محمد رضا.. معلم من غير ما يربي شنبه وكرشه (شاهد صندوق شنباته)

كتبت- منى الموجي:

جلباب بلدي، وكرش مرتفع، وشنبات تضفي على مظهره طابع "المعلمة"، هكذا اشتهر الفنان محمد رضا، الذي قدم شخصية المعلم في كثير من الأعمال الفنية التي شارك بها، ورغم أن أحيانا، قد يتسبب التصاق الفنان بشخصية بعينها، انصراف الجمهور عنه، إلا أن الأمر كان مختلفًا معه، إذ زاد حبهم له، خاصة وأنه كان يحرص على تغيير أدائه، ورسم ملامح مختلفة لكل دور.

في ديسمبر المُقبل تحل مئوية الفنان محمد رضا، الذي ولد عام 1921 في أسيوط وعاش فترة ليست بقليلة من حياته في السويس، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، ويبدأ مشواره الفني، ويصبح أحد أهم الوجوه الفنية في عالم الأبيض والأسود.

شخصية المعلم محفورة في أذهان الشعب المصري، بسمات محددة، فهو عريض المنكبين، صاحب "كرش" لا بأس به، يرتدي الجلباب البلدي الشهير، وبالطبع لابد أن يربي شنبه، وما لا يعرفه كثيرون أن رضا لم يرب شنبه على مدار حياته، ولم يحب ذلك، واختار الاستعانة بـ"شنبات" مستعارة، كان يحتفظ بها في صندوق شخصي، مازال نجله "أحمد" يحافظ عليه.

وحصل "مصراوي" بعد أن التقى أحمد في منزله، على صور خاصة للصندوق الذي يضم أشكالا مختلفة من الـ"شنبات المستعارة"، استخدمها والده لأداء شخصيات مختلفة.

رضا، بدأت علاقته بالفن من خلال أدوار صغيرة، وجاءت الانطلاقة الحقيقية بعد تقديمه لمسرحية مع "المسرح الحر"، وكانت لصاحب قهوة يُدعى "كرشة"، وعن هذا الدور يقول أحمد لـ"مصراوي": "كان اختيار بالنسبة له غريب، أستاذ كمال ياسين اختاره للمشاركة في مسرحية (زقاق المدق) والبعض اعترض عليه، لان شكله لا يوحي بأنه معلم وتم تركيب كرش له، وأخذ والدي المسألة تحدي ليثبت أنه كممثل قادر على لعب أي دور".

يتابع أحمد "قدم والدي نفس الدور في السينما، وقال له نجيب محفوظ انت عملت المعلم كرشة زي ما تخيلته بالضبط، وبعد فترة من الوقت لم يعد بحاجة لتركيب كرش صناعي، خاصة وأن والدتي كانت ماهرة في الأكل، فأصبحت زيادة الوزن أمر طبيعي، ولم يقف الكرش عائق أمام حركته إذ كان خفيف الحركة على المسرح".

من أشهر أفلام محمد رضا: "معبودة الجماهير"، "أشجع رجل في العالم"، "أزمة سكن"، "الزواج على الطريقة الحديثة"، "بنت اسمها محمود"، "الفقراء لا يدخلون الجنة"، "البيه البواب"، الصاغة" ومسلسل "ساكن قصادي".