إعلان

آخرها العواصف الترابية والسيول وثلج.. محطات أسوان مع موجات الطقس السيئ

05:42 م السبت 13 نوفمبر 2021

موجات الطقس السيئ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن:

ليلة ثقيلة قاسية، مرت على أهالي محافظة أسوان أمس الجمعة، هُدمت عشرات المنازل، وطغى الظلام على العديد من المناطق، نتيجة موجة أمطار غزيرة على أرجاء المحافظة أعقبها تساقط الثلوج، مما تسببت في انقطاع تام للكهرباء، وغرق بعض المنازل والشوارع، تاركة خلفها مئات من المصابين وعدد من الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في محاولة منهم للنجاة، بحسب ما أعلنه الدكتور إيهاب حنفي وكيل وزارة الصحة بالمحافظة.

الصورة الأولى

"كنا فاكرين القيامة قامت كله مذهول"، يقولها مصطفى عدلي، أحد أهالي مدينة كوم أمبو، التي شهدت سقوط الثلج، يتذكر أصوات الرعد والبرق التي خطفت الأذهان وحالة الرعب التي عاشها الأهالي، مساء أمس الجمعة، تفاجئ مصطفى الذي يعمل في إحدى المحلات، بسوء حالة الطقس، غيمة كثيفة اجتاحت السماء بعدما كانت صافية، ولم تمر نصف ساعة حتى بدأت السماء في هطول الأمطار يقول: "الوضع كان عادي وبعدها الجو قلب"، لتشتد الأمطار لحظة بلحظة في الهطول حتى تحولت إلى سيول أغرقت أرجاء الشوارع.

سيول 2010 بأسوان

موجة الطقس السيئة، التي تعرضت لها المحافظة بالأمس والتي أودت بأرواح عدد من المواطنين، والتي يرجعها الدكتور محمد فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجدد، إلى كونها شكل من أشكال تغير المناخ، لم تكن الموجة الأولى التي تتعرض لها المحافظة الجنوبية، التي تعتبر من أكثر المحافظات عرضة للسيول، بل تكرر الأمر كثيرًا على مدار السنوات الماضية، حيث شهدت المحافظة عددًا من الأزمات والكوارث المختلفة أبرزها أوائل العام 2010، عندما هدمت السيول 430 منزلًا بأنحاء متفرقة، عقب محاصرة السيول قرى كاملة بوادي النقرة، ليفارق سيدتين ورجل الحياة وإصابة 50 حالة جراء تساقط كرات الثلج بحسب ما أعلنت مستشفى أسوان التعليمي حينها.

الصورة الثانية_1

"يومها المواصلات انقطعت والمحاصيل كلها ادمرت"، يقول مصطفى صاحب الـ35 سنة عاما، يتذكر ما حدث قبل 11 عاما، من لحظات الهلع والخوف نتيجة اصوات البرق والرعد المرتفعة وانهيار المنازل التي كانت تصاحبها صرخ الأهالي وعويل النساء، ولا يختلف كل هذا عما حدث بالأمس: "أمبارح كان الوضع أسوأ من 2010"، موضحة أن السيول والأمطار شلت حركة المحافظة لساعات.

المناطق الأكثر عرضة للسيول بأسوان

ويوجد العديد من المناطق الأكثر عرضة للسيول بمحافظة أسوان، وهي المناطق المتاخمة لسلسلة جبال البحر الأحمر، وهي منطقة عزب كيما وقرية أبو الريش وخور أبو سبرة والأعقاب بمركز ومدينة نصر النوبة هناك قرية أبريم، و بلانة بمركز دراو هناك قريتي الريتاج والجعافرة، وقرية سلوا بمركز كوم أمبو، بينما في إدفو قرى ومدن وادي عبادي و الرديسية والشراونة والدمارية.

عاصفة ترابية تضرب أسوان

أواخر أبريل عام 2018، شهدت محافظة أسوان وعدد من المحافظات عاصفة ترابية ورملية، حيث أصيب المواطنون في الشوارع بضيق في التنفس، مما صدور قرار من وزارة الطيران المدني بغلق مطاري الأقصر واسوان، أمام حركة الملاحة الجوية، بسبب سوء الأحوال الجوية نتيجة العاصفة الترابية، وارتفاع حدة الأتربة في الهواء، وانخفاض مستوى الرؤية فوق المطارين.

وأغلقت إدارة المرور بمديرية أمن أسوان، طريق أسوان الصحراوي الغربي، و طريق إدفو مرسى علم، أمام حركة السيارات، في حين مازال طريق أبو سمبل السياحي مفتوحا أمام المسافرين، وذلك بعد أن ضربت العاصفة الترابية محافظة أسوان.

الصورة الثالثة

إجراءات احترازية لعدد المحافظات

وشددت عدد من المحافظات بالصعيد، برفع درجة الاستعداد القصوى، تحسبًا لتقلبات الطقس واحتمالية سقوط أمطار غزيرة، منها محافظة الأقصر تجنبا لما حدث في محافظة أسوان المجاورة لها.

ووجه المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، بانعقاد غرفة عمليات الأزمات والكوارث على مدار الساعة، لمتابعة ومواجهة أي آثار سلبية قد تنتج عن التغيرات المناخية، مع الاستعداد لسقوط أمطار، بينما كلف شركة مياه الشرب والصرف الصحي تمركز عربات الكسح طبقًا للخطط الموضوعة لمواجهة الكوارث، ومراجعة حالة محطات المياه ومحطات الصرف والمغذيات الكهربائية والمغذيات الكهربائية البديلة، بجانب تكليف مديرية الصحة برفع درجة الاستعداد بكافة المستشفيات والوحدات الصحية ومراجعة موقف الأدوية والأمصال والتأكيد على صلاحيتها والمغذيات الكهربائية والمغذيات البديلة.

مقدمة لتغير المناخ وحدث غير مسبوق

وأرجع الدكتور محمد فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجدد، ما حدث من سيول في محافظة أسوان إلى هو مقدمة لتغير المناخ، وهو ما يعني تغير مناخ إحدى المناطق على فترات طويلة، قائلا، إنه من المعتاد سقوط الأمطار على مناطق الوجه البحري في تلك الأوقات، لكن ما حدث من هطول أمطار بكميات غزيرة وقطع من الثلج على بعض المحافظات مثل أسوان، هو ناتج عن تغير المناخ وهو حدث غير مسبوق، مضيفا أننا علينا كمصريين أن نعتاد على هذا الشكل الجديد من أشكال تغير المناخ، ليس في محافظة أسوان فقط، ربما في العديد من المحافظات مثل القاهرة وغيرها وبشكل أكثر عنف.

الصورة الرابعة_2

وعن علاقة لدغ العقارب بالأمطار قال مدير مركز المعلومات، أنه لحظة هطول الأمطار وتحولها إلى سيول دخلت تلك السيول الجحور التي تسكنها العقارب، لتحملها مع المياه إلى القرى القريبة من المناطق الصحراوية، مضيفا أن هناك تعليمات وتحذيرات إلى القاطنين بتلك القرى، بمعرفة أماكن تواجد مصل لدغ العقارب بالمستشفيات والوحدات الصحية وذلك في حالة إصابة أي المواطنين التوجه للمشفى قبل تأخر الوقت الذي يؤدي إلى الوفاة: "لدغ العقارب مش صعب بس التأخير يسبب الوفاة".

فيديو قد يعجبك: