إعلان

دراسة بجامعة أسوان: التماسيح بريئة من أكل أسماك بحيرة ناصر

11:22 ص السبت 12 يناير 2019

أسوان – إيهاب عمران:

قالت دراسة علمية في كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان، اليوم السبت، إن التماسيح ليست هي السبب الرئيسي في تدني الإنتاج السمكي في بحيرة ناصر، كما يشاع لأنها لا تستهلك كميات كبيرة من الأسماك.

وأوضحت الدراسة الاستكشافية التي أجراها الدكتور محمد شوقي القطان في كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك جامعة أسوان، عن الوضع الراهن للتماسيح في بحيرة ناصر، وأثرها على المخزون السمكي أن العدد الفعلي للتماسيح في البحيرة يتراوح من 6000 – 30000 تمساح فوق اليابس وفي الماء.

وأشارت الدراسة إلى أن الغالبية العظمي من التماسيح ذات أحجام صغيرة ويبلغ عمرها عامًا تقريبًا، بينما 10% منها فقط تماسيح بالغة وبأحجام كبيرة، فضلاً على أن 2% فقط من صغار التماسيح تستطيع أن تصل لحجم 1.5 متر أي أن عددها يقل لا يزيد.

وقال القطان إن السنوات الأخيرة شهدت أقاويل عديدة حول تزايد أعداد التماسيح في بحيرة ناصر خاصة في المنطقة الجنوبية للبحيرة، وأنها تهاجم الصيادين، وتمزق شباك الصيد، بالإضافة إلى أنها تستهلك كميات كبيرة من الأسماك، وأنها السبب الرئيسي في تدهور إنتاج البحيرة، لذا اقترح البعض أنه لابد من التخلص منها وإبادتها من البحيرة، لذلك أعدت هذه الدراسة الاستكشافية من أجل كشف الغموض عن جوانبها المختلفة، وإمكانية الاستفادة منها كمجال استثماري واعد في مصر أسوة بالدول الرائدة في هذا المجال.

وأشار إلى أن الدراسة أكدت أن عدد أنواع التماسيح في العالم 23 نوعاً، ينتشر في بحيرة ناصر منها "تمساح النيل" بطول المنطقة الشاطئية، ويعد ثاني أكبر أنواع التماسيح في العالم بعد تمساح المياه المالحة، وتم التأكد من ذلك من خلال تحليل البصمة الوراثية DNA للتماسيح، واتضح من ناحية التغذية أن التماسيح الصغيرة تستهلك بشكل يومي اللافقاريات المائية مثل القشريات والقواقع والحشرات المائية، أما التماسيح اليافعة (1.5 متر) تستهلك وجبة واحدة كل أسبوع حيث تبدأ في التغذية على الضفادع والأسماك والطيور المائية، أما الأحجام البالغة والكبيرة (4 أمتار) تستهلك وجبة واحدة كل 2 – 3 أسابيع ومنها الثدييات الكبيرة.

وأضاف أن نسبة الأسماك في معدة التماسيح الممتلئة تتراوح من 10 – 13 % فقط والغالبية منها أسماك غير اقتصادية، وأن التمثيل الغذائي للتماسيح بطيء جدًا، ومدة تفريغ المعدة تأخذ نحو 99 ساعة أي (أكثر من 4 أيام) ما يؤكد أنها لا تأكل يوميًا، فضلاً على أنها لا تأكل مطلقًا في فصل الشتاء الذي تقضيه في التشمس نظراً لعدم نشاط إنزيمات الهضم.

موضحًا أن التماسيح تشغل جزء هامًا في النظام البيئي من خلال تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي للمخزون السمكي في البحيرة من خلال تغذيتها على مفترسات الأسماك الاقتصادية مثل القراميط والقراقير والفهقة، بالإضافة أنها تتغذى على جثث الحيوانات النافقة، وأن فضلات التماسيح تزيد من المغذيات الذائبة في الماء والتي تزيد إنتاجية الغذاء الطبيعي الذي يمثل الغذاء الرئيسي للأسماك.

وأكد "القطان" أن التماسيح يمكن أن تمثل مجال استثماري واعد في مصر من خلال تبني إنشاء مزارع لتربية التماسيح أو متنزهات سياحية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من منتجاتها المتعددة كالجلود واللحوم وغيرها في التجارة والتصدير أسوة بالعديد من دول العالم.

فيديو قد يعجبك: