إعلان

حكايات ما بعد الانهيار.. جيران عقارات روض الفرج "نابهم من الهدم جانب"

09:16 م الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - طارق سمير ومها صلاح الدين:

تصوير - فريد قطب:

على مقربة من العقارات المنهارة، جلس نسوة ورجال تغالبهم الحسرة، بعد تعليمات رجال الأمن بإخلاء المنازل من السكان، لرفع آثار العقارات المنهارة، يقول إبراهيم محمد، 56 سنة، "صحيت على صوت زي تفجير، افتكرته اللودر وبيجددوا الشارع، ولما بصيت لقيت البيت اللي ساكن فيه أخويا واقع، ونص البيتين اللي جنبهم"، خلال ثوانٍ هرع إلى أسفل المنزل لمساعدة أهالي الحي في انتشال الجثث، فيما حضرت قوات الشرطة ورجال الحماية المدنية "الإنقاذ والإطفاء"، وبعد 30 دقيقة تمكنوا من انتشال 8 ضحايا على قيد الحياة، وجثتين متوفيين لسيدة ونجلتها، وحتى هذه اللحظة لم يتوصلوا إلى جثة أحد السكان يُدعى رامي.

صُراخ وفوضى خيم على شارع البرنس بروض الفرج، وإبراهيم لم ينشغل باله إلا بشقيقه القاطن بإحدى العقارات المنهارة، ظلّ يرتجف خوفاً حتى أبلغه أحد الجيران برؤيته لشقيقه وزوجته خارجين من المنزل منذ الصباح الباكر، قبيل انهياره، التقط أنفاسه من جديد، وحاول الاتصال به إلا أن الأخير لم يرد، حتى الواحدة من ظهر اليوم، واطمئن أخيراً بتواجده بمحل عمله في شركة عقارات.

"بيتكم وقع يا محمد".. أبلغ إبراهيم شقيقه بالواقعة ليرد عليه الأخير " البيت اللي اتسبب في وقوع بيتي طالعله قرار إزالة من 10 سنين، ربنا يسامحهم"، وبعد دقائق معدودة حضر "محمد" دون إبلاغ زوجته وحاول اقتناء الأوراق الهامة، إلا أن قوات الإنقاذ منعته خوفاً من سقوط المنزل وهو بداخله.

صوب "إبراهيم" بصره نحو آثار الانهيار، قال إن جميع المنازل بالمنطقة "آيلة للسقوط"، وتقدم بعدة شكاوى إلى الحي دون نتيجة "كنت ساكن مع أخويا ولما قالوا البيت ممكن يقع خدت شقة جنبه"، مضيفاً أن أي "لودر" يتحرك بالشارع، تهتز منازل الحي بأكلمها "خايف البيت يقع فوقي لازم ينكسوا كل البيوت والحي يتحرك".

هرولت فاتن إلى الأسفل بفزع، لم تتمالك أعصابها حينما سمعت نداءات رجال الأمن بإخلاء المنازل المحيطة بالعقارات المنهارة، حتى يتسنى لهم إزالة الأطلال، تشتت ذهنها بين جمع أبنائها وإنزالهم جميعاً من الشقة، وبين الفزع الذي داهمها من احتمالية سقوط منزلها أثناء عملية إزالة الركام "قالولنا ساعة وهترجعوا.. بس لو البيت وقع هنروح فين؟!".

"الحق محلك بيتهد".. جملة تخللت مكالمة هاتفية تلقاها مجدي بيومي - صاحب متجر بيع مفروشات - 47 سنة، من أحد العاملين يبلغه بانهيار الجزء الخلفي للمتجر متأثراً بسقوط العقارات.

يقع المتجر بامتداد شارع الترعة - جزيرة بدران، على مساحة 80 متر، وفي نهايته حائط مُنهار مُلتصق بأحد العقارات المنكوبة بشارع البرنس، إضافة إلى بضائع متهالكة "موبيليات، مراتب، مفروشات" يُقدر ثمنها بـ 150 ألف جنيه، وباب حديدي انخلع من موضعه بعد سقوط العقارات، مالك المتجر يصف "لمصراوي"، الأضرار التي لحقت به.

يُضيف "بيومي"، إنه فور علمه بالواقعة أسرع إلى المتجر، ووجد البضائع متهالكة ومكسوة بالأتربة، ونقلها إلى المخزن، أملاً في إعادة تصنيعها من جديد لعرضها للبيع، مشيراً إلى أن باقي المحال المجاورة لم يلحق بها أي أضرار واكتفوا بإخلاءها من البضائع تحسباً لأي أضرار تلحق بهم.

فيديو قد يعجبك: