إعلان

"رواه الحاكم في المستدرك"...في ذكرى وفاة أشهر علماء الحديث: هل كان "الحاكم النيسابوري" شيعيًا؟‬

04:47 م الأربعاء 02 أكتوبر 2019

المستدرك على الصحيحين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

في مثل هذا اليوم، الثالث من شهر صفر عام 405 هـ، توفى الحاكم النيسابوري، صاحب الكتاب الشهير "المستدرك على الصحيحين"، وهو من أهم كتب الحديث، وقد ضمن فيه الحاكم النيسابوري الأحاديث التي لم يدخلها البخاري ومسلم في صحيحيهما وكانت تحمل شروطهما أو شرط أحدهما في قبول الأحاديث، لقب بالحاكم لأنه تولى القضاء عدة مرات كان أولها عام 359 هـ حيث تولى قضاء نيسابور.

هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، ولد عام 321 هـ في نيسابور وإليها ينسب. تلقى العلم منذ صغره على يد والده وخاله، وأول سماعه للعلم كان سنة 330 هـ، ورحل إلى خرسان والعراق وما وراء النهر سعيًا لطلب العلم، وسمع من نحو ألفي شيخ، ومن شيوخه الذين ذكرهم الذهبي في "سير أعلام النبلاء": الدارقطني، وابن أبي الفوارس، وأبي بكر بن محمد بن العباس بن الإمام بخرسان، وأبي علي الحافظ، والجعابي، وأبي أحمد الحاكم..وغيرهم.

هل كان الحاكم شيعيًا؟

قيل عن الحاكم النيسابوري إنه يميل إلى التشيع، فقال عنه الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد: وكان بن البيع وهو الحاكم يميل إلى التشيع فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور وكان شيخا صالحا فاضلا عالما قال جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما أخراجها في صحيحيهما منها الحديث الطائر ومن كنت مولاه فعلى مولاه فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوبوه في فعله". وقال عنه السيوطي : "ثقة يميل إلى التشيع".

لكن يمكننا الاحتكام أخيرًا إلى ما ذكره ابن تيمية وفيه تفصيل لقضية تشيع الحاكم النيسابوري رحمه الله، حيث قال عنه أيضًا إنه يميل إلى التشيع، لكنه استدرك قائلًا إن تشيعه وتشيع غيره من أهل الحديث كالنسائي وابن عبد البر وغيرهما "لا يبلغ إلى تفضيله عليًا على أبي بكر وعمر، فلا يعرف في علماء الحديث من يفضله عليهما، بل غاية المتشيع منهم أن يفضله على عثمان، أو يحصل منه كلام أو إعراض عن ذكر محاسن من قاتله ونحو ذلك، لأن علماء الحديث قد عصمهم وقيدهم ما يعرفون من الأحاديث الصحيحة الدالة على أفضلية الشيخين".

وفي كتاب الدكتور "سردار دميرل" بعنوان "علوم الحديث بين أهل السنة والجماعة والشيعية الإمامية الأثنى عشرية"، قال عن "تشيع الحاكم" أنه لا يمكن أن يعد من الروافض لمجرد رواياته حول فضائل أهل البيت التي منها الضعيف والموضوع، وإلا فيجب اعتبار كل من أخرج هذه الروايات شيعيًا، وأيد ما قاله ابن تيمية عن الحاكم قائلًا أنه لم يكن شيعيًا بالمفهوم الحالي، ودليل ذلك مؤلفاته التي اخرج فيها أحاديث في فضل الخلفاء الراشدين، وخصص في كتابه "المستدرك" بابا لتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان، وقدم ذكر عثمان على علي رضي الله عنهما.

توفي الحاكم النيسابوري في 3 صفر عام 405 هـ في نيسابور، وكان عمره حينها 84 عامًا. وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: "قرأت على أبي علي بن الخلال: أخبركم جعفر بن علي، أخبرنا السلفي، أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار، سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ ذكر الحاكم وعظمه، وقال: له رحلتان إلى العراق والحجاز، الثانية في سنة ثمان وستين، وناظر الدارقطني، فرضيه، وهو ثقة واسع العلم، بلغت تصانيفه قريبا من خمس مئة جزء، يستقصي في ذلك، يؤلف الغث والسمين". وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: "وكان من أهل العلم والحفظ والحديث، وقد كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع".

فيديو قد يعجبك: