إعلان

في ذكرى وفاة "عبد الرحمن الغافقي".. أعظم ولاة الأندلس وأحد التابعين

02:07 م الأربعاء 10 أكتوبر 2018

في ذكرى وفاة "عبد الرحمن الغافقي".. أعظم ولاة الأن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت - سارة عبد الخالق:

تتزامن اليوم ذكرى وفاة قائد إسلامي أعده المؤرخون أعظم ولاة الأندلس، وهو أمير من أمراء الأندلس، ، ومعروف عنه أنه كان من التابعين، روى عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض، وكان يمتاز بحسن سيرته، وارتبط اسمه بمعركة شهيرة إنه: القائد المسلم (عبد الرحمن الغافقي).

هو أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي العكي، والي الأندلس لمرتين، إحدى هذه المرات كانت في عام 103 هـ عندما قدمه أهل الأندلس والياً عليهم بعد مقتل الوالي السمح بن مالك الخولاني إلى أن حضر الوالي المعين من قبل الدولة الأموية، والثانية عام 113 هـ، بتكليف من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب.

"كان عبد الرحمن الغافقي أميراً من أمراء الأندلس، أصبح عليها واليا في حدود العشر ومائة من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي، صاحب إفريقيا، وعبد الرحمن الغافقي كان من التابعين يروي الحديث عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض، استشهد في قتال الروم بالأندلس في معركة ارتبطت باسمه بلاط الشهداء (بواتيه) سنة خمس عشرة ومائة"، والتي انتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد استشهاد عبد الرحمن الغافقي، وفقا لما جاء في ترجمة عبد الرحمن الغافقي في كتاب (بغية الملتمس في رجال أهل الأندلس) لأحمد بن يحيى بن عميرة.

ووفقا لما جاء في كتاب (فجر الأندلس) للمؤرخ والمفكر حسين مؤنس "كان يمتاز بحسن سيرته في ولايته، وكان كثير الغزو للروم، ومعروفاً عنه العدل عند القسمة في الغنائم"، وكان عبد الرحمن "قائدا بارعا، ظهرت قدراته العسكرية في نجاحه في الانسحاب بجيش المسلمين المهزوم في طولوشة، كما أجمعت النصوص اللاتينية عن قدراته الحربية، وكان يمتاز أيضا بمهاراته الإدارية، فنجح في إعادة الوئام بين العرب المضرية واليمانية وجمع كلمتهم".

و"كان جنديا مجيدا ظهرت مواهبه الحربية في العديد من الغزوات، ويمتاز بأنه كان حاكما قديرا بارعا في شئون الحكم والإدارة ويعمل للإصلاح"، وفقا لما جاء في الموسوعة العربية.
ويروى أنه كان في إحدى غزواته على الروم غنم غنائم كثيرة، وكان مما غنم رجل من ذهب مفصصة بالدر واليواقيت والزبرجد، فأمر بكسرها ثم أخرج الخمس منها، وقسم الباقي على سائر المجاهدين الذين معه، فبلغ عبيدة بنن عبد الرحمن القيسي صاحب إفريقيا فغضب غضبا شديدا، فكتب إليه يتوعده فيه، فرد عليه عبد الرحمن الغافقي بما نصه: "إن السموات والأرض لو كانتا رتقا لجعل الرحمن للمتقين منها مخرجا".

يرتبط اسم عبد الرحمن الغافقي بمعركة بلاط الشهداء "بواتيه"، "توجه عبد الرحمن بجنوده ناحية فرنسا، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، فوصل إلى أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح المدينة تلو المدينة، ففتح (أرل) ثم (بودو) ثم (طلوشة) ثم (تور) ثم وصل إلى مدينة (بواتيه) وهي المدينة التي تسبق (باريس) مباشرة، والفارق بينهما وبين باريس مائة كيلو متر تقريبا، وبينها وبين قرطبة حوالي ألف كيلو متر، مما يعني أنه توغل كثيرا في اتجاه الشمال"، وفقا لما جاء في كتاب (1000 معلومة عن الأندلس .. الفردوس المفقود) للدكتور أحمد سيد حامد آل برجل‎.

أضاف الكاتب "أن عبد الرحمن الغافقي عسكر في منطقة تسمى البلاط أي "القصر في اللغة الأندلسية" وعند قصر قديم مهجور كان بهذه المدينة، بدأ في تنظيم جيشه، مضيفا أنه كان لهذه المعركة خصيصا وضعا مختلفا يختلف عن باقية المعارك حيث أن "المصادر الإسلامية تصمت صمتا غريبا لا يعرف له تفسيرا عن أحداث المعركة، مشيرا إلى اجتهاد المؤرخ والمفكر "حسين مؤنس" في معرفة السبب وراء ذلك، حيث برر حسين مؤنس ذلك بقوله: "الواقع أن المسألة لا تعلل إلا بشيء واحد: هو أن هزيمة المسلمين كانت من الشدة بحيث كان أوائل الرواة ينفرون حتى من مجرد ذكرها من فرط الألم والتشاؤم، فاندرجت في مدارج النسيان، وتعاقبت عليها العصور فلم يبق منها غير أنها هزيمة مروعة بين سنتي (114 و 115 هـ).

فيديو قد يعجبك: