إعلان

46 عامًا على ''النكسة''.. ويبقى السؤال ''المشير مات منتحر ولا مقتول ؟''

10:48 ص الأحد 15 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

في عام 1959 قال ''أقول لهم أنه لا فرقة في الجيش ولا فرقة في الشعب، بل الشعب والجيش كتلة واحدة، ,وإن أهدافنا كلها واحدة، وزعامتنا واحدة، ونحن نسير في طريق واحد، جمال عبد الناصر أمامنا ونحن من خلفه في سبيل تحقيق الأهداف العليا''، وفي 1967 اتهموه بالتسبب في ''النكسة'' بسبب قراراته المتسرعة، واتهم أيضا بمحاولة ''الانقلاب العسكري''، وانتهت حياته فجأة لتخرج الصحف وتقول ''انتحر المشير عبد الحكيم عامر''.

''محمد عبد الحكيم عامر'' نجل عمدة (أسطال) بمحافظة المنيا، المولود في 11 ديسمبر 1919، بعد إتمامه لتعليمه المدرسي التحق بكلية الزراعة، و كان التحاقه بالكلية الحربية (محض صدفة)، حين أخبره أحد أصدقائه أنه قدم فيها، وأنه لا يتبقى سوى يوم واحد فقط على إغلاق باب التقدم للاختبارات؛ فتقدم إليها ''عبدالحكيم''، والتحق بها، وألتقى لأول مرة برفيق عمره ''جمال عبد الناصر''، وتخرج فيها عام 1939، ليخدم في الجيش في السودان بنفس الفرقة مع ''ناصر'' في 1941.

شارك في حرب فلسطين 48، وحصل على ''نوط الشجاعة'' وترقية استثنائية، وانضم لتنظيم ''الضباط الأحرار'' ليشارك في الانقلاب على ''الملك فؤاد'' ونفيه عن البلاد، وكان عضوًا في الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار ورتبته وقتها ''صاغ/رائد''، وفي 18 يونيو 1953 ترقى من ''رائد'' إلى ''لواء'' وعمره لا يتجاوز 34 عامًا، ليصبح قائدًا عاما للقوات المسلحة المصرية، وفي 1954 عين وزيرًا للحربية مع احتفاظه بمنصبه في القيادة العامة للقوات المسلحة، ثم رقي إلى رتبة ''فريق'' عام 1958، ويحصل على رتبة ''المشير'' في 23 فبراير 1958 بعد (الوحدة مع سوريا).

لم تقف ترقيات ''عبد الحكيم'' عند هذا الحد، بل صعد إلى ''نائب رئيس الجمهورية - نائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة - في 6 مارس 1958، و استمر هكذا حتى أغسطس 1961؛ حيث أضيفت إليه مهمة رئاسة اللجنة العليا للسد العالي ثم رئاسة المجلس الأعلى للمؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي في أبريل 1961.

بصفته قائدًا عاما للقوات المسلحة، أشرف ''المشير عامر'' على القوة المصرية المشاركة بحرب اليمن لتدعيم الثورة هناك في 1962، وسافر لليمن لأول مرة في 1963، وعندما عاد لمصر لتولي رئاسة اللجنة العليا لتصفية الاقطاع في 1966، ولهذا الغرض أوكل إلى ''شمس بدران'' بعض اختصاصاته في القيادة العامة للقوات المسلحة.


''بداية النهاية''

كانت الشرارة هي توقيع (مصر و سوريا) لاتفاقية الدفاع المشترك في نوفمبر 1966، بعد زيادة مخاطر نشوب حرب إسرائيلية على سوريا، وأوامر الرئيس ''عبد الناصر'' بحشد القوات المصرية في 14 مايو 1967، لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، ثم (إغلاق مضيق العقبة) أمام الملاحة الإسرائيلية في 17 مايو 1967، لتنفجر الحرب صباح 5 يونيو 1967، بهجوم مكثف من الطيران الإسرائيلي على حظائر الطائرات المصرية، و تتوالى أنباء خسائر الجبهة المصرية، حتى يخرج ''عبد الناصر'' بخطاب النكسة والتنحي في 9 يونيو.

كان ''المشير عامر'' وقتها قائدًا عاما للقوات المسلحة، وسجلت الوثائق اتخاذه قرار الانسحاب دون خطة محددة، مما كبد القوات المصرية خسائر فادحة في الأرواح، وقتلت إسرائيل عشرات الآلاف من الجنود المصريين فضلاً عن احتلال سيناء، وبعد مظاهرات رفض تنحي ''جمال'' وعودته للقيادة من جديد، تقدم ''المشير عامر'' وعدد من قادة الأفرع للمحاكمة بتهمة التسبب في ''النكسة''، وأعفى من كافة المناصب، وأحيل للتقاعد ووضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله.

(25 أغسطس 1967) .. اجتماع لأعضاء مجلس قيادة الثورة يحضره وزير الداخلية ''شعراوي جمعة''، ووزير معلومات مكتب الرئيس ''سامي شرف'' ووزير الحربية ''أمين الهويدي''، وكبير الياوران، وعدد من القيادات، ورئيس مجلس الأمة ''أنور السادات''، ويصل ''المشير عامر'' إلى المقر، ويكون الترتيب المسبق هو: توجه قوات لاعتقال 50 من الضباط والوزراء السابقين، وأقارب ''عامر'' المتواجدين بمنزله تضامنًا معه، وتوجيه تهمة ''التآمر والانقلاب على الحكم''، وأن يؤمر ''المشير'' بتحديد إقامته في منزله ''حفاظًا على مصلحة الدولة العليا''، والتحفظ على سيارته بعد تفتيشها في ''جراج منشية البكري''، وهو ما يرفضه ''عامر'' وتحدث مشادة كلامية بينه وبين الحضور، يقنعه فيها ''السادات'' بالانصياع مؤقتًا للأوامر لتهدئة الأمور.

(14 سبتمبر 1967).. يعلن عن ''انتحار المشير عبد الحكيم عامر''، وتخرج ''الأهرام'' برئاسة تحرير الكاتب الصحفي ''محمد حسنين هيكل'' تنشر كواليس الانتحار بعد يأسه من تحمل مسئولية الهزيمة، وتكتب بعض الأقلام انتحاره ''بالأفيون والسم''، في حين يخرج جثمانه بتصريح من الطب الشرعي ليدفن في مسقط رأسه دون جنازة، ويرافقه ''السادات فقط'' وبعض أفراد أسرته.

بعد 45 عامًا من وفاته، تتقدم أسرته من جديد ببلاغ للنائب العام يحال للقضاء العسكري، لإعادة فتح التحقيق في ''ملف انتحار المشير عبد الحكيم عامر''، وتصريح الأسرة أن التحقيق سيكشف أيضًا المسئول عن ''نكسة 67''، واسم المسئول الذي منع التحقيق وقتها في أسباب ''النكسة''، ولماذا أصر نظام ''عبدالناصر'' في تشويه سمعة ''عامر'' وتحميله مسئولية الهزيمة، متهمين ''عبد الناصر'' بالمسؤولية، لتهديده بالحرب ضد إسرائيل وإغلاقه خليج العقبة، وهو يعلم تمامًا أن جيشه ليس مستعدًا، وثلثي قواته في اليمن في حالة إنهاك، وأن المعدات والأسلحة لدى الجيش متهالكة.

غموض يكتنف حياته منذ بدايتها وحتى النهاية، وموت مفاجئ أشارت فيه بعض التحقيقات وادعاء أسرته وزوجته بأنه مات مقتولاً حتى لا يبوح بأسرار وكواليس هزيمة الجيش في الحرب، واتهامهم للطبيب المعالج له ''إبراهيم البطاطا'' بحقنه بـ''السم''، وهو ما أكدته شهادة لجان الطب الشرعي بأنه مات ''مقتولاً بالسم''، وخروج الآلة الصحفية والإعلامية لتشويه سمعته طوال السنوات الماضية.

 

 

 

 

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان