إعلان

في اليوم العالمي للغة العربية..تعلموها فإنها من الدين

07:57 م الإثنين 18 ديسمبر 2017

في اليوم العالمي للغة العربية..تعلموها فإنها من ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الجندي:

يحتفى العالم باللغة العربية فى 18 ديسمبر من كل عام، باعتبارها إحدى اللغات الرسمية العالمية، وأحد أكثر اللغات انتشارًا فى العالم، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، وقد احتلفت اليونسكو فى أكتوبر سنة 2012 للمرة الأولى باليوم العالمى للغة العربية.

فمن فضل الله علينا أن الله علمنا البيان، فلمّا خصَّ جلَّ ثناؤه اللسانَ العربيَّ بالبيانِ عُلم أن سائر اللغات قاصِرَةٌ عنه، فقدم الله عز وجل ذكر البيان على جميع ما توحد بخلقه، وتفرد بإنشائه، من شمس، وقمر، ونجم، وشجر، وغير ذَلِكَ من الخلائق المحْكمة: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ .. [الرحمن : 1-3].

قال فيها الفاروق عمر: "تعلموا العربية فإنها من الدين"، والإمام شعبة بن الحجاج قال: "تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل"، ولعبد الملك بن مروان قول: "أصلحوا ألسنتكم فإن المرء تنوبه النائبة فيستعير الثوب والدابة ولا يمكنه أن يستعير اللسان، وجمال الرجل فصاحته".

ومما يثار حول القرآن الكريم من الشبهات هو : إذا كان القرآن كتاباً لكل البشرية، فلماذا أنزله الله باللغة العربية، ولم ينزله بلغة أخرى غيرها؟، وفي الجواب نقول: من الواضح أن نزول القرآن ـ كغيره من الكتب السماوية ـ كان لا بُدَّ أن يكون بلغة من اللغات الحية التي يتكلم بها الناس عصر نزول القرآن، واللغة العربية كانت إحدى أهم تلك اللغات.

ومن الواضح أيضاً أنه على أي لغة أخرى ـ غير العربية ـ كان يقع الاختيار فإن هذه الشبهة كان يمكن طرحها، وحينها كان يقال: لماذا نزل القرآن بهذه اللغة، قال الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾.

إنّ الحكمة الكاملة من نزول القرآن الكريم باللغة العربية لا يعلمها إلا الله، ولكن من المعلوم والواضح أنّ اللغة العربيّة ثرية جدًّا، بل هي أثرى لغة عُرفت في الأرض، الشيء الواحد له أكثر من اسم في هذه اللغة العظيمة: فالعسل له ثمانون اسمًا، والثعلب له مائتا اسمٍ، والأسد له خمسمائة اسمٍ، والسيف له ألف اسمٍ. وإذا أردت أن تصف أحدًا بأنه داهية فلديك عدة أسماء يمكنك أن تسميه به. كما أن الكلمة الواحدة وبنفس ضبطها، قد يكون لها معانٍ كثيرة لا تحصى.

وتعلم اللغة العربية فرض واجب، لأن فهم الكتاب والسنة فرض واجب، وما لا يفهم إلا بفهم اللغة ففهم اللغة فرض واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أوضح مثل الوضوء، الوضوء فرض مع أن الوضوء ليس صلاة، لكن الصلاة التي هي فرض لا تتم إلا بالوضوء، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا تتم السنة إلا بها فهو سنة.

وهكذا خرجت اللغة العربية، لغة القرآن، من لغة قوم إلى لغة أقوام، ومن لغة محدودة بحدود أصحابـها، إلى لغة دعوة جاءت إلى البشر كافة، فكانت لسان تلك الدعوة، ولغة تلك الرسالة، ونتاج تلك الرسالة من فكر وحضارة وثقافة.

فيديو قد يعجبك: