كيف تجمع 200 صورة في مشهد واحد؟

كتبت-دعاء الفولي:

في الباحة الخلفية من منزله بمدينة نيوكاسل البريطانية، جلس خليفة القاضي أمام صفحة السماء الفسيحة، يتطلع لجمالها، فيما تلتقط الكاميرا الخاصة به ظاهرة فلكية تُسمّى "العنقود النجمي" أو الثريا.

بالعين المُجردة يمكن رؤية نجوم تلك المجموعة، ولكن موقعها ودرجة سطوعها يختلف على مدار السنة، لذلك قرر القاضي أن يلتقط الصور "لأني وجدت إن موقعها مناسب ومرتفع بشكل كاف حتى بالنسبة لمنطقة بها تلوث بصري كالتي أعيش بها" حسبما يقول لمصراوي.

منذ سبع سنوات بدأ اهتمام مهندس الحاسب الآلي بالتصوير الفلكي "هي هواية بجانب العمل"، مع ازدياد اهتمامه بدأ البحث في كيفية تصوير الأجرام السماوية البعيدة والكواكب، وعلم التقنيات المُستخدمة في التصوير.

"تصوير الأجرام البعيدة في الفلك يعتمد على تقنية (التعريض الطويل) حيث يتم تصوير العديد من الصور ثم القيام بعملية تسمى (التكديس) أي دمج الصور بطريقة معينة للحصول على صورة نهائية أفضل بكثير".. يقول القاضي إنه احتاج لالتقاط حوالي 200 صورة مختلفة، ثم تم تجميعهم بتلك التقنية ليخرج الشكل النهائي للعنقود النجمي.

احتاج المهندس الليبي لثلاث ليالٍ على مدار شهرين للانتهاء من الصورة "في كل ليلة كنت أمكث لأكثر من 3 ساعات"، حالما انتهى هاوي التصوير من عمله راسل الصفحة العربية لمجلة ناشونال جيوجرافيك "وفوجئت إنهم نشروا الصورة بالفعل ولاقت إعجاب البعض".

لم تكن تلك المرة الأولى التي يُنشر للقاضي صورة في ناشونال العربية "لي صورة أخرى لمجرة تُدعى المرأة". مازال المهندس الليبي يتعلم الكثير في مجال تصوير الفلك "انا أصلا مهتم بالفلك منذ كان عمري 10 أعوام، يفتح لي ذلك باب عظيم لمعرفة جزء من أسرار الكون"، ورغم هواية التصوير التي تتسع يوما بعد الآخر، غير أنه لا يعلم إذا كانت ستتحول إلى مهنة يوما ما "المهم أني سعيد بها حتى الآن".