إعلان

هل تقبل المرأة المصرية التجنيد الإلزامي أسوة بالرجل؟

07:41 م الإثنين 11 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دويتشه فيلله:

فكرة تجنيد الإناث للخدمة الإلزامية أسوة بالذكور تبدو غريبا على المصريين، رغم ولوج المرأة في جميع مجالات الحياة. لكن البعض رفع دعاوى تطالب بذلك، فيما رفضتها هيئة مفوضي الدولة.DW عربية استطلعت آراء نساء مصر حول ذلك.

أسدل الستار أخيراً على دعوى كان قد أقامها مواطن يدعى محمد عبد الله ضد رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع، ورئيس مجلس الشعب، ورئيس مجلس الشورى لإلزامهم بإقرار تجنيد الإناث إلزامياً مساواةً بالذكور. الدعوى التي رفعت في عام 2010 استندت على أن الدستور المصري أقر مبدأ المساواة بين المواطنين، ولم يفرق بين الرجل والمرأة، على عكس قانون الخدمة العسكرية والوطنية والذي يحصر الخدمة العسكرية على المصريين من الذكور فقط. ورأي صاحب الدعوى في عدم تجنيد الإناث تفضيلاً للذكور عليهم وحرماناً للإناث من شرف الخدمة العسكرية، وهو ما يتنافى مع حقوق المرأة المصرية التي كفلها الدستور، حسب رؤيته.

لكن تقرير هيئة مفوضي الدولة الذي صدر مؤخراً كان له رؤية أخرى، حيث قام برفض الدعوى مستنداً إلى أن مصلحة الأسرة المصرية وتوفيق المرأة بين واجباتها نحو أسرتها وعملها العام تقتضي أن يكون التجنيد الإجباري محصوراً على الذكور فقط، ''صوناً للمرأة المصرية وحماية لها باختيار مجالات العمل المناسب لطبيعتها''. لكنه نص على حقها في الوظائف المتصلة بالعمل العسكري دون أن تكون من نفس طبيعته القتالية، كالتمريض والأعمال الإدارية. واستند التقرير أيضاً إلى آراء فقهية تقضي بأن المرأة غير مطالبة بالقتال.

''العمل العسكري ليس للمرأة''

''ليس هذا مجالهن بالفعل''، تقول ربة المنزل أمنية سعيد لـDW عربية. وترى سعيد أن للمرأة مهام أخرى لا تتضمن حمل السلاح. وتضيف: ''كذلك لا يوجد احتياج للفتيات فالشباب كثر. كما أن الفتيات والنساء اللاتي يريدن العمل في المؤسسة العسكرية لديهم الفرصة في الانتساب للكليات العسكرية والتي توفر لهن عملا يليق بهن، كالعمل في المطارات على سبيل المثال''. ولا تعتقد سعيد أن عدم تجنيد الفتيات يحرمهن من خدمة وطنهم ''لأنهم بعد تخرجهن من الجامعات يخدمن الوطن في مجالات أخرى، كالتدريس والطب وغيرها''.

فيما عبرت المُعلمة منار صبحي لـDW عن مساندتها لقرار الهيئة في رفض الدعوة. وترى صبحي أن الخدمة العسكرية وأعمالها القتالية لا تناسب الإناث. ''من زمان والخدمة العسكرية للرجال فقط''، تقول صبحي. فيما ساندت في رأيها أمنية سعيد في إمكانية التحاق الفتيات بالمؤسسة العسكرية للقيام بأعمال بعيدة عن ميدان القتال. وتوضح منار صبحي وجهة نظرها: ''بإمكانهم العمل في الجيش في مجالات الطب والهندسة على سبيل المثال''. وساندتهن في آرائهن الطالبة المدرسية خلود خشبة والتي عبرت عن رفضها للتجنيد الإلزامي للفتيات لـDW عربية. واستندت خشبة في رفضها إلى الاختلاف في التكوين الجسماني بين الرجل والمرأة معتبرة أن تدريبات الشباب في الجيش لا تستطيع المرأة تحملها.

ترحيب مشروط بالفكرة

الشابة إسراء صالح، والتي تعمل في التسويق، كانت لها نظرة مختلفة نسبياً، حيث رحبت بفكرة تجنيد الفتيات إلزامياً. ''الفكرة تعجبني جدا،ً لكن لا يجب أن يكون تجنيدهم مختلف عن تجنيد الشباب''، تقول صالح لـDW عربية. وتفسر صالح نظرتها لما يجب أن يكون عليه تجنيد الفتيات قائلة: ''لا يصلح أن نكون في الصحراء ولا أن نقوم بأعمال قتالية لكن يجب على الفتيات أن يتم تجنيدهم للقيام بخدمات عامة، أهمها التعليم ومحو الأمية والتي تحتاجه البلاد في الوقت الراهن''.

وفي نفس المسار، كان رأي الطالبة الثانوية هايدي حمدي والتي عبرت عن تقبلها للفكرة من حيث المبدأ ومساندتها فكرة أن تقوم المرأة في الجيش بأعمال خدمية. إلا أنها تضيف ''لكنني أتخوف المعاملة القاسية والتي نسمع أنها غير آدمية للمجندين''، تقول حمدي. وترى حمدي أن عدم المساواة قد يشعر به الشباب وليس الفتيات لما يلاقيه الشباب من مشقة في العمل العسكري.

لكن الطالبة المدرسية ترى في ذات التوقيت أن المجتمع المصري مجتمع ''ذكوري بطبعه وقائم على التمييز'' مما لا يجعل فكرة تجنيد الشباب دون الفتيات شيئاً صعب التقبل. واختتمت حمدي حديثها لـDW عربية برفض فكرة أن المرأة مكانها البيت، لكنها في ذات التوقيت لا ترى أن مكانها في ميادين القتال.

''تجنيد الإناث واجب وعدمه يعد حرماناً لحقهن''

مهرا ماهر، طالبة جامعية، اتفقت مع صالح وحمدي في شكل الأعمال التي من الممكن أن تقوم بها الفتيات إذا ما التحقن بالخدمة العسكرية. لكن ماهر لم ترحب فقط بفكرة تجنيد الفتيات، بل رأت وجوب تنفيذها. ''هناك فتيات كثر يجب أن يدخلن الجيش ''عشان يتربوا''، تقول ماهر. ولا ترى تعارضا بين فكرة التجنيد وتكوين الأسرة بالنسبة للفتيات، بل تراهم يكملون بعضهم البعض. وتوضح ذلك قائلة: ''يجب أن تتعلم الفتيات أسس الحياة أولاً كي يستطعن تكوين أسرة محترمة''. لكن ماهر أكدت على ضرورة عدم إرسال المرأة إلى ميادين القتال رغم ذلك.

وكان للشابة ريم السيد، عاطلة عن العمل، رأي مغاير تماماً عن من سبقوها. ورحبت السيد بفكرة تجنيد الإناث، خاصة في ظل مشاركة الكثير منهن الآن في مجال السياسة والتظاهرات، والتي يتعرضن فيها لخطورات كبيرة. ذلك يجعل العمل العسكري ليس بالأمر الصعب بالنسبة لهن، على حد رؤيتها. كذلك تعتقد ريم السيد أن ''تجنيد الفتاة قد يجعلها تشعر أكثر بالوطنية والمسؤولية''. وتضيف ''كذلك نسبة الإناث الآن تتعدى نسبة الذكور، لذا لماذا لا نخوض مجالاً جديداً؟'' تتساءل الشابة العشرينية.

الرجال يختلفون حول الفكرة

وتحدثت ريم السيد عن رؤية هيئة المفوضين بأن مصلحة الأسرة توجب عدم تجنيد النساء قائلة إن المرأة أصبحت تتقلد مناصب مديرة ووزيرة، مما يعني أن دورها لم يصبح مقتصراً على تربية الأطفال. ''وإذا نظرنا للمرأة بمنظور أن مهمتها هل الأسرة فقط، إذن فهي يجب أن تجلس في المنزل ولا تعمل في أي مجال كان''، تقول السيد. وأكدت السيد أن عدم تجنيد الإناث يشكل حرماناً لحقهم في شرف الخدمة العسكرية مختتمة حديثها بتساؤل: ''ألا تطالب المرأة بحق المساواة مع الرجل؟''

وكان لـDW عربية حديث مع الشاب محمد حسام، طالب، لعكس وجهة النظر الجنس المهيمن على المجتمع تجاه فكرة تجنيد الإناث إلزامياً. ورحب حسام بالفكرة، حيث يرى أن المساواة تحتم على الدولة أن تقوم بتجنيد الفتيات، كما يذهب الشباب إلى الجيش. ''إذا كان النساء يطالبن بالمساواة، فلتكن المساواة في كل شيء''، يقول حسام. ويتابع: ''للأسف بعض النساء يطالبن بالمساواة فيما يريدونه ويرفضنه في أشياء أخرى لا يريدونها''.

أما الدكتور محمد صبحي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، فكان له رأي مقتضب في فكرة تجنيد الإناث صرح به لـDW عربية قائلاً: ''عندما يقول لك أحد ذلك يجب أن ترد عليه وتقول له: ''عيب، هي الرجالة خلصت؟''!

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان