المسلمين.. (3) طقوس وشعائر الأيزيديين و"الشنتوية"
كتب – هاني ضوه :
الكثير من الديانات والعقائد عرفت الحج إلى الأماكن والمعابد المقدسة على مدار التاريخ، ولكن تختلف طقوس وشعائر هذا الحج من ديانة إلى أخرى، بعضها يضم طقوسا قد تكون غريبة وبعضها يأخذ منحى روحيا.
وفي هذا التقرير يتناول مصراوي بعض الطقوس التي يؤديها غير المسلمين من أتباع أشهر الديانات في العالم، وفق معتقداتهم وكتبهم المقدسة:
الحج عند الأيزيديين
يتوجب على الشخص في الديانة الأيزيدية أن يحج إلى وادي لالش في قضاء شيخان بكردستان العراق مرة في حياته حيث "جما"، هو موسم الحج، ويتوافد الإيزيديون من كل مكان إلى "لالش النوراني"، ويسمى العيد الكبير، ومدته سبعة أيام من 23 سبتمبر شرقي ولغاية 30 منه، ويكون العيد يوم 1 أكتوبر، أي يبدأ من 6 أكتوبر وحتى 12 منه حسب التقويم الميلادي، ويعتبر هذا العيد من أكثر الأعياد غنىً بالطقوس المقامة فيه ومنها:
زيارة كافة المزارات الموجودة في وادي لالش: ويجب أن يدخل الزوار إلى المزارات حفاة لا يحملون سوى أشيائهم الضرورية، وذلك تقديراً واحتراماً لصاحب المزار، ويجب على كل إيزيدي أن يُعمّد بماء كانيا سپي "العين البيضاء المقدسة"، لأنه وبحسب الديانة الإيزيدية، أثناء طوفان نوح غطت المياه الآسنة والمالحة كل شيء، وعندما وصلت سفينة نوح إلى لالش، كانت مياه هذا النبع العذبة تخرج إلى سطح الماء بلون صافٍ وشفاف، وكان نوح عليه السلام ومن معه يشربون من هذه المياه المباركة.
أداء رقصة "السما": مساء كل يوم عند "مزار الشيخ آدي" مصحوبة بالأقوال الدينية ويرافقها أصوات الدف والشبّابة، أي الموسيقى الدينية، وطقس "السما Sema" يكون بدوران رجال الدين "فقط" حول شعلة النار المقدسة "çeqilto چقلتو" وعلى أنغام "الدف والشبّابة"، ويستمر الكل بالدوران ثلاث دورات بكل خشوع وبخطوات بطيئة جداً مع رفع اليد اليُمنى على الصدر وتنزيلها في كل خطوة متناسقاً مع المسير وإيقاع النغمات، ويكون الدوران عكس عقارب الساعة، وهنالك سبعة أنواع من السما تختلف كلمات وموسيقى كل نوعٍ عن الآخر أما الحركات فهي متشابهة.
القباغ: وتعني التضحية بالثور، ويقام هذا الطقس يوم الأربعاء، وتشارك فيه ثلاثة عشائر إيزيدية هي "القائدية والماموسية والترك"، وبإيعاز من الأمير يطلقون الأعيرة النارية على دفعتين، الأولى من على سفح جبل عرفات، والثانية عند باب مزار الشيخ آدي، وبعدها ووسط جموع الحجاج تقوم نفس هذه العشائر بنقل ثور أو عجل من مزار الشيخ آدي إلى مزار الشيخ شمس حيث يذبح هناك ويعمل منه "سماط Simat"، ومصاريف السماط تجمع من التبرعات التي يقدمها الحجاج إلى المزارات، ويوزع السماط على الحجاج، ويجب أن يحصل كل شخص على قطعة لحم مهما كانت صغيرة، كي يأكلوها مع بعضهم بكل محبة، حيث تختفي كل العداوات فيما بينهم.
الحج عند "الشنتوية"
في كل عام يتوجه ما يزيد على 7 ملايين شخص من أتباع الديانة "الشنتوية" اليابانية لأداء الحج في منطقة ضريح "آيس الكبرى"، وهو من أقدس مواقع الديانة الشنتوية في اليابان.
وتعد آيس هي موطن يتجمع فيه أكثر من مائة ضريح مثل الضريح الداخلي نايكو وهو مخصص لإلهة الشمس إماتيراسو، والضريح الخارج غيكو وهو مكرس لآلهة الحصاد –بحسب معتقدهم-.
والشنتو هي الديانة الأصلية في اليابان، واسمها منقول عن اللغة الصينية، وتعني طريق الآلهة، ويتعبد أهلها تحت الأشجار، وفق تعريف موقع "الموسوعة العربية" لها.
ومن المعتقدات المرتبطة بهذه الديانة -بحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية- هو استحمام أتباعها في حمام "ثلج" خلال مهرجان "الشنتو" الذي يقام سنوياً في فصل الشتاء، لاعتقادهم أن هذه المشاركة تطهر الجسد والروح من الذنوب التي ارتكبوها خلال السنة الفائتة، وتجلب الحظ والنجاح لحياتهم الشخصية حتى السنة المقبلة.
اقرأ أيضاً:
فيديو قد يعجبك: