إعلان

كتاب "على بلد المحبوب".. لماذا يحتفي أمريكيون بذكرى باخرة مصرية سنويًا؟

06:06 م الأربعاء 07 يوليه 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

حين دخل أحمد خير الدين مكتبة الكونجرس الأمريكي في مارس 2019 لم يكن يعلم أنه سيربطه خيط سري بحادثة مجهولة سيظل أسيرًا لها لمدة عامين، حتى نشر كتابه عنها تحت اسم "على بلد المحبوب".

أثناء بحث خير الدين عن أرشيف ثورة 1919 في ذكرى مئويتها، وبعدما انتقل إلى مجلد جريدة روز اليوسف وتحديدًا فترة نهاية الحرب العالمية الثانية وجد خبرًا صغيرًا عن عودة أحد الأسرى المصريين من المعتقل الألماني، ما جذبه أنه لم يسمع عن وجود أسرى مصريين من قبل في المعتقلات النازية، كذلك وجد في ثنايا الخبر معلومة عن إغراق البحرية الألمانية للباخرة المصرية زمزم، والتي لم يسمع عنها خير الدين من قبل.

وباستمرار البحث وجد خير الدين أن الباخرة المصرية زمزم هي إحدى قطع الأسطول التجاري الذي أسسه طلعت حرب، واحتفت الصحافة وقتها به، لكن لم يحظ خبر إغراقها بنفس الاهتمام، وقد شغل الكاتب الصحفي مصير الأسرى المصريين وكيف كانت أيامهم في المعتقل، وما السر وراء غياب قصصهم طوال ثمانين عامًا.

والغريب في الأمر أن على الجانب الآخر من القصة هناك احتفاء كبير في الصحافة الأمريكية والكندية والبريطانية، حتى أن خير الدين اكتشف أن هناك تجمعًا سنويًا يُقام في الولايات المتحدة في إبريل من كل عام، حيث ذكرى إغراق الباخرة.

بدأ خير الدين رحلة البحث من الولايات المتحدة، حيث مكان إقامته هناك، وكذلك إقامة بعض أفراد الطاقم المصري التابع للباخرة، وكانت صدفة غريبة أن يكون أحدهم يسكن بجوار خير الدين، وفي نفس الوقت قام الكاتب بالبحث في المواد العربية المتاحة عن الحرب العالمية الثانية في مصر.

خلال رحلة البحث تعددت المصادر التي نبش وراءها خير الدين، فمن الكتب والصحافة الأمريكية والكندية، والمتاح من أرشيف الصحافة المصرية في مكتبة الكونجرس، والجامعات الأمريكية، حتى أنه انتقل إلى الأرشيف الألماني والكندي، لم يكتب خير الدين بالبحث في الأرشيف فقط، بل قام أيضًا بالتواصل مع عدة مصادر منها باحث أمريكي تابع قصة الباخرة زمزم لسنوات، وأساتذة تاريخ ألمان، كذلك تواصل مع أستاذ التاريخ المصري الحديث، عماد هلال شمس الدين، الذي ساعده كثيرًا بدراسته المهمة التي ألقت الضوء على جهود مصر خلال الحرب العالمية الثانية.

أجرى خير الدين عدة مقابلات أيضًا مع عائلة دانيلسون التي نجت من الغرق، وأحيرًا وصل إلى عائلات بعض أفراد الطاقم المصري.

كانت رحلة بحث طويلة المدى وخلالها عثر خير الدين على معلومات كثيرة أدهشته، منها الدراسة الخاصة بدكتور عماد هلال، وبعض التقارير الحكومية التي تكشف مجهودات مصر خلال الحرب العالمية الثانية، والضحايا من المدنيين في الحرب، وما خسرته مصر خلال الحرب بسبب وقوعها في المنتصف بين طرفي الحرب، كل ذلك كانت أشياء أثّرت على مستقبل البلد كما يقول خير الدين، ولم يدفع أحد ثمنها.

واجه أيضًا خلال رحلة البحث بعض الصعوبات منها الوصول إلى الأرشيف المصري الذي كان العثور عليه مُرهقًا أكثر بكثير من الأرشيف الأمريكي والكندي والألماني، وكذلك أعاقته أزمة فيروس كورونا المستجد من السفر إلى ألمانيا، لكنه تمكّن من التواصل مع باحثين ألمان سهّلوا عليه البحث في الأرشيف الدبلوماسي الألماني، وأمدوه بالوثائق والمعلومات التي يحتاجها.

وفي الكتاب نشر خير الدين لأول مرة أسماء الطاقم المصري التي لم تكن موجودة في الأرشيف الأمريكي والكندي، ولم يُشار إليها أيضًا في الصحف المصرية، لكن خير الدين وصل إليها عن طريق الأرشيف الدبلوماسي الألماني.

كان الوصول إلى تفاصيل رحلة الباخرة زمزم مؤثرًا بالنسبة لخير الدين، فقد آلمه حجم الظلم والمُعاناة والتجاهل الذي واجه أفراد الطاقم المصري، لم يُعوّضهم أحد عن أيامهم الضائعة في المعتقلات النازية، والمحنة التي تعرضوا إليها على مدار أربع سنوات، في المقابل كان هناك احتفاء بالركاب الأمريكيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان