إعلان

الناخب الأبيض.. حصان ترامب الرابح في السباق الرئاسي

06:39 م الأربعاء 09 نوفمبر 2016

المرشح الجمهوري دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - (أ ش أ):

الناخب الأمريكي الأبيض كان هو الحصان الرابح الذي راهن عليه المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومكنه من الفوز في السباق نحو البيت الأبيض وإنزال هزيمة ثقيلة بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق بلغ 71 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي وهو فارق كبير جاء مغايرا لكل التوقعات ولكل الاستطلاعات.

كان ترامب قطب الأعمال - الذي طالما تباهى بعدم خسارته أبدا - واثقا من رهانه منذ البداية عندما راهن على الناخب الأبيض وركز عليه اهتمامه كرجل أعمال ناجح يعلم من أين تقتنص الصفقات، وعندما خاطبه بشعاره " فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" فقد لعب على وتر شعور الأمريكي الأبيض بالخوف من تغيير الهوية الأمريكية في ظل المد الرهيب للأقليات بوجه عام وللمسلمين في المجتمع الأمريكي وتكرر أعمال العنف في مختلف الولايات.

وعادى ترامب أقليات كثيرة سواء من المسلمين أو المكسيكيين تحديدا واللاتينيين بوجه عام كما عادى الأمريكيين من أصول عربية ويبدو أنه درس الوضع جيدا منذ البداية وكان واثقا أن هذا القطاع لن يسبب له فقد الكثير من الأصوات.

وفي المقابل نرى أن كلينتون ركزت على المجتمع متعدد العرقيات والأقليات العرقية والدينية المتواجدة في الأساس في الولايات الساحلية ذات التوجه الليبرالي والتي يكثر فيها التنوع الديني والعرقي ولم تخاطب الناخب الأمريكي الأبيض بنفس القدر من الاهتمام.

وتبلغ نسبة الأقليات العرقية المختلفة 31% من إجمالي من يحق لهم لتصويت في الانتخابات الأمريكية وذلك وفق إحصاء جديد نشره مركز (بيو) للأبحاث مؤخرا.

وعبر أحد الناخبين الأمريكيين البيض عن سعادته لفوز ترامب في الانتخابات وقال إن هذه نتيجة طبيعية وإنه كان يريد حكومة تهتم بالشأن الداخلي الأمريكي وتعالج مشاكله وليس حكومة تنشغل عن قضايا الوطن الأساسية بانشغالها في قضايا أخرى في الشرق الأوسط وفي آسيا.

وركز ترامب في تصريحاته منذ بداية الترشح على الشأن الداخلي الأمريكي داعيا إلى الإصلاح الداخلي وعدم الانشغال بقضايا الخارج كما دعا إلى مراجعة الاتفاقيات العسكرية مع الحليفتين الآسيويتين للولايات المتحدة كوريا الجنوبية واليابان وتساءل ترامب كيف يمكن لبلاده أن تستمر في اتفاقية تتعهد فيها بالمحاربة من أجل اليابان بينما بوسع اليابانيين البقاء في منازلهم إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم.

نجح ترامب رغم الحملة الشرسة التي تعرض لها في وسائل الإعلام الأمريكية وخاصة قناة السي.إن.إن وصحيفة واشنطن بوست على وجه التحديد ولاحظ المتابع للقنوات الإخبارية الأمريكية وآراء المحللين الأمريكيين في الأيام الأخيرة قبل يوم الانتخابات وأثناءه ثقتهم في فوز كلينتون ووصولها إلى البيت الأبيض لدرجة أن مذيعا على قناة سي.إن.إن سخر من تصريح ترامب في منتصف يوم التصويت إن الأمور تسير على ما يرام وقال "فلنرى ماذا سيقول بعد إعلان النتائج" وكأنه تأكد من خسارته.

وفي العاصمة واشنطن فحيثما سرت بها رأيت الوجوم على وجوه كثيرين من أبنائها في المقاهي وفي المطاعم حالها حال ولايات الساحلين الشمالي الشرقي والغربي وهي الولايات ذات الميل الديمقراطي عموما بينما تتركز نسبة الأمريكيين البيض المتدينين في الولايات الريفية المحافظة في وسط وجنوب أمريكا وهي ولايات ذات ميل جمهوري وحسمها ترامب جميعا.

وفي نيويورك قالت تانيا كوتيزوفا وهي طبيبة إنها كانت تفضل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وأنها تشعر بأسف شديد حيال انتخاب ترامب منتقدة أسلوب تعامله مع قطاعات واسعة من المجتمع.

وكانت المفاجأة الحقيقة أن حقق ترامب فوزا ثمينا في كل الولايات المتأرجحة المهمة حسم له السباق الانتخابي وقد منحته هذه الولايات وهي فلوريدا ونورث كارولاينا وجورجيا وبنسلفانيا فارق الأصوات الذي احتاجه لينزل بمنافسته الديمقراطية هذه الهزيمة الثقيلة حيث لم تحصل سوى على 218 صوتا فقط وهو ما يقل كثيرا عن الـ 270 صوتا المطلوبة للوصول إلى البيت الأبيض.

وقال ديمبسي جي. وهو ناخب أمريكي إن أمريكا الآن أصبحت على الطريق الصحيح، مشيرا إلى أن ترامب هو رجل أعمال ناجح ليس في حاجة إلى المال الذي يمكن أن يُشترى به وأن تتأثر به سياسته ولكونه رجل أعمال فسيعلم كيف سيسير الأمور جيدا.

استخدم ترامب سلاحا اتضح أنه قاتل ضد كلينتون في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات حيث نشر موقع ويكيليكس تسريبا قال فيه إن كلينتون وتنظيم "داعش" الإرهابي يتلقيان الدعم المالي من نفس المصادر في الشرق الأوسط كقطر.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستغل فيها ترامب ويكيليكس في الهجوم على كلينتون فقد سبق أن حدث ذلك في أغسطس الماضي عندما نشر الموقع معلومات عن أن الإدارة الأمريكية التي عملت كلينتون وزيرة خارجية لها ساهمت في إمداد الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا بالسلاح.

ويبدو أن هذا التسريب الأخير الذي جاء قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات قد ألحق ضرارا شديدا بالمرشحة الديمقراطية وإن كان كثيرون انشغلوا بالفضيحة الجنسية لترامب متصورين أنها وحدها كفيلة بالإطاحة بمسعاه للوصول إلى البيت الأبيض غير أن خوف الناخب الأمريكي الأبيض على الهوية الأمريكية كان أكبر من ذلك.

وبسؤال أحد الأمريكيين عما إذا كانت فضحية التحرش الجنسي كان من الممكن أن تؤثر على ترامب في الانتخابات قال ربما ولكنها "كذبة" وقد يكون تحرش فعلا ولكن لماذا لم يعلن عن هذا الأمر سوى الآن وقبل الانتخابات ولماذا لم تتقدم السيدات المتضررات بشكاوى ما الذي منعهن من ذلك فهناك حالات يعود تاريخها إلى 30 عاما. وتساءل مرة أخرى "لماذا الآن؟ ".

فيديو قد يعجبك: