إعلان

تأجيل معرض الكتاب.. بين "كورونا" وأزمة دور النشر

03:47 م الأحد 29 نوفمبر 2020

جانب من مكتبات سور الأزبكية في معرض الكتاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

منذ أيام قليلة، قررت الحكومة تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب لشهر يونيو القادم، وهو المعرض السنوي الذي ينتظره الناشرون من داخل مصر وخارجها وزوار المعرض كل سنة، فيعتبر فرصة جيدة لشراء الكتب بأسعار مناسبة، لكن قرار التأجيل أحبط الكثير من الكتاب والعاملين في صناعة النشر.

"حسام عادل"، كاتب شاب، كان ينتظر صدور روايته في معرض الكتاب، وحينما علم بالتأجيل لم يعرف ماذا سيحدث لمشروع روايته الثاني "المعرض بيكون هدف للكتاب الشباب أن كتبهم تنزل فيه، لأنها أهم فرصة للتواجد في السنة يقدر يطرح فيها كتابه ويضمن أنه يتشاف". في العام الماضي أصدر "حسام" رواية بعنوان "نداء الملك" عن دار نشر الرسم بالكلمات، والتي تحكي عن مملكة سحرية ورحلة تخوضها أميرة وربان لإنقاذ أرضهم. الرواية التي تعد الجزء الأول من ثلاثية صدرت بمعرض الكتاب العام الماضي، وكان ينتظر "حسام" صدور الجزء الثاني منها بمعرض الكتاب ذلك العام، بعنوان "نداء الهاشمي"، لكن التأجيل صنع أزمة بالنسبة له، فصدور الكتاب دون معرض لن يطرح كتابه بالشكل الجيد كما تمنى أن يحدث.

يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتب في الوطن العربي، ويبلغ عدد زواره يوميا 300 ألف شخص، وعدد الناشرين وصل في دورة المعرض الماضية لـ700 ناشر مصري، وتم طرح المئات من الإصدارات، بخلاف دور النشر العربية و الأجنبية. ويقام المعرض بمقره الجديد لأول مرة في العام الماضي بالتجمع الخامس.

بالنسبة للناشرين لم يكن الوضع مختلفا كثيرا عن الكتاب، يرى الناشر "إبراهيم أحمد" مدير دار نشر كتوبيا أن تأجيل المعرض يحمل بعدين، أولهما بعد صحي؛ فالدولة اختارت الإجراء الأنسب بسبب انتشار كوفيد-19، والبعد الاقتصادي يحمل أزمة لصناعة النشر في مصر، لأنها صناعة هشة جدًا، وقائمة على الجهود الذاتية للناشرين "تأجيل المعرض ضغط علينا جدًا، لأنه كان عندنا خطة نشر للمعرض، هنضطر دلوقتي ننشر بخطة بديلة وبالتدريج، ونعتمد على الأونلاين".

خطة بديلة كل شهرين لمواجهة الأزمة، هو الحل الذي اعتمده "إبراهيم أحمد" مع الاعتماد على موقع الدار لبيع الكتب، وعمل خصومات كثيرة على العناوين والكتب المطلوبة، لكن الأزمة بالنسبة له ما زالت قائمة بسبب أن الميعاد الجديد للمعرض غير مناسب لمكان المعرض بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وبالنسبة للمعارض التي أقيمت في المحافظات ابتداء بمعرض الإسكندرية للكتاب والمنصورة كانت الفكرة ناجحة جدًا بالنسبة لـ"إبراهيم" ونالت استحسان الجماهير والناشرين خلافًا لمعرض الكتاب بالأوبرا الذي لم يلق النجاح المتوقع له.

يتفق الكاتب "سيد محمود" مع وقوع أزمة اقتصادية في سوق النشر بسبب تأجيل المعرض ومع اضطرار دول كثيرة على مستوى العالم للغلق وإلغاء الفعاليات والمعارض فمن الصعب إقامة المعرض "الدولة خايفة على صحة الناس وده منطقي إنما مفيش اهتمام بمعاناة الناشرين، وأعرف ناشرين فلسوا من بداية أزمة كورونا ".

يرى "محمود" أن الحل لا يتوقف على إقامة المعارض، ففي "لندن" وهي في بلد رأسمالي فبسبب الغلق طالب اتحاد بائعي الصحف الدعم من الدولة بسبب الخسائر الكبيرة التي يتكبدها بائعي الصحف وبالفعل تدعمهم الدولة.

حلول كثيرة طرحها " محمود" للتغلب على أزمة الناشرين "أقترح فترة انتقالية لدعم الناشرين فيها تخفيض ضرايب وتخفيف الجمارك على الورق وعلى تصدير الكتب، ومن خلال المكتبات العامة الدولة تشتري الكتب و تدعم صناعة النشر".

أزمات كثيرة تواجه سوق النشر في مصر، أولها أزمة تزييف الكتب التي يرى "محمود" تراخي الحكومة في مواجهتها ومحاكمة المسؤولين عنها وتوقف المشاريع القومية مثل مشروع القراءة للجميع الذي طرح الكتب بأسعار مخفضة فبدلاً من لجوء القاريء للكتب المزورة فهناك بديل رخيص عنه و بجودة أعلى.

فيديو قد يعجبك: