إعلان

بين عظمة "لينكولن" وحماسة "أوباما".. أبرز المُناظرات في تاريخ الرئاسة الأمريكيّة

11:03 م الإثنين 31 أكتوبر 2016

أبرز المُناظرات في تاريخ الرئاسة الأمريكيّة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:
أيام قليلة تفصل العالم عن يوم 8 نوفمبر، المُقرّر أن تُجرى خلاله انتخابات الرئاسة الأمريكيّة لعام 2016، لاختيار رئيس أمريكا القادم، بين المُرشّح الجمهوري المُثير للجدل دونالد ترامب، ومُنافسته الديمقراطيّة هيلاري كلينتون في سِباق مُحتدّم.

جرى العُرف في انتخابات الرئاسة الأمريكيّة، أن يُجري الخِصمين المُتبارزين- المُمثلين عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري- مُناظرات، تدور خلالها المُناقشات حول أكثر القضايا الجدليّة في هذا الوقت، وعادة ما يتم تحديد المُرشّح الفائز بمنصب الرئاسة اعتمادًا على نتيجة تلك المناظرات، كما حدث في مُناظرة "نيكسون وكينيدي" عام 1960.

لم يتم الإقرار دستوريًا بتلك المُناظرات، غير أنها باتت الآن جزءً لا يتجزّأ من العمليّة الانتخابيّة في أمريكا، وعادة ما تُجرى بعد استقرار الحزبين على المُرشّحين المُمثّلين لكليهما.

تنوّعت الصيغ التي يقوم عليها شكل مُناقشات المُناظرات الرئاسيّة، ما بين أسئلة يوجّهها شخص أو أكثر من الصحفيين المُعتدلين للمُرشحين طرفيّ المُناظرة، أو يطرحها عليهما أحد من الجمهور.

بدأت إذاعة المُناظرات الرئاسية على الراديو والتليفزيون لأول مرة في العام 1960، إبان مُناظرة نيكسون وكينيدي، وحققت ما يزيد عن 66 مليون مُشاهدة بواقع 179 مليون من السُكان الأمريكيين آنذاك، عُدّت اكثر المُناظرات الرئاسيّة شُهرة في تاريخ التليفزيون الأمريكي.

وفيما يلي يستعرض لكم "مصراوي" أبرز المُناظرات الرئاسيّة الأمريكية التي جرت منذ 155 عامًا.

لينكولن ودوجلاس ومُناظراتهما العظيمة

1


في سلسلة مُكوّنة من سبع مُناظرات، عُرِفت باسم "المُناظرات العظيمة"، بين عضو الكونجرس المُرشّح الجمهوري أبراهام لينكولن، والمُرشّح عن الحزب الديمقراطي السيناتور ستيفان دوجلاس، جرت عام 1858، أي قبل بدء المناظرات التليفزيونيّة بنحو مائة عام.

تحدّث الجانبان في مُناقشاتهما عن تجارة وامتلاك الرقيق، ففي الوقت الذي كان دوجلاس مؤيّدًا لتجارة السود، أعاد مُنافسه لينكولن بنود الحرية والمساواة في إعلان الاستقلال والدستور.
تمثّل النهج الذي سارت عليه كل مُناظرة من "المُناظرات العظيمة" في منح المُرشّح الأول 60 دقيقة للحديث، والثاني 90 دقيقة، ثم السماح للأول بالتعقيب لمدة 30 دقيقة "في ردود سريعة"، مع الإشارة إلى أن دوجلاس أدار دفّة الحديث في أربع مُناظرات.

انتهت تلك المُناظرات بفوز لينكولن على مُنافسه الديمقراطي دوجلاس.

"إنهاك" نيكسون في مقابل "ثقة" كينيدي

2

في 1960، التقى المُرشّح الجمهوري ريتشارد نيكسون ومُنافسه الديمقراطي جون كينيدي في أولى المناظرات التليفزيونيّة وأشهرها على الإطلاق في التاريخ الأمريكي، نقلتها شاشات التِلفاز إلى نحو 60 مليون مُشاهد أمريكي.

لم يكن لمُناظرات كينيدي- نيكسون أثرًا كبيرًا على نتيجة الانتخابات فقط، بل كانت إيذانًا بعصر جديد أصبح فيه الاهتمام بالصورة العامة للمُرشّحين والاستفادة من وسائل الإعلام مُكوّنًا أساسيًا لنجاح أي حملة سياسيّة.

بدا نيكسون خلال المُناظرات مُنهكًا، شاحِب الوجه، يتصبّب عرقًا، غير مُهندم، فقد خرج لتوّه من المستشفى آنذاك، بخِلاف منافسه كينيدي الذي ظهر واثقًا من نفسه وثابتًا على آرائه ومواقفه، وأضفت برونزيّة بشرته مظهرًا صحيًا مقارنة بنيكسون، وإن كانت تُرجّح بعض الأقاويل أن هذا المظهر البرونزي أحد عوارض مرض أديسون، المعروف باسم "قصور الغدة الكظرية الأساسي.

وعلى الرغم من عدم جاهزيّة كينيدي، غير أن أناقته واعتداده بنفسه وحكمته، في مُقابل إنهاك نيكسون ومظهره غير اللائق، مهّدت له الطريق لنيل قبول الملايين ومن ثم الفوز على مُنافسه.

"تصريح أعمى" وراء خسارة فورد أمام كارتر

3

استأنفت المُناظرات حركتها بعد توقّف استمر حوالي 16 عامًا، لتعود من جديد عام 1976 في مُبارزة بين حاكِم ولاية جورجيا المُرشّح الديمقراطي جيمي كارتر، نائب نيكسون الذى خلفه فى الحكم عقب استقالته على خلفية فضيحة وترجيت، جيرالد فورد، فاز فيها الأول على خصمه.

عزى مُحلّلون سبب هزيمة فورد أمام كارتر إلى عدم إتاحة الأول الفرصة للاتحاد السوفيتى بالهيمنة على أوروبا الشرقية، حينما أطلق تصريحه الشهير "لن تُتاح هيمنة سوفيتيّة على أوروبا الشرقيّة"، فردّ عليه المُعتدل من النيويورك تايمز مُستنكرًا بقوله: "عفوَا، ماذا؟... هل تعني ما فهمته من قولك سيدي؟" وهو الأمر الذي مثّل بدوره تهديدًا للمجتمع المدني الأمريكي، فيما رفض فورد التراجُع عن تصريحه مُشدّدًا على أن دول بولندا ورومانيا ويوغوسلافيا حرة من التدخّل السوفيتي.

كان فورد أولى المُرشّحين الأمريكيين الذي يمنح موافقته على إجراء مُناظرة تليفزيونية مع خِصمه بعد المُناظرة المُتلفزة الأولى بين نيكسون وكينيدي في 1960.

كارتر وريجان.."ذلّة لسان" تحكم النتيجة

4

جرت المُناظرة التليفزيونيّة الثالثة بين الديمقراطي جيمي كارتر- الذي سعى للفوز بفترة رئاسة ثانية- ومُنافسه الجمهوري الممثل الهوليودي رونالد ريجان، عام 1980، قبل أسبوع من يوم الانتخابات الذي وافق 28 أكتوبر من العام نفسه.

خلال المُناظرة، صرّح كارتر بأنه يتناقش مع ابنته ذات الثلاث عشرة عامًا في شؤون تخص الدولة قائلًا: "أجريت نِقاشًا مع ابنتي ايمي قبل يوم من مجيئي هُنا، طرحت عليها سؤالًا حول أكثر القضايا أهميّة من وجهة نظرها، فأجابت بأنها تعتقد أن الأسلحة النووية تُعد القضيّة الأهم في رأيها".

قوبِل تصريح كارتر هذا بالتهكّم والسخرية، وهو ما ساعد خِصمه ريجان على فوز الانتخابات بكل أريحيّة وسهولة.

بوش "الأب" وكلينتون.. بين رتابة الماضي وحضور المُستقبل

5

جرت المُناظرة بين الديمقراطي جورج بوش "الأب"، والجمهوري بيل كلينتون، عام 1992، بمُشاركة المُرشّح المُستقل روس بيرو، الذي تميّز بأسلوبه المُباشر الذي مكّنه من الحصول على 19% من الأصوات، ليُصبح بذلك أول مُرشّح مُستقل يحصد نسبة أصوات كبيرة كهذه.

بدا الفارِق بين بوش الأب وكلينتون واضحًا للعيان، فالأول ظهر مشدوهًا إلى كل ما هو قديم بالحديث عن ماضيه وانتصاراته، في لهجة يغلب عليها الطابع الكلاسيكي الرتيب، أما الثاني فقد هيمن على الحديث بثقافته ولباقته وحضوره ورؤيته المُستقبليّة ورغبته للتغيير على نحو أفضل، في لهجة بسيطة قريبة من الشعب.

فصاحة بوش "الابن" تطيح بـ آل غور

6

لم يكن جورج بوش فصيحًا بقدر نجله حاكم ولاية تكساس في مُناظرته أمام السيناتور آل غور عام 2000.

لم يتوان آل غور عن مُهاجمة خطة الضرائب الخاصة بخِصمه خلال المُناظرات، فيما جاء ردّ بوش على ذلك الهجوم فصيحًا، بقوله إن آل غور يستخدم في خطته الضرائبيّة "حسابيّات غامضة" و"أرقام زائِفة"، وهو ما كتب له الفوز في النهاية.

أوباما وماكين.. بين الحماسة والكلاسيكيّة

7

جرت ثلاث مُناظرات رئاسيّة بين المُرشّح الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري السيناتور جون ماكين عام 2008، بدا خلالها أوباما مُفعمًا بحماسة الشباب وحِسّها المُشاكِس وروحها المتجددة التي لا تقبل التقليدي الرتيب، يبحث عن أفكار جديدة من"خارج الصندوق" ويؤمن بالدماء الشابة، فيما ظهر ماكين هادئًا رزينًا كلاسيكيًا، يأبى كل ما هو جديد ومُختلف أو مُثير للجدل.

وانتهت المُناظرات بانتصار شباب أوباما على كلاسيكيّة ماكين.

أوباما ورومني..مَن يضحك في النهاية؟

8

فى عام 2012، خاض الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ثلاث مناظرات أمام منافسه الجمهوري ميت رومنى، سعيًا لاقتناص فترة ولاية ثانية، نجح رومنى في بدايتها التفوّق على خِصمه في عدد من القضايا، لاسيّما الاقتصاديّة منها، ولكن سُرعان ما استعاد أوباما توازنه في الثلاث مُناظرات الأخرى ليسحب البُساط من خِصمه خلالها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان