إعلان

ليلى فهمي.. أشهر "مونتيرة نيجاتيف" وحكاية توقفها عن العمل بسبب الديجيتال (حوار)

04:07 م الأحد 03 مارس 2019

ليلى فهمي مونتيرة النجاتيف أثناء الحوار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار: مارينا ميلاد

"إلى أجمل مونتيرة نيجاتيف في العالم"... الجملة المكتوبة على جنيه قديم بإمضاء المخرج حسن الإمام، كانت موجهة إلى مونتيرة النيجاتيف ليلى فهمي أثناء تصوير فيلمهما "خلي بالك من زوزو". كتبها لها رغم أن ليلى لم تكن تحب الجلوس بجانب مخرج أو منتج في عملها، لم تكن مقربة منهم كثيرًا، وكانت تجد نفسها داخل غرفة النيجاتيف الضيقة المغلقة التي تشبه هدوءها، والتي صنعت فيها حوالي 220 فيلما بخلاف هذا الفيلم، وتم تكريمها عليها مؤخرًا في ختام مهرجان أسوان لسينما المرأة في نسخته الثالثة.

2

كانت ليلى (72 سنة) تحلم أن تصير مضيفة طيران لكن تغيرت بوصلة تفكيرها تمامًا بعد أن ذهبت إلى استوديو "نصيبيان" في الظاهر مع والدها مونتير النيجاتيف المعروف كمال فهمي. لا تتذكر اسم الفيلم الذي كان يعمل عليه وقتها، لكنها تتذكر أنها كانت في مرحلتها الإعدادية، وأنها وقعت منذ هذا الوقت في حب تلك المواد الخام السوداء التي توضع في الكاميرات وتخرج صورتها، وظلت تنتقل معه بين هذا الاستوديو، والاستديوهين الشهيرين "الأهرام" و"مصر"، حتى قررت أن تعمل في هذا المجال، ولم تُكمل خريجة المدرسة الفرنسية بالظاهر تعليمها الجامعي: "أحببت العمل ولم أرَ فائدة في الجامعة".

اشتغلت ليلى في أول فيلم لها، وعمرها 17 عامًا، كان فيلم "آه من حواء" إخراج فطين عبدالوهاب، وبطولة رشدي أباظة ولبنى عبدالعزيز. تولت ليلى الأمر صدفة، حيث اشتركت في الفيلم على أن تساعد والدها فيه، ثم وجدت نفسها مضطرة أن تقوم بتقطيع الفيلم نيجاتيف بمفردها بعدما اضطر والدها إلى السفر فجأة إلى لبنان لمدة شهر.

اليوم تبكي ليلى مرتين، الأولى عند تكريمها في المهرجان، وهو التكريم الرابع في حياتها، والثانية عندما حكت عن هذا الفيلم:

"حدث خطأ مني في الفيلم، في مشهد كان رشدي أباظة يغلق فيه باب العربية، سبق الصوت الصورة. كان أجري تقريبا 75 جنيها 3 أقساط 25 جنيها كل قسط. رمسيس نجيب خصم لي القسط الأخير بسبب الخطأ حاول فطين عبدالوهاب أن يتوسط لأحصل عليه لكنه رفض لأتعلم خطأي من فلوسي: أنا مش هيفرق معايا 25 جنيه بس هي مش هتغلط تاني. فعلا بقيت وأنا في غرفة النيجاتيف في أي استوديو بعد كده بشوف رمسيس نجيب كأنه واقف قدامي".

Capture

دخل السيناريست محمد عبدالخالق، رئيس مهرجان أسوان، وقاطع حديث ليلى ليهنئها على التكريم:

- أتمنى تكوني اتبسطِ في الفترة دي؟

- أوي أوي أوي معندكش فكرة.

- شفتي السوكسيه كان عامل إزاي؟!

- أصل كتير منهم تلاميذي

- بتكلم على الجمهور يا هانم. الجمهور عارف الاسم إحنا بنقول إحنا بنكرم نجوم مش بيتشافوا.

- اتبسطت جدا كمان بالتكريم، باسم مدام رشيدة عبدالسلام (مونتيرة) دي كانت حبيبتي وأختي وأمي.

- دي ثابتة عندنا في الثلاث دورات.

- أنا نفسي بس يرجعوا النيجاتيف تاني.

- النيجاتيف كان أعلى كثيرا ولسه الديجيتال ما وصلش بس اللي حصل حصل

- آه هي موضة!

52823372_1008517816001099_263293151786041344_n

توقفت ليلى عن العمل قبل 8 سنوات مع توقف العمل بالنيجاتيف وبدء عصر "الديجيتال"، وكان آخر فيلم اشتركت فيه هو "مصور قتيل": "كان عندي كل علب النيجاتيف (حوالي 25 دولاب) في استوديو الأهرام، وأخذوا الغرف بعد ذلك، كنت ببكي وأنا برمي العلب".

بعد أكثر من 50 عاما عملًا بالنيجاتيف، لم يصبح لدى ليلى الطاقة لتعلم الديجيتال، لأن ذلك يتطلب منها تعلم مونتاج"الـpositive" من البداية، فتوقفت عن العمل: "فيه فرق بين مونتير الـpositive والـnegative... الـpositive يعمل على آلة الموفيولا (آلة تعرض مشاهد الفيلم بترتيبها ليبدأ تعديلها ووضع إضافات عليها)، أما النيجاتيف، فهو مسؤول عن الخام الذي يوضع في الكاميرا ويخرج في علبة ويوضع في المعمل ليتحمض. أتولى أنا المرحلة الأولى عند التصوير، ثم يبدأ البوستيف المرحلة الثانية على الآلة وبعد انتهاء التعديلات مع المخرج، تعود لي المرحلة الثالثة والأخيرة بتقطيع شريط الصورة بأرقام بمثل ترتيبها، ليُطبع بعدها النسخة الزيرو".

1

لم تقبل ليلى أن تترك النيجاتيف طوال حياتها رغم ما عرضته عليها مونتيرة "البوستيف – Positive" شوشو، التي كانت مقربة منها وتحب العمل معها، فكان ردها: "لا أنا بتكسف محبش أقعد جنب مخرج ولا منتج ولا أتعامل على الموفيولا، أحب أقعد لوحدي أشتغل مع فنجان الشاي". في تلك الأيام، جرت العادة ترشيح مونتير الـ"بوستيف" لمونتير النيجاتيف الذي يفضل التعاون معه، مثلما كان المونتير سعيد الشيخ يفضل العمل مع مونتيرة النيجاتيف مارسيل صالح، والمونتير حسين عفيفي يفضل العمل مع زوجته ناهد مكاوي.

أما أكثر من كان يرشح ليلى من المخرجين ويرفض العمل مع غيرها، هو المخرج محمد راضي: "كان يقول أنا مش هشتغل غير بليلى أنا عملاله من أول فيلم لآخر فيلم".

3

- من أصدقاؤك في الوسط الفني؟

- عادل إمام، نور الشريف الله يرحمه، بوسي، وليلى علوي.

تبتسم، ثم تكمل: "حتى ليلى علوي كانت بتصفر لي النهاردة وأنا بتكرم".

- ماذا فعلتِ في الـ8 سنوات توقفاً؟

زوجي توفى في 2014، وجلستُ مع والدتي لأنها كانت مريضةً حتى توفيت في 2018. وكنت أجلس أشاهد الأخبار المحزنة، الأفلام قديمة والمسلسلات، فأنا لا أفضل الجديد.

- هل استطعتِ أرشفة ما تبقى من أعمالكِ؟

أرشيفي كان يحتاج لشقة وليس غرفةً في بيتي، لم أستطع الاحتفاظ به وفقدته.

4

قُطع حديث ليلى للمرة الثانية، لكن هذه المرة من بناتها حنان وشيرين تستعجلانها للذهاب.

تربت البنتان وهما صغيرتان مع جدتهما لانشغال والديهما في العمل، إذ تزوجت ليلى من والدهما مونتير النيجاتيف أيضًا عادل شكري عام 1965، بعد أن جمعتهما قصة حب داخل الاستوديو. لكن البنتين لم تنزعجا من ذلك، أحبتا عمل والديهما، واليوم فاجأتا والدتهما بحضورهما إلى المهرجان في اليوم الثاني لوصولها: "كانت لا تريد أن تأتي، شجعاها، واليوم فخوران بها كثيرًا".

8K2A2340

- قبل أن تنصرف لتتجول في أسوان التي تزورها لأول مرة في حياتها، كان السؤال الأخير: إذا عاد النيجاتيف ستعودين؟

- لو كنتُ لم أتوقف كل هذه السنوات كنت عدت إليه، لكن حتى لو لم أرجع إلى العمل، فأتمنى أن يعود النيجاتيف، لأن جودة الصورة في السينما ستختلف كثيرًا. الآن الأفلام صورتها تشبه المسلسلات، صحيح أن العالم كله اتجه إلى الديجيتال، لكن خارج مصر لديهم إمكانيات في التصوير أعلى، أما نحن فأكثر ما يناسبنا هو النيجاتيف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان