إعلان

"جثث في كل مكان بالشقة".. ماذا حدث في شارع القرنفل بالإسكندرية؟ - (صور)

04:17 م السبت 23 فبراير 2019

دور على لوجو مصراوي فى أخبار رمضان وادخل السحب الاسبوعى لتكسب سماعات JBL وموبايل

شروط المسابقه
  • لوجو مصراوي موجود داخل صفحة رمضانك مصراوي، دور على اللوجو وأنت بتتنقل بين أخبار رمضان، وكل لوجو هتلاقيه هيتحسب لك نقطة، وكل يوم فيه لوجو جديد في مكان مختلف، جمع نقاط أكثر وادخل سحب كل 10 أيام، على سماعات JBLوموبايل. يلاسجل إيميلك وابدأ بالاشتراك من هنا

الإسكندرية – محمد عامر:

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، الشارع شبه خالٍ من المارة، اليوم الجمعة "حينها" إجازة، والجميع ما زالوا نائمين، فجأة انقلب الوضع، بعدما فؤجئ السكان بشاب يصرخ:" إلحقونا عيلتي كلها ماتت".

رائحة الموت تملأ المنزل القديم، 6 جثث موزعة بين أرجاء شقة الطابق الثاني، جثة الأم ممدة بالحمام والابنة الكبرى بغرفة النوم، وجثتا الولدين بغرفة مجاورة، والجدة والطفلة الصغيرة في أخرى.

في دقائق قليلة، وصلت سيارات الشرطة والإسعاف إلى العقار رقم 13 بشارع القرنفل بمنطقة غيط العنب غربي الإسكندرية، وانتشر ضباط قسم شرطة كرموز في موقع الحادث.

لم يتطلب الحادث وقتا طويلا لكشف غموضه، فجميع الدلائل أمام المقدم سامح نجيدة، رئيس مباحث كرموز، تشير إلى ارتكاب "القاتل الصامت" للجريمة، فرائحة الغاز المُسرب من السخان ما زال انتشارها داخل وخارج الشقة يزكم الأنوف.

لحظة اكتشاف الحادث

يوم الخميس، وكعادتها منذ سفر زوجها للعمل كسمكري سيارات في دولة الإمارات، اعتادت" شيماء" على اصطحاب أطفالها الأربعة "أسماء وأحمد وزياد وريهام" للمبيت في منزل والدتها القريب من شقتها وقضاء الجمعة مع أشقائها.

"متعودين أنا وإخواتي كل يوم جمعة نقضيه في بيت أمي"، يقول "حسن جاد الرب"، نجل الضحية الأولى وشقيق الثانية في حديثه لـ"مصراوي"، بينما يتذكر عندما أحضر الطعام ليلة الخميس وسلمه لشقيقته "ريهام" لتجهزه للغد، كان آخر لقاء بينهما.

ويروي "حسن" لحظة اكتشافه الحادث، بينما ما زال الأهل والجيران يتوافدون لتقديم واجب العزاء بالشادر المقام أمام منزل والدته، قائلا: "الساعة 10 الصبح يوم الجمعة كنت أول واحد من إخواتي يوصل البيت عندى أمي.. فضلت أرن الجرس كتير محدش رد ولا فتح".

"افتكرت إني معايا نسخة من المفتاح.. فتحت الباب ودخلت لقيت ريحة غاز جامدة جدًا .. اللي بره الشقة يشمها.. ندهت على أختى كتير.. يا أم زياد الريحة دي جاية منين .. إنتي بتعملي أكل؟".

ويضيف "حسن" أنه فؤجئ بـ"ريهام" الابنة الصغرى لأخته شيماء مسجاة بجوار باب غرفة والدته، قائلا:"الله يرحمها أمي كانت بتحب البنت دي جدًا علشان كده كانت بتنام معاها".

الجثث في كل مكان

واستكمل خال الأطفال حديثه: "حسيت إن فيه مصيبة لما لقيت آثار إفرازات من فم البنت.. بعدها جريت على أمي لقيتها نايمة في سريرها.. حاولت أصحيها .. قولتلها قومي يا حاجة اصحي البنت نايمة على الأرض ليه؟ بس مردتش".

ويبكي "حسن" بينما يتذكر لحظة عثوره على جثتي طفلي شقيقته "أحمد وزياد" على أرضية غرفة النوم، فيما وجد شقيقته ملقاة بأرضية الحمام هي الأخرى، قائلا:"الجثث كانت في كل مكان.. مقدرتش أعمل حاجة غير إني قفلت الأنبوبة وصرخت".

"ذهبت الأم للاستحمام ليلا فامتلأ الحمام ببخار الماء ما أدى لانطفاء شعلة السخان وتسرب الغاز، كانت هي أول المتوفين، بينما ماتت الجدة والأطفال الأربعة أثناء نومهم".. هكذا تصورت معاينة المباحث الجنائية والنيابة وقوع الحادث الذي خلف وراءه 6 جثث.

احذروا من القاتل الصامت

مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، حذر من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، ما ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة الذي يؤدي إلى الوفاة حال استنشاقه بكمية كبيرة.

ووصف المركز في بيان له، غاز أول أكسيد الكربون بـ"القاتل الصامت" لكونه ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحًا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.

جنازة مهيبة لم يحضرها "سعيد"

في جنازة شعبية مهيبة، شارك أهالي غيط العنب، عصر أمس، في تشييع جثامين الضحايا الستة إلى مثواهم الأخير بمقابر العامود بمنطقة كرموز، عدا شخصا واحدا هو "سعيد حمدنا الله" الذي عاد من السفر فلم يجد زوجته ولا أبناءه الأربعة ولا حتى جثثهم.

"سعيد شغال سمكري سيارات في الإمارات من 3 سنين.. محضرش الجنازة.. لسه واصل من السفر النهاردة الصبح.. ربنا يصبره حالته سيئة جدا أسرته كلها ماتت".. يقول "أبوأحمد" أحد أقارب الزوجة.

ويطالب "أبوأحمد" شركات الغاز والسخانات بإجراء صيانة دورية للسخانات، مضيفا:" دى مش الحادثة الأولى ولا هتكون الأخيرة.. مؤمنين بقضاء الله ولكن هناك إهمالًا".

قرار إنساني لنيابة كرموز

"صباح حامد حسن" 85 عاما، ربة منزل، وابنتها "شيماء جاد الرب حسن" 35 عاما، ربة منزل، وأبناؤها الأربعة "أسماء سعيد حمدنا الله" 14 عاما، بالصف الثاني الإعدادي، و"أحمد" 9 سنوات" بالصف الخامس الابتدائي، و"زياد" 8 سنوات" بالصف الثاني الابتدائي، و"ريهام" 5 سنوات.

الجثث الستة لم يجر تشريحها بعدما أصدر، رئيس نيابة كرموز، قرارا إنسانيا بعدم تشريح الضحايا أو نقلهم إلى مشرحة كوم الدكة تقديرًا لمصاب أسرتهم الجلل واكتفى بتقرير مفتش الصحة.

فيما أجرى، وكيل نيابة كرموز، معاينة تصويرية للحادث وأمر باستدعاء مسؤولى شركة الغاز لإجراء معاينة وتحديد أسباب تسرب الغاز.

فيديو قد يعجبك: